مصيبة الانتحار

مصيبة الانتحار

احيانا قد يصل الاحباط عند الانسان الى اقصى درجة وتصبح الحياة عنده لاتساوى اى شىء ويتمنى انهاء تلك الحياة البائسة التى لامعنى لها ويكره وجوده الذى يرى انه لا اهمية له  وان هذه الدنيا لاتستحق العيش فيها وهو مايؤدي به إلى مصيبة الانتحار

فى هذا الوقت يبدأ التفكير ويلعب الشيطان دوره ويمارس هوايته فيبدأ الانسان فى التفكير كيف ينهى حياته
كيف يتخلص من هذه الدنيا ويذهب بعيدا عنها  كيف يقتل نفسه

اعلم جيدا عزيزي قارئ موقع مقالات ان الشخص المؤمن لا يمكن ان يفكر فى انهاء حياته مهما بلغت درجة العناء ومهما اظلمت الدنيا فى عينيه

لانه يمتلك دائما الامل وعنده شىء من الرجاء وقليل من الصبر والمؤمن لاينتحر  لانه يتقبل الحياة كما هى
ويعلم ويتيقن بان الايام دول وانه بعد العسر يسر ويؤمن تمام الايمان بان وعد الله حق وانه لايغلب عسر
يسريين ابدا وان الكرب لابد وان يعقبه فرج كبير ا وعظيما

ومهما طال الليل واشتدت ظلمته لابد من شروق شمس الامل وظهور صباح ملىء بالنور صباح جديد
يحمل معه كل الخير وتاتى معه راحة عظيمة

قال الله تعالى((فان مع العسر يسرا *ان مع العسر يسرا)

وقد توصل العلماء ان المقدمون على الانتحار  ينقسموا الى نوعين

نوعين من الناس يقدموا على الانتحار

الاول هو الملحد الذى لايعتقد بوجود اله او اخرة او حساب ولا يوجد جنة او نار او عقاب وثواب 
وان الحياة ماهى الا لعبة فى لعبة والكون قد وجد بالصدفة وان حياته ومماته سيان لن تؤثر فى حركة الكون

اما النوع الثانى فهو من تعرض الى انواع الضغوطات التى لم يكن عنده القدرة  او الايمان الكافى ليتحملها
ويتغلب عليها مما ادى به الى فقدان ادراكه  وعميت بصيرته وذهب عقله فتجده هو والمجنون سواء

قاوم فكرة الانتحار بتجديد الايمان

المؤمن بالله والاخرة حاضر العقل لايمكن ان يخدعه الشيطان فيقدم على انهاء حياته بتلك الصورة المأساوية
ويعلم تمام العلم بان الله سبحانه وتعالى سوف يحاسبه  ويساله عن تلك النفس التى جعله مسئول عنها

وانه سوف يعذب فى النار بنفس الالة التى استعملها فى الانتحار وقتل بها نفسه

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((من تردى من جبل فقتل نفسه فهو فى نار جهنم يتردى خالدا مخلدا فيها ابدا  
ومن تحسى سما فقتل نفسه فسمه فى يده يتحساه فى نار جهنم خالدا مخلدا فيها ابدا ومن قتل نفسه بحديدة  فحديدته
فى يده يجأ  بها فى بطنه فى نار جهنم خالدا مخلدا فيها ابدا ))صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم

استعن على المصائب بشدة ايمانك ويقينك الدائم فى رحمة الله وفرجه القريب اعلم جيدا ان الدنيا ماهى الاممر للحياة الاصلية الابدية لعالم اطول  واسعد واكثر خلودا واشراقا وبهجة

قال الله تعالى (من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة  ولنجزينهم اجرهم باحسن ما كانوا يعملون))

لايفكر فى الانتحار الا من افلس فى عالم الايمان

ضعيف النفس الذى لايملك على الصمود والمواجهة لتلك الازمات فتكون اكبر من طاقته الايمانية
فلا يجد فى نفسه مخزون الصبر والايمان والاحتساب فينهى حياته بالانتحار

يجب علينا ان نقوى ايماننا بشتى الوسائل والطرق المؤمنون لاينتحرون لانهم فى حكم الله ومعيته ومشيئته
يعبد ربه فى السراء والضراء ويعلمون جيدا بان كل شىء بقضاء وقدر وان الله لن يختار للعبد الا الخير

((فعسى ان تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا))

استعن بالله  كن قويا بايمانك واحتسابك  لاتجعل الشيطان يخدعك وينتصر عليك  ادعو الله ان يرفع عنك البلاء والكرب وانت متيقن الاجابة وان الله اقرب وارحم على العبد من نفسه

Exit mobile version