وردة الذي كشف عن وجهنا القبيح

وردة

هل أخلاق وردة سبقت مهاراته الكروية؟

تصدرت في الآونة الأخيرة أزمة لاعب الكرة المصري المحترف في أحد الأندية اليونانية اللاعب “وردة”. حتي أكثر من الكلام عن خروج المنتخب المصري من كأس افريقيا.

لنتحدث عن وردة اللاعب ونتعرف على مستواه الكروي.

بداية هو  في الحقيقة لاعب متوسط المستوي و أداءه بسيط للغاية و قدراته و قوته و سرعته أقل من المتوسط.

ويتضح هذا الأمر من خلال النادي و الدوري الذي يلعب فيه.

و اللاعب لم يكن معروفا أساسا لأحد إلا بعد قدوم المدرب الأرجنتيني السابق للمنتخب المصري  ” هيكتور كوبر”.

الذي كان يعتمد اعتمادا أساسيا علي اللاعبين المحترفين حتي و إن قلت إمكانياتهم عن اللاعبين المحليين.

فهو كان يري أن هناك أولوية للاعب المحترف أياً كان الدوري الذي يلعب له و أيا كان دوره في ناديه.

سواء كان يلعب أساسياً أو احتياطياً لذا تم استقدام ” وردة” في الوقت الذي لم يكن يتم استدعاء نجم و لاعب أكثر قيمة منه و لكنه يلعب في الدوري المصري مثل وليد سليمان .

إذاً فاللاعب لم يكن يوماً من مطالب الجماهيرأن يكون نجما للمنتخب و لم يكن معروف كذلك لدي الجماهير.

بداية الأزمة

في المعسكر الأخير للمنتخب المصري إنتشرت صور للاعب و فيديوهات تحتوي علي محاولات منه للتحرش الجنسي بإحدي الفتيات علي أحد مواقع التواصل الإجتماعي ” انستغرام”.

و انتشرت هذه التسريبات للحد الذي أصبح حديث الجميع في مصر في الشارع و علي مواقع التواصل .

في الوقت الذي قام فيه الجهاز الفني بالتقليل من حجم التسريبات.

إلا أن إستمرار الأمر و خروج فيديو للاعب فاضح مع أحدي الأجنبيات كان يستدعي اتخاذ قرار واضح ضد اللاعب.

علي الأقل لحفظ ماء وجه الإتحاد و المنتخب أمام الجماهير التي كان تري أن معسكر المنتخب.

هو حالة من التدريب الشاق و التركيز و الإستعداد و تحمل المسؤلية و أن اللاعبين هم قدوة لهم و لأبنائهم الذين يتمنوا لهم كل التوفيق و النجاح و تحقيق البسمة لجموع الجماهير المصرية العاشقة لكرة القدم.

و حتي الغير مهتمة بكرة القدم فمنتخب مصر لكرة القدم هو أكثر من فريق و كرة القدم ليست مجرد لعبة للشعب المصري بل هو حالة و طقس يمارسه الشعب المصري .

خرج الإتحاد المصري لكرة القدم بقرار نتاجه هو إستبعاد اللاعب من معسكر المنتخب المصري لكرة القدم
المعسكر الذي كان منعقدا لمشاركة المنتخب في بطولة الأمم الأفريقية التي تقام علي الملاعب المصرية في
وقتنا الحالي و خرج بهذا القرار:
استبعاد اللاعب نهائيا من المعسكر و أيضا عدم إنضمامه مرة أخري للمنتخب المصري لأن ما قام به اللاعب
ليس تصرفاً فنياً خاطئاً بل سلوكاً أخلاقياً مشين نال من سمعة المنتخب و طال جدية المعكسر.

رغم كونه تصرفاً شخصياً لكن وردة ليس فرداً عادياً بل لاعب يمثل قدوة للعديد من الشباب بالإضافة لعادات
المجتمع و تقاليده و أعرافه علي إختلاف جميع الديانات التي ترفض مثل هذه التصرفات البعيدة كل البعد عن
السلوك الرياضي و الإجتماعي و الرياضي و الديني  و الغير مسؤلة.

نحن ندافع عن وردة لأننا….؟

كانت الصدمة عندما خرج العديد من الجماهير للمطالبة بعودة اللاعب فالكل يخطئ و ان لابد من اعطاءه فرصة
ثانية و أن اللاعب فعل ما يفعله كل شاب مصري ” التحرش” و ليس هذا فحسب بل زاد الأمر أن ليس من حق أحد بداية عقابه فهذا سلوك شخصي و ما يهم أداء اللاعب في المنتخب المصري.

و لكن هذا قد يكون مقبول عندما يخرج من بعض الجماهير  لكن ما زاد الطين و الوحل و أظهر عورة المجتمع هو أن يخرج هذا من زملاء اللاعب في المنتخب الذين رفضوا الاستبعاد و طالبوا بعودة اللاعب و أيضا إحتفلوا في المباراة التي تلت الإيقاف برفع رقم اللاعب إشارة منهم بالتضامن معه و أول الضاربين بالدف كان اللاعب المحترف محمد صلاح الذي إعترض على العقوبة و أنه يجب إعطاء اللاعب فرصة جديدة وتحالف الجميع على ذلك وكأنهم يدافعون عن أنفسهم لا عن وردة وكأن الجميع أصبح متحرش ويخشى يوما أن يطرد من عمله  في الحقيقة هذا ما رأيته.

و تحولت بطبيعة الحال الموجة من موجة غضب ضد اللاعب الى موجة تعاطف خاصة بعدما خرج اللاعب
بفيديو يعتذر فيه للجميع إلا من قام بالتحرش بهم وكانوا هم الأولى بالإعتذار و أيضا هم الأحق بالعفوا وليس أهلك
و أصدقائك وبعدها بالطبع تم ايقاف العقوبة و تمت عودة اللاعب ” الذي نشرت له فيديوهات فاضحة ومخلة الأمر الذي تكرر منه أكثر من مرة ،اللاعب الذي هو ضمن معسكر منتخب مصر لكرة القدم ، اللاعب الذي نرى صوره
كل يوم علي شاشات التلفاز كمثال للشاب الناجح “.

ناقوس إنذار

هذه القصة و هذا الذكر لهذا الحدث أمر خطير جدا هو ناقوس إنذار علي ما وصل إليه حالنا بعيدا عن ” وردة” و الحكم عليه فلسنا قضاة علي أحد ، لكن أين وصل المجتمع المصري ؟ كيف أصبحت الرذيلة بلا عقاب ؟ كيف تقبلت فطرتنا للإنحراف ؟ كيف دافعنا عن السؤ ؟ كيف تعاطفنا مع المخطئ ؟ كيف تنازلنا عن الخطوط الحمراء ؟ …

لابد أن نترك ” وردة” و ننظر لأنفسنا نحن لقد كشف وردة عورتنا الأخلاقية و ازال الستار عن وجه جديد للمجتمع المصري ، وجه قبيح دميم و في النهاية ” وردة” مجرد لاعب و الكرة مجرد لعبة لكن الاخلاق ماذا عنها ؟
هل انتهي زمانها ؟! هذه الحادثة تسلط الضوء مرة أخري علي جدلية الأخلاق و المنفعة عن الاخلاق و نسبيتها عن الاخلاق و حاجة المجتمعات لها من أجل البقاء عن الفوارق بين الإنسان و ما دون ذلك عن غاية الخلق عن الحياة
و قيمها الثابتة و متغيراتها يا سادة علينا أن ننتبه.

Exit mobile version