web analytics
الأدبقصصكتابات شخصية

يوم ماتت امي …

يوم ماتت امي

يوم ماتت امي ، كنت لازلت صغيره بل لم اكن موجوده الا من خلالها..
لم افترق عنها ولا كما الاطفال يواجهون الدنيا وحدهم بخطوهم لرمال ساحة المدرسه ،
وكانها ارض لحرب مقفره هم في خضمها لا اهل ولا سند بها يتعلمون كيف البقاء،
ويعلمون من هم و لاي صنف ينتموا..

لم افترق عن امي حتي حينها كانت معلمتي وامي و ملجاي ،
فاحتميت بها من الدنيا و ما خضت معركة و ما قابلت نفسي و لا عرفت لاي صنف انتمي
غير اني في ظل امي احتمي..

و يوم ماتت امي ما شعرت بشيء وما ادركت حقا انها رحلت ،
ولكني ما كنت اري الا الظلام بعدها في كل ما انظر و كأن مصباحي انطفء ،
وكأنها اخذت نور السماء معها وقت رحيلها.
و ظللت ابكي لساعات و لربما ايام لا ادري.. ولكن حينما فتحت عيني لم اري ،
ولم اميز اي وجه قابلته، فما تبقي لي من بصري كثير من بكائي لها.

كبرت و كانني القيت وحدي في محيط ملغم في كل خطوه اخطها،
خرجت من درع امي فجاءة الي معركه عتيده بلا سيف ولا درع ولا شيء…
ما كان هذا ما اخبرتنا عنه امنا… ما كانت تروي لنا هذا في قصصها ،
كانت تحدثنا بان هناك خير وشر انما الاخيار في معزل عن كل شر..

و كنت احسب ان اخيارها بعيدون عن خوض الحروب، ما كنت افقه
انهم خاضوا الحروب وشمروا ليعبروا بين أشواك الحياة ليبلغوا منها المامن.
فخضت حربا لم اكن فيها اعرف من انا ولا مكان سلاحي ،، فرماني سهما و خدش سيفا ،
حتي ضعفت و ضعف قلبي من صدمتي في الدنيا اكثر مما لقيت بها.
ادركت سلفا بان نظري الذي ضعف ببكائها ما كان يقتصر في رؤيا الوجوه
بل كان مفقدني لرؤية ارث خلفته امي لنا …

كنز هو اكبر ما تركته امنا.. وكنزها كان الصلاة و الاعتصام من الدنيا برب الدنيا كلها ،
وهذا ما قصدته امي بمعزل الاخيار في حكياتها.
و كانني حين ابصرت هذا امست الدنيا كمدرستي وانا بها معزولة في الدرع انما اقوي الدروع كلها..
في درع من كان يحمينا معا.

وحينها ادركت ان السوء الذي مسني ما كان متسببه غيري انا ، بل لم يطلني شر علي الاطلاق بقضائه،
فلولا ان توفي الموت امي ما كنت لاري غير احتجابي بها عما دونها، ولا رايت من كنا في كنفه يحمينا معا.
وكأنها كانت قبلة لي تدور دنياي في افلاكها ، رحلت فانفلت الزمام عن مساري ، وحين طحت بعيدا متخبطه ،
فوقتها بعدت رؤيتي لاري حقيقة قبلتي ، وكأنها ذهبت هي لؤجد انا .

انا من تسبب في ضعف بصري لعدم تسليمي لامره ، وانا من اضعف قلبي لجزعي من كل ما لاقيت حولي.
اما هو فما فتئت ان ابصرته ، حتي اعاد لي بصري واصلح ما اتلفته في قلبي المدنف،
فاعادني به للحياة و زاد بصري ببصيرة..
قد خلع عني نظارتا بصري و البسني بفضله نظرة اخري لاري بها عظائم قدرته.

shaimaa el naggar

شيماء محمد اسامه ، شهرة العائله ( النجار) مصريه ، ٢٨ سنه بكالوريوس فنون جميله قسم تصوير زيتي دفعة ٢٠٠٦ اشتركت في معارض عديده ..( جاليري قرطبه ، جمعية محبي الفنون الجميله ،اتيليه القاهره، عدة معارض جماعيه في ساقية الصاوي ، كما حذت علي شهادة تكريم من ساقية الصاوي و الحصول علي المركز الثالث في التصوير الزيتي في مسابقة نهر البحر لعام ٢٠١١) وعضوه في جماعه فنيه باسم جماعة التشكيل الحر.. قمت بكتابة ثلاثة كتب و لكن لم انشر اي منها .. ... ولكن في انتظار حدوث ذلك عن قريب باذن الله تعالي