ما هي أضرار الجلوتين علي صحتك ؟
ان الدعوة الى الالتزام بنظام غذائي خالي من الجلوتين هو أكثر ما يدعو اليه خبراء التغذية في العقود القليلة الماضية ولكن هل تعرف ما هي أضرار الجلوتين ؟ وهل الجلوتين مضر لكل الناس بنفس القدر أم ان أضرار الجلوتين تظهر فقط في حالة كان الانسان يعاني من مشكلات صحية محددة ؟
فمن الطبيعي أن يتجنب مرضى السيلياك الجلوتين لأسباب صحية حيث أنه يتسبب لهم في مشكلة صحية واعراض حادة، ولكن لا يمنع ذلك من أن المختصين في مجال التغذية ينصحون الجميع باتباع نظاما غذائيا خاليا من الجلوتين وبغض النظر عما اذا كانت اجسامهم قادرة على التعامل معه أم لا.
فالبعض ينصح بتجنب الأغذية التي تحتوي على الجلوتين بهدف انقاص الوزن أو تحسين المزاج أو التمتع بصحة أفضل، ولكن هل مثل هذه الطريقة تتوافق مع العلم؟
من خلال هذا المقال يمكنكم التعرف على أضرار الجلوتين بالتفصيل بحسب ما أظهرت الأبحاث العلمية.
ما هو الجلوتين ؟
ان الجلوتين هو مصطلح يشير الى مجموعة من البروتينات التي تتواجد في القمح والشعير وبعض انواع الحبوب الأخرى.
ويختلف تكوين هذه البروتينات الا أنها تجتمع في هيئتها وخواصها وهذه الأنواع من البروتينات تتمتع بمرونة عالية وهو ما يجعل الطحين المستخرج من الحبوب التي تحتوي على الجلوتين قابل للعجن وصناعة المخبوزات.
بل أن هناك مسحوق جلوتيني يضاف الى المخبوزات لتحسين خواصها واطالة صلاحيتها.
والجلوتين مقاوم لانزيم البروتيز الذي يقوم بتكسير البروتينات في الجهاز الهضمي، والهضم الغير كامل لهذا البروتين يجعل الأحماض الأمينية الكبيرة الحجم تتمكن من عبور الامعاء الى باقي اجزاء الجسم وهو ما يجعل مناعة الجسم تستجيب لوجود هذه الأحماض الأمينية وتهاجمها محدثة الالتهابات كما هو الحال في مرض السيلياك.
مقاومة الجلوتين
مقاومة الجلوتين يمكن ارجاعها الى ثلاثة حالات وان كان هناك بعض التشابه بين هذه الحالات الثلاثة ولكنها تختلف من ناحية تطورها وحدتها.
مرض السيلياك
هو احد امراض المناعة الذاتية الالتهابية والتي تحدث نتيجة عوامل وراثية وبيئية وهو يؤثر غلى 1% من سكان العالم.
ومع ذلك ففي بعض بلدان العالم مثل فنلندا والمكسيك وامريكا الشمالية تكون النسبة اعلى بين السكان.
وهو مشكلة صحية مزمنة تتعلق بتناول الأغذية المحتوية على الجلوتين ويتداخل فيها العديد من اعضاء الجسم وهو يسبب التهاب الأمعاء.
فالجلوتين يتسبب في تدمير الخلايا المبطنة للأمعاء الدقيقة وهو ما يؤدي الى حدوث تلف بالامعاء ويعوق عملية الامتصاص ويتسبب في حدوث بعض الأعراض مثل الاسهال وفقدان الوزن.
ومن الاعراض الاخرى لمرض سيلياك فقر الدم وامراض الجلد مثل الالتهابات الجلدية ومع ذلك فإن بعض المصابين بالمرض لا تظهر عليهم اي اعراض على الاطلاق.
ويمكن تشخيص المرض عبر اخذ خزعة من الأمعاء أو باختبار دم والعلاج الوحيد له هو تجنب الجلوتين بشكل كامل.
حساسية القمح
ان حالات حساسية القمح تكون اكثر شيوعا بين الأطفال وهي اقل تأثيرا على البالغين، والمصابون بهذه الحالة يكون لديهم رد فعل مناعي غير طبيعي على تناول القمح ومنتجاته.
والاعراض تتراوح بين القيء والغثيان وبين أن تكون مهددة للحياة حيث يمكن أن تسبب صعوبات في التنفس بعد تناول او استنشاق دقيق القمح.
ويتم تشخيص المرض باختبار الحساسية الجلدية أو بفحص دم.
حساسية الجلوتين الغير مرتبطة بمرض سيلياك
يعاني نسبة كبيرة من الناس من اعراض بعد تناول الجلوتين وحتى ممن لا يعانون من مرض سيلياك أو الحساسية للقمح.
وقد يعاني الناس في هذه الحالات من الصداع والارهاق والم المفاصل بعد تناول الجلوتين ومن الصعب تشخيص هذا النوع من المشكلات بسبب شيوع الأعراض الناتجة عنها وتداخلها مع الكثير من المشكلات الصحية الأخرى.
بعض الحالات الأخرى التي يمكنها الاستفادة من الامتناع عن الجلوتين
تشير الدراسات الى أن النظام الغذائي الخالي من الجلوتين يمكن أن يفيد أيضا في الحالات التالية:
امراض المناعة الذاتية
ان أضرار الجلوتين تتضمن جعل امراض المناعة الذاتية اكثر سوءا كما هو الحال في مرض السكر من النوع الأول أو مرض هاشيموتو الذي يصيب الغدة الدرقية او الروماتويد.
حيث أن الجلوتين يمكن ان يحفز جهاز المناعة ما يتسبب في انتاج كمية كبيرة من الاجسام المضادة التي تهاجم الجسم الغريب وتهاجم بعض خلايا الجسم ايضا.
والمشكلة الأكبر ان مرض السلياك يرتبط بتحفيز ظهور بعض امراض المناعة الذاتية حيث ترتفع مخاطر الاصابة بمرض هاشيموتو لدى مرضى السلياك باربعة اضعاف الأشخاص الغير مصابين بالسلياك.
حالات اخرى
ويرتبط الجلوتين ببعض الأمراض الالتهابية الأخرى مثل متلازمة القولون المتهيج ومرض القولون الالتهابي، وهو ما يزيد من أضرار الجلوتين ويجعل من النظام الغذائي الخالي من الجلوتين ذو فائدة عالية في هذه الحالات.
هل يجب على الجميع تجنب الجلوتين ؟
ان الدراسات الحديثة متضاربة بشان
أضرار الجلوتين وبينما يعتبر البعض ان أضرار الجلوتين يمكن أن تصيب الأشخاص الذين لا يعانون من أي من المشكلات الصحية السابقة يرى البعض ان للجلوتين بعض الفوائد وأنه ليس كل الناس في حاجة الى الامتناع عن تناول الأغذية التي تحتوي عليه.
وينصح باجراء فحص السيلياك وفحص حساسية الجلوتين للأشخاص الذين يعتقدون انهم يعانون من بعض الأعراض بعد تناول الأغذية المحتوية على الجلوتين.
لماذا يشعر الممتنعون عن الجلوتين بتحسن في صحتهم بوجه عام ؟
ان هناك العديد من الأسباب التي قد تكون وراء ذلك من ضمنها تقليل استهلاك الأغذية المصنعة مثل الوجبات السريعة والمعلبة والمحلاة.
فكل هذه الأغذية تحتوي على الجلوتين وعلى نسبة عالية من السعرات والدهون الغير صحية والامتناع عنها يقلل من الوزن ويجعل الناس تشعر بأنها أكثر صحة وتقل لديهم الآم المفاصل وبعض المشكلات الصحية الأخرى.
والأشخاص الذين يتجنبون الجلوتين يتناولون كمية اكبر من الخضر والفاكهة والأغذية الصحية ما يحسن من الهضم ومن صحة الجسم بوجه عام.
هل هذا النوع من الأنظمة الغذائية يضر بالصحة ؟
ان النظام الغذائي الخالي من الجلوتين حيث ان أضرار الجلوتين لا تقتصر علي الأضرار بالصحة طالما تم استبدال الأغذية المحتوية على الجلوتين باغذية صحية ومفيدة للجسم.
فكل المغذيات التي تحتوي عليها الأغذية المحتوية على الجلوتين مثل فيتامين ب والياف والزنك والبوتاسيوم يمكن الحصول عليها من مصادر اخرى مثل الخضر والفاكهة ومصادر البروتين والدهون الصحية.