حيرة .. أكبر من عمرها !!

حيرة .. أكبر من عمرها

حيرة .. أكبر من عمرها !!

ظلت تسامر نفسها طوال الليل .. لم تفارقها تمتمة القلق والحيرة .. في قرارة نفسها تعترف ..
صعوبة الموقف كانت اكبر منها ومن خبرتها المحدودة في الحياة ..
تختزل نفسها في سطور في مشهد متدني تكرهه كل الكره مشهد مهين
وهي منتصفة بين حبها العظيم وكرامتها بينه هو ..
هو الشخص الرائع الشخصية العبقرية .. الطفل الكبير .. الضمة الدافئة .. القلب الحنون .. الحساس الدافئ ..
العشق .. الأمان .. الصادق ..الكبير .. الأب .. الابن التي لم تنجبه بعد ..
هو الذي تستيقظ من أجله ..لتراه .. لأنه موجود ..

هو من توقفت أيامها من يوم قررت قبوله كمخترق لحياتها كي يؤدي أكبر دور
وأعظم دور يمكن إنسان أن يمنحه لإنسان إن كان له اختيار فيه ..
انه ليس مجرد حبيب يمكن اختياره .. ثم تنحيته من موقعه لاستبداله بغيره وتكملة الحياة ..
هو كان كل شيء .. كل شيء …..

ولكن ورغم كل أدواره ومواقعه الذي قرر هو ان يملأها بكامل إرادته وقبلت هي عرضه أيضا بكامل إرادتها
رغم كل سلبيات ومشكلات الحكاية التي كانا يتيقناها الاثنان جيدا والتي كانت كفيلة بأن تكون سبب مقنع
ومبرر مرضي لإنهاء الحكاية يوما ما رغم كل شيء بدؤوا الحكاية ..

إلا أنه كان بحبها عيب واحد هو الجرم الوحيد الذي كان يرتكبه كل يوم ربما منذ بداية الحكاية
ربما وهو يقول لها أحبك كان يرتكب الجرم المشهود بحقها ..
جرم قاتل كفيل بقتل كل المشاعر بل كل حكايات العشاق ..
كفيل بجعل ملاك كوصفه المعتاد لها يكره كلمة عشق من الأساس ..
إن لم يقتلها من فرط الألم .. ألم خانق يسري في العروق يلهب الأحشاء

ربما يدفع للانتقام ولكن الانتقام من من ليس أمامها سوى الانتقام من نفسها
وهل لملاك مثلها ينتقم ممن يحب .. أجل هي تنتقم من نفسها كل يوم كل صباح
كل نفس تتجرعه وهي تحاسب نفسها تصفعها كف كيف لم تتوقع ذلك الألم الموجع ..
ليس فقط بل المهين أيضا وهي تعرف الآن كل شيء .. كل شيء ..

وتقف مكبلة الأيدي من فرط عشقها ,.. من فرط الشفقة
فرغم كل الألم والإساءة التي يقترفها في حقها ..
هي للأسف الشخص الوحيد الذي يعتبره ملزم منه .. تتركه لمن ؟!! ..
هي تعرف جيدا مدى قوة إرادتها وهو أيضا يعرف أنها ليست بالضعف المعهود ..
هي تعرف جيدا أن هذا الجرم لا يداوى .. بلا هو ليس له دواء بالتأكيد ولكن رد فعله البديهي الفراق ..

كما قرأت حينما تدق أجراس الكرامة فعلى كل المشاعر أن تموت ..
ولكن ناهيك عن كل ضياعها وألمها وجراحها و احتياجها له
فهي تعلم جيدا أن الحياة كفيلة بالتخفيف كضماد

ولكن السؤال الذي ينبض من خلف ضلوع الحب والضمير ..
تتركه لمن ؟ّّ!! هو الأب الذي وجب عليها حبه بكل عيوبه ..
هو الابن الذي تعوض عدم ضمها له برحمها .. باحتضانه !!!

Exit mobile version