web analytics
السعادةعلم النفسكتابات شخصية

السرور

السرور

السرور .. سرور القلب هو من اعظم واجل النعم التى منحها الله لعباده المؤمنين فهو يؤدى الى استقرار الذهن
وثباته وجودة الانتاج  وابتهاج النفس

السرور فن يدرس فمن عرف كيفية الحصول عليه واستغلاله استفاد من كل مافى الحياة من مباهج 
واسعد نفسه بالنعم من بين يديه ومن خلفه

والاصل عند البحث عن السرور للحصول عليه ان يمتلك الانسان قوة التحمل  فلا يهتز من الاحداث
ولا تزعجه توافه الامور

وبقدر قوة القلب وصلابته وصفاؤه تشرق النفس

ان ضعف المقاومة من مجالب الاحزان والغموم فمن عود نفسه الصبر والتحمل هانت عليه كل الهموم
وسهلت عليه كل الصعاب وكما قال الشاعر

اذا اعتاد الفتى خوض المنايا                                  فاهون ما تمر به الوحول

من ابرز اعداء السرور ضيق  الافق سطحية النظرة الانانية والاهتمام بالنفس فقط ونسيان العالم وما فيه
وكان الكون قد خلق لشخص واحد فقط ولايوجد غيره

ان على وعليك ان نشغل نفسنا عن انفسنا احيانا ونبتعد عن ذواتنا ازمانا واميالا حتى نسعد ونسعد من حولنا
فتختفى الاحزان وتهون الصعاب

سيطر على  تفكيرك لاتجعله يشط ويشطح بعيدا اعصمه حتى  لايفلت منك ولايهرب  ان تركته وشانه
جال وثار وجلبك عليك كل احزان الماضى وذكرك بماسيك والامك من يوم ان اصبحت فردا فى هذه الدنيا
فزلزل حياتك وهز كيانك سيطر عليه بالتركيز فى عمل مفيد (وتوكل على الحى الذى لايموت))

اعط الحياة قيمتها اجعلها فى منزلتها فهى الى زوال لاتستحق الا الاعراض فهى دار فناء وليست دار بقاء
مولودها مفقود وعاشقها مفتون قال الشاعر

نبكى على الدنيا  وما من معشر                                   جمعتهم الدنيا فلم يتفرقوا

اين الجبابرة الاكاسرة الالى                                          كنزوا الكنوز فلا بقين ولا بقوا

من كل من ضاق الفضاء بعيشه                                      حتى ثوى فحواه لحد ضيق

خرس اذا نودوا كان لم يعلموا                                         ان الكلام لهم حلال مطلق

السرور ياتى باصطناعه وان تجلب البسمة والمتعة وتقتنصها اقتناص والتمسك به والاعياد عليه
حتى يصبح طبع  متاصل فيك

ان الدنيا لاتستحق العبوس والتذمر  والتبرم

حكم المنية فى البرية جاري                     ماهذه الدنيا بدار قرار

ولكن هناك حقيقة لايمكنا الهروب منها مهما حاولنا جاهدين وهى اننا لانستطيع نزع فتيل الحزن من حياتنا نزعا مطلقا لان الحياة خلقت وستبقى هكذا الى قيام الساعة (لقد خلقنا الانسان فى كبد ))

ولكن المقصود من هذا الكلام  هو التخفيف  والتهوين من اثار الحزن فنزع الحزن كلية لايوجد الا فى جنات النعيم ((الحمد لله الذى اذهب عنا الحزن)) هكذا يقول المنعمون فى الجنة

اعلم جيدا ان هذا طبع الدنيا وارضى بقضاء الله فستبقى على حالها الى قيام الساعة

حلفت لنا الا تخون عهودنا                   وكانها حلفت لنا الاتفى

لا تستسلم للحزن والغم والهم بل ادفع هذه المنغصات بكل ما اوتيت من قوة وكن قويا وصابرا ومحتملا قال تعالى عن عباده المؤمنين

((فما وهنوا لما اصابهم  فى سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا))

لما الحزن؟ فلو انك فقير هناك من هو محبوس فى دين لو انك لاتمتلك اداة تنقل فغيرك مبتور احد الساقين او فاقد لكلىهما لو انك تعانى الالام فغيرك طريح الفراش منذ سنوات ا نت مسلم ومؤمن وراضى بقضاء الله وقدره فلما الحزن والعبوس ؟

الحزن يهز كيانك يمرض قلبك يدمرك ويدمر اعصابك ينغص مضجعك ويسهرك الليالى قال الشاعر

ولرب نازلة يضيق بها الفتى                         ذرعا وعند الله منها المخرج

ضاقت فلما استحكمت حلقاتها                     فرجت وكان يظنها لاتفرج

المصدر كتاب لاتحزن للدكتور عائض القرنى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply.

The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.