يومياتي مع حياتي (ليـلــو) 12

معلش يا هاني دول ساعتين تلاته مش أكتر بس بجد نفسي في وقت حقيقي مع نفسي ومع أصحابي..

أنا معنديش مانع بس انتي عارفه ان ليلو بتفتقدك وتقعد تعيط..هي دي المشكله بس..

ماهو ياهاني برضه مش ممكن أكون مع أصحابي وأفضل رايحة جاية على طلبات ليلو..ومش كل يوم باقابلهم يعني..

طيب خلاص..انا اصلا نفسي أقعد معاها..سبيها

الحوار السالف ذكره هو من أكثر الحوارات المحببة الى قلبي..مش عشان حاجه أكثر من ان نهاية هذا الحوار تشعرني بأني كالعصفور الطليق..لم أقيد بعد..لم يكن هاني يعلم ان نتيجة الحوار ما كانت تعنيني أكثر من الحوار ذاته..فمن الممكن جدا بعد هذا الحوار يفاجأ هاني باني قاعده منزلتش..لأي عذر..وربما أختلق بعض الأعذار ..لا تتعجبوا مني..فتركيبتي النفسية تركيبة تتصف بالميل نحو الحرية دون تقييد..ولا أعني التقييد هنا المسؤولية..كلا على الاطلاق بل أعني الحرية بمفهمومها الأعمق..فبالنسبة لي من أبغض المشاعر التي لا آمل أن أمر بها هو ان أشعر اني لا استطيع فعل شيء محبب الى قلبي لمجرد وجود شيء محبب آخر معي..ولكني أفهم لغة التفاوض بين المحببات..بمعنى أن أرجئ شيئا ما لوقت أنسب..ولكن على سبيل المثال لا الحصر..لا أستطيع تفهم فكرة أني ممنوعة من التنزه بمفردي أو الكتابة أو الجلوس وحدي بحجة أن طفلتي أو منزلي أو اني اصبحت متزوجة والمهام لا تنتهي أو ان زوجي وابنتي لا يتفهمان وجود هذا المعطى..فهذا هو الاستعباد بعينه..

ربما وجود حبيبتي ليلو جعلني أختبر هاني بشكل مختلف وأرى فيه أبعاد أخرى كنت أشعرها لا أعرفها..انه محب للحرية محترم لحرية الآخر..انه ليس رجعي أو متخلف الفكر ولا يتسم بمحدودية النظرة التي تؤدي الى ظلم من يشاركه اللحظة..حماك الله لي حبيبي..فأنت قرة عيني..

لقد عهدت نفسي كالعصفور الطليق بين الحقول..لا أستطيع التقيد بقفص ولا أطيق تكبيل اجنحتي بقواعد وقوانين حمقاء لا صلة لها بواقع الصحة النفسية المتزنة للأمور..ولا علاقة لها بميزان التضحية المعلول..عجبا فلماذا مفهوم التضحية عند معظم الامهات يتسم بقهر الذات؟؟!!!

ولكن هذا لا يعني مطلقا أنني لا أقدس المواعيد ولا أحترم المسؤوليات..على العكس اطلاقا..فأنا أحترم المواعيد لدرجة كبيرة ولا أطيق أن يخرق أحدهم موعدا معي ولكن هذا لا علاقة له بالحياة النابضة بالحرية..فلماذا عندما تتزوج احداهن أو تنجب تتحول الى صورة ذاك المكبل بسلاسل وأغلال المجتمع الذي يرى انه لا يصح لها الخروج أو الترويح عن ذاتها مع ذاتها في لحظات من السلام النفسي مع الذات؟!!!

ان من أهم الأشياء التي سأعلمها لكي يا صغيرتي هي أن تحبي ذاتك كي يحبك الآخرون..أحبي ذاتك دون أنانية بغيضة..ودليلها دون افراط..وأشعري نفسك دوما بأنك شخص هام كي يشعر الآخرون بذلك..سأعلمها هذا الدرس بالتجربة العملية..فهذا أنا صغيرتي..

 

Exit mobile version