التوحد : الأعراض الأسباب و وسائل علاج و تشخيص مرض توحد الأطفال

التوحد

التوحد هو ذلك المرض الذي أنتشر بين نسبة كبيرة من الأطفال في الأونة الأخيرة في مختلف المجتمعات،
و الذي يتطلب بدوره وجود نوع خاص من الرعاية و الإهتمام من قبل الآباء و الأمهات، و لكن تُرى
ما هي الأسباب و الأعراض التى تؤدى إلى حدوث هذا المرض؟ و ما هى الطرق التي يجب علينا إتباعها مع هولاء الأطفال للوصول بهم إلى بر الأمان؟ هذا ما سنحاول بالفعل من الإجابة عليه في هذا المقال.

ما هو مرض التوحد ؟ و ما الذي يعنيه؟

ببساطة شديدة إن التوحد هو عبارة عن خلل أو إعاقة في نمو الطفل، حيث تبدأ الأعراض الخاصة به غالباً
في السنوات الثلاثة الأولى من عمره، و يؤثر هذا النوع من الأمراض على تطوير المهارات الإجتماعية،
و كذلك مهارات التواصل و التفاعل الخاصة بالطفل مع الأخرين، كما أنها تجعل الطفل أكثر حساسية من
جهة بعض المواقف المعينة، كالضيق في حالة ملامسة أي شخص له، أو قلة العفوية و القدرة على التعامل
مع الدعابات، و الإستجابة لها، هذا بالإضافة إلى مقاومة أي نوع من أنواع العاطفة و المشاعر.

كيف يتم تشخيص مرض التوحد ؟

يجب على الآباء عند ملاحظة أي أعراض من السابق ذكرها، أو عند ملاحظة أي اختلاف في سلوكيات الطفل،
ألا يترددوا خطوة واحدة في الذهاب إلى الطبيب، وذلك لضرورة الإطمئنان و معرفة ما إذا كان الطفل بالفعل
مصاب بهذا المرض أم لا.

فحينها يقوم الطبيب المختص بالجلوس و التحدث مع الطفل، و يقوم بعمل شيء ما أشبه بالإستبيان، يتم من
خلاله التركيز على عدة مجالات معينة منها علاقة الطفل بالمحيطين به، القدرة على التكيف مع الأياء من حوله
، مدى قوة الإستجابة البصرية و السمعية له، إستجابة حاسة الشم و اللمس و التذوق لديه، و كذلك الإنفعالات
النفسية لديه من خوف و وتوتر و عصبية، و من خلال هذا الإستبيان أو الإختبار، و من خلال ما يقدمه
الطفل من ردود أفعال و إستجابات، يتمكن الطبيب المختص من تحديد ما إذا كان الطفل مصاب بالفعل بمرض التوحد أم لا.

ما هى الأعراض الخاصة بمرض التوحد ؟

كما سبق و ذكرنا، هناك مجموعة من الأعراض التي تظهر على الطفل، و التى لابد حينها أن يصطحب الآباء
طفلهم إلى الطبيب المختص، و ذلك لإتخاذ الإجراءات اللازمة معه، و من هذه الأعراض :

ما هى الأسباب المؤدية للتوحد ؟

حتى الآن ما زال العمل جاري من قبل الباحثين، و ذلك بغرض التوصل إلى ماهية الأسباب الحقيقية التى تؤدى
إلى إصابة عدد كبير من الأطفال بالمرض التوحد ،فهناك بعض الآراء و التخمينات التي توصل إليها
بعض الباحثين، و التي يرجحوا بأنها قد تكون السبب وراء ذلك، و من تلك الآراء القول بأن قد تكون اللقاحات
التى يتناولها الأطفال في مرحلة الطفولة لها دور رئيسي في حدوث إضطرابات للأطفال للإضطراب نظرأ
لإحتمالية إحتوائها على مادة الزئبق.

تلك المادة التي لها تأثير خطير على مخ الأطفال، و إن كان تم التشكيك بهذا الرأي من قبل الجهات
المختصة موضحين بأنه لا ينبغي أن يتم الربط الوثيق ما بين تأثير تلك اللقاحاتو بين الإصابة بهذا المرض،
فليس من العدل و الإنصاف بأن يتم إلقاء اللوم عليها، وإتهامها بمثل هذا الإتهام.

و أرجع البعض أيضاً إلى أن السبب المحتمل في الإصابة بمرض التوحد ، قد يكون بسبب وجود خطأ ما
في علم الجينات و الوراثة الخاصة بالوالدين، و قد رجح البعض بأنه من الممكن أن تكون التأثيرات
الكميائية الخطيرة، التي قد تتعرض لها الأم خلال فترة الحمل، هي سبب محتمل للإصابة بهذا المرض.

أي أنه في النهاية لم يجمع الباحثين على وجود أسباب واضحة و صريحة للإصابة بمرض التوحد ، و تجرى
الآن عملية مكثفة من البحث في كافة الجهات للوصول إلى حقيقة و جوهر هذا المرض.

أقرأ المزيد :الموت المفاجئ
مرض الكانديدا عند الاطفال

ما هى طرق علاج التوحد ؟

إذا نظرنا إلى هذا المرض الغامض، و نظرنا أيضاً لإختلاف و تفاوت أعراضه من حالة إلى أخرى، نجد أنه
بالتبعية لا يوجد علاج موحد لجميع مرضى التوحد ، فقد تتوافر بعض طرق العلاج والاستراتيجيات المختلفة
اللازمة لإدارة المشكلات الصحية التي غالبًا ما تصاحب مرض التوحد ، كمرض الوسواس القهري، و الإكتئاب،
هذا بالإضافة إلى مشاكل إضطرابات النوم.

هذا يأتى بجانب الدور الذي يقوم به المتخصصين من محاولات مختلفة، كدراسة السلوكيات الخاصة بهولاء
الأطفال جيداً، و تأثير البيئة المحيطة على تلك السلوكيات، و العمل على زيادة السلوكيات الإيجابية منها،
و التقليل من نظيرتها السلبية.

و كذلك محاولة مساعدة هولاء الأطفال في تحسين مهارات التواصل و التفاعل مع الآخرين، و ذلك يتم عن
طريق التدعيم بطرق و أساليب تتناسب مع طبيعتهم و مقدرتهم، فهم قد يقومون بإستخدام لعبة ما، لمساعدتهم
في بناء علاقات إيجابية فعالة مع إضافة جو من المرح و البهجة

الاعتماد على الذات للاطفال و تعلم الاستقلال :

هذا يأتي أيضاً بالأضافة إلى محاولة مساعدة هولاء الأطفال على الإعتماد على الذات و تعلم الإستقلال،
و تطوير مهارات الحياة اليومية الخاصة بها، فيتم تدريبهم على كيفية ارتداء الملابس بمفردهم، و كذلك
الحفاظ على العناية الشخصية و النظافة.

و من أهم المحاور التي يتم التركيز عليها أيضاً في مرحلة العلاج، هي تحسين القدرة على النطق و الحديث،
و مساعدتهم على كيفية فهم لغة الجسد، و مطابقة العواطف و المشاعر مع تعابير الوجه، هذا بالإضافة
إلى المساعدة في تقوية مقدرتهم على النطق و الكلام.

و كذلك و ضمن جهود المتخصصين المبذولة في سبيل علاج هذا المرض، هي محاولة مساعدة هؤلاء الأطفال
في فهم وجهات نظر الآخرين، و إستيعاب عدد من المعلومات في نفس الوقت، و ذلك بغرض تحسين
المهارات الخاصة بهم، و مساعدتهم في تحسين نوعية الحياة الخاصة بهم.

اقرأ ايضًا: أسباب مرض التوحد و متلازمة اسبرجر
التوحد عند الأطفال : أعراض توحد الطفل
ما هو التوحد ؟ تشخيص و علاج المرض
مرض التوحد : الأعراض و السلوكيات المتكررة
أعراض و أسباب التوحد

هكذا و أخيراً، قد حاولنا أن نتطلع على هذا المرض من زواية قريبة، و تعرفنا على أسبابه المحتملة، و أعراضه، و هذا بالإضافة إلى محاولة معرفة طرق العلاج المتاحة و المتوفرة له، فكما ذكرنا فمرضالتوحدهو مرض تتختلف أعراضه من طفل لآخر، و لم تُحدد له أسباب قاطعة حتى آلان، لذا فمن الضروري اللجوء إلى
الأطباء و المختصين في حالة ملاحظة وجود أي أعراض مختلفة على الأطفال، و ذلك بصدد مساعدتهم
على أن يحيوا حياة طبيعية شأنهم شأن بقية الأطفال.

Exit mobile version