العوامل المؤثرة في النمو عند الأطفال
قديماً كان العلماء يذهبون إلى أن مظاهر حياة الفرد تلخص حياة النوع الإنساني فتطوره من إنسان الكهوف إلى أن يصلوا به إلى إنسان العصر الحاضر، لذا كانوا يقسمون مراحل النمو تقسيم تطوري وأثبتت الأبحاث الحديثة خطأ هذه النظرية التلخيصية،وبذلك ضعف أهمية هذه المقارنة القائمة بين الفرد ونوعه وضعف الإيمان بالمذهب القائل “أن الفرد في تطور حياته يلخص أطوار نوعه”.
والنمو يختلف معدله باختلاف مظاهره ، فالأمعاء والجهاز العصبي والمخ لا يتأخر نموها كما يتأخر نمو الأجهزة التناسلية التي يتم نموها بعد ذلك وان كانت في البداية في حالة من الضعف والصغر، ثم تصل إلى كمال نضجها ونموها حتى يتحقق بها البلوغ . كذلك فان النمو عملية طرديه فهو يبدأ ومن ثم يتقدم بسرعة مطردة تظل في طريقها حتى تبلغ هدفها ألا وهو النضج التام. وإيقاع النمو ليس مستويا، فأحيانا يسرع وأحيانا أخرى يبطئ ، فالطفولة الأولى تتميز بالسرعة يتلكأ النمو بعد ذلك. وعند قرب البلوغ يسرع النمو في طفرة ، ثم يقل المعدل في تمام النضج .
والأساس الاجتماعي للنمو يقوم على دراسة تطور علاقات الطفل ببيئته المحيطة به وعلى مدى اتساع دائرة هذه العلاقات ذلك لان عدد هذه العلاقات يتناسب إلى حد كبير وعمر الطفل، وتبدو معالم هذه الدائرة الاجتماعية في لعب الطفل، لذا يقسم المهتمون بدراسة اللعب حياة الفرد إلى مراحل تخضع في جوهرها للتطور النفسي الاجتماعي لهذا اللعب،وهذه الأقسام هى :
– مرحلة اللعب الانعزالي وذلك حينما يلعب الطفل وحده ولا يشاركه في ألعابه أحد.
– مرحلة اللعب الانفرادي وذلك حينما يلعب الطفل مع الآخرين ولكنه يحتفظ لنفسه بفردية تميزه عن زملائه .
– مرحلة اللعب الجماعي وذلك حينما يتفاعل الطفل تفاعلا اجتماعيا صحيحا فيؤكد روح الجماعة قبل أن يؤكد فرديته مثل فريق كرة القدم والسلة .
ومن أهم العوامل المؤثرة في النمو :
– الوراثة التي تنقل للفرد من والدية وأجداده وسلالته وهى متغيرات بيولوجية .
– التكوين العضوي وهو عبارة عن الشكل الذي تتخذه أعضاؤه الداخلية والخارجية بمعنى أخر وظائف بعض أعضائه الداخلية وخاصة الغدد الصماء التي تفرز هرمونات تؤثر في مظاهر الحياة في جميع أفاقها المختلفة .
– الغذاء الذي يعتمد عليه الكائن الحي في نموه وبناء خلاياه التالفة وتكون خلايا أخرى جديدة.
– البيئة الاجتماعية والثقافية التي تهيمن على الفرد حينما تتصل أمور حياته بأحد اتصالا نفسيا واجتماعيا،وحينما تتسع دائرته فيتصل بأبية وإخوته وأقاربه وفى مدرسته وحتى خروجه للحياة العلمية .