web analytics
السياسة

أنا و الأخر

150168_387732421277451_192934185_n

اختلافى معك لا يعنى أنى أبغضك لا يعنى أنى سأُعاديك .. فأنا وأنت  مَن نُكّون المجتمع وبأفكارنا  المختلفة والمتنوعة وبتعارضها نُنتج فكراً جديداً مُعدلاً ينهض بذلك المجتمع .

يجب أن يعى كلانا أننا قمنا بثورة للتغير ليست فقط لإزالة نظام قائم ولكن هدفها فى الأساس هو التغير الحقيقى بمعنى عدم قمع الأفكار أو كبت الحريات أو تقييد الرأى والتعبير .. كنا نسمع عن الديمقراطية لكن لم نطبقها  قط فالأن جاء اليوم الذى نطبقها حقاً نتعامل بها لا أن نرددها فحسب  فالديمقراطية فى أبسط صورها تعنى تقبل الأخر  مهما اختلف هذا الأخر معى فى الفكر  والأراء .

أؤمن أنك انسان لك  الحق كلُ الحق فى التعبير عما تراه  من أفكار كيف تشاء  ولكن كما علىّ  أن احترمك فعليك أيضا أن تتقبلنى لن أنبذ آراءك ولا تقلل من شأنى , أنا لن ادعوك إلى تغيير أفكارك ولكنى سأطرح أفكارى بكل ما فى وسعى .

إن كنتَ تظن أنك على حق فاعلم أنه المنتصر حتماً – فهى سنة الله فى خلقه- ولكن اعتقادك بأنك على حق لا يعنى بالضرورة أنى على باطل , قد يكون كلانا محقاً , قد نخطىء فى بعض تصوراتنا لكن إن استمعت إليك جيداً واستمعت إلىّ , إن تبادلنا  أفكارنا وآراءنا إن تقبلناها  وعدّلنا ما بها من أخطاء فأؤكد لك أننا سنصل إلى نقطة الإنطلاقة  سوياً سننهض سوياً .. فلابد أن يُثمر  اختلافنا التقدم والرقى الفكرى والحضارى الخلاق والمنشود لا العدوانية والبغض والنفور ..

وأخيراً علينا أن نعى أن إلهنا واحد – سبحانه وتعالى – وطننا واحد , أرضنا واحده ,فلابد أن يكون هدفنا أيضا واحد وهو العلو  بمجتمعنا فى كل المجالات  وتحريره من الجهل والفساد والتأخر عن ركب الحضارة , و الوصول إلى أهدافنا لن يتحقق إلا إذا تقبلنا هذا الاختلاف الراقى البعيد عن العصبية والتهور والانحطاط بالفكر وتهمييش الآراء و الإلقاء بإتهامات التخوين والمحاباة والانحياز  والجمود الفكرى والرجعى على عاتق من نحاور .