القيم الإنسانية ودراسة التاريخ الدولي

تختلف الشعوب فيما بينها من حيث القيم والعادات والتقاليد فلكل مجتمع قيمه الخاصة به والتي تميزه عن غيره من المجتمعات، ولكن هناك أيضاً القيم الإنسانية والتي يشترك فيها العديد من المجتمعات والشعوب.

فالقيم التي تأخذ الطابع العالمي الدولي تعرف بالقيم الإنسانية والتي يشترك فيها الجنس البشري، وتؤكد التربية على هذه القيم الإنسانية والتي تعمل على مساعدة الأفراد في إدراك الاختلافات بين الشعوب، بل يجب أن تساعد أيضاً على إدراك العمومية في القيم الإنسانية بين الثقافات. وتؤكد التربية على القيم الإنسانية بصفة عامة ثم القيم الخصوصية التي تخص مجموعات ثقافية معينة. والقيم الإنسانية هي التي تخضع لمعايير عالمية والتي وجدت قبولاً من دول العالم كقيم مشتركة. ومن هذا المنطلق تسعى التربية إلى تنمية القيم الإنسانية المشتركة و دورها في تعزيز التضامن بين الشعوب و الأمم، ولكن مع الحفاظ وعدم المساس بالهوية الثقافية لكل مجتمع .

كما أن إضافة بعد عالمي إلى مقررات التاريخ سيساعد الطلاب في جميع المراحل على فهم التغيرات الاجتماعية والاقتصادية والايكولوجية التي شهدها العالم ويشهدها. كما أن دراسة البعدين القومي والعالمي في مقررات التاريخ ستساعد الطلاب على ربط تاريخ وطنهم بالسياق الدولي الكبير، وستعمل على توسيع فكرة الطلاب عن الماضي والحاضر، وسيجعل دراسة الشعوب والأماكن والأحداث البعيدة في الزمان والمكان أوسع وأشمل، وسيكتسب الطلاب خبرات تاريخية عن شعوب العالم وعن جميع مكونات المجتمعات المختلفة في العالم، وسيفهمون الحضارات الأخرى والقوى المحركة للشئون الدولية ، وستجعل دراسة التاريخ أكثر إثارة لعقلية الطلاب. كما أن تدريس بعض الموضوعات الهامة في تاريخ العالم سينمي لدى الطلاب فهما أكثر للعمليات التاريخية المتعاقبة وعلاقتها بعضها البعض؛ وبذلك يصبح الطلاب أكثر مشاركة واهتماما بتاريخ العالم وتزداد فيها معلومات الطلاب وحماسهم لتعلم التاريخ القومي والعالمي. إن دراسة التاريخ الدولي من المصادر المهمة للتربية لما لها من الأثر الكبير في التفاهم العالمي من خلال إبراز حضارات الشعوب المختلفة، ونضال الشعوب المستعمرة من أجل الحرية وغيرها من صور التاريخ الدولي التي تبرز صور التقارب بين الحضارات، واستخدام التاريخ الدولي كنقطة انطلاق لدراسة التاريخ من أجزاء أخرى من العالم، والتأكد من فهم عميق من قبل الطلاب لكيفية المجتمع العالمي،والتنمية الدولية لتوسيع أفقهم.

Exit mobile version