افتقدت الكتابه جدا

404388افتقادي للكتابه ده شعور اول مره احس بيه بصراحه وبكل وضوح ، من فتره مكنتش بحاول اكتب مع انها من اهم هواياتي ، لكن بدأت اكتب ، والحقيقه اني كنت بتأثر جدا بالموضوعات اللي بكتب فيها ، حاجه كده مش عارفه اوصفها ازاي ، انك تكون عين بتشوف موقف او مشهد معين وتترجمه في حروف ، كأنك ” لينك ” او رابط خفي بين الواقع والحروف ،

محستش بقيمة الرابط ده او وجوده حتي وانا بكتب ، لكن حياتي انشغلت جدا الايام اللي امتنعت فيها عن الكتابه ،لأن مفيش وقت وفي ضغط فحياتي ،

الغريب بئه إني احس ان نفسي اكتب باشتياق شديد ، وبشوف موقف معين وابدأ اتفاعل معاه ، واحددله عنوان و اتخيل تفاصيله اللي مشوفتهاش ، و ابدأ ادخل فالمشهد ده بخيالي واحط نفسي مكان كل طرف في المشهد وللاسف مكتبوش ،

عيني نظرتها اختلفت جدا للمواقف اللي حواليا ، وفنفس الوقت مش بنقله في ورقه اقصد في مقاله طبعا ،

سمعت قبل كده ان المشاعر  لو اتكتبت بتموت ، المشاعر مش بتعيش بعد كده الا من خلال الورقه اللي كتبت فيها ، هتفضل ذاكرتك عن موقف معين او مشهد شوفته او تجربه عشتها او حتي مشاعر حسيتها هي الورقه والكلمات اللي فيها ، وده فعلا صحيح مئه في المئه ،

لكن تجربة الكتابه فنفس الوقت بتفرغ طاقه ، بتعرض مشهد بطريقه معينه وفنفس الوقت بتكون بتكتبه كما لو كنت بتحكي الموقف لشخص حي واللي هو طبعا ” القارئ ” ، اي نعم الموقف بيموت فذاكرتك و تفاصيله ممكن تتمحي وتقتصر علي كلماتك و خيالك ، لكن فنفس الوقت في اشخاص بيقروا كلماتك وبيعيشوا فيها كأنهم كانوا موجودين وشايفين بعينك ،

ده اللي انا حسيته فالفتره دي فعلا ، حسيت اني ممكن اكون كونت رابط مع شخص ما ، بيقرا مقال كتبته حتي ولو عن طريق الصدفه ، وفجأه الرابط ده حصل فيه قطع او  اتوقف تفعيله ، واتحول من افتقاد الكتابه والكلمات لافتقاد التواصل في حد ذاته او افتقاد عرض الامور من وجهة نظرك ،

مره صلاح جاهين عم الادب العامي قال في الاذاعه جمله لذيذه جدا ، قال انه لو عاش في حب او في مشاعر معينه وعاوزها تفضل فقلبه ، بيحاول ميكتبهاش لكن للاسف مبيقدرش يمنع نفسه من الكتابه عنها ،

فبيقرر انه يكتبها ويقطع الورق ويرميه لمجرد انه طمع في مشاعره اللي حسها عشان تعيش ، وفي نفس الوقت طمع في الاحساس بالرابط اللي بينه وبين الورقه والقلم والقارئ .

Exit mobile version