الـقلــــــــــوب

القلب ………. هو ذلك التجمع الدموى الذى يحرك الانسان …….. فهو اهم عضو من اعضاء الجسم وهو سبب سعادته او شقائه .
وقد جعله القران الكريم بمنزله العقل فهو السبب الرئيسى فى حياه المخ البشرى . واذا سلمنا بان المخ اداه الشعور فى الانسان فان القلب اداه الحياه نفسها , ومن ثم فان المخ والشعور والتفكير جميعا تقوم وتحيا على القلب فاذا فسد القلب فسد الجسم كله واذا صلح القلب صلح الجسم كله .
ولقد جعل الله القلب في اياته موضعا لشتى الانفعالات والعقائد والاتجاهات العقليه المختلفه , كما جعله اداه التفكير والتعقل وموضعا للرحمه والهدايه والايمان والخوف .ز
ومن جانب اخر فهو مجال للحيره والغيظ والانكار والنفاق … كما وصف الله قلوب الكفار التى طبع عليها فجعلها غير متقبله النصح والارشاد . وقد قال بعض الحكماء اذا لم يستعمل القلب فيما خلق له , من الفكر فى اجتلاب المصالح فى الدين والدنيا , واجتناب المفاسد , تعطل فاستترت جوهريته , فاذا ما اضيف الى ذلك فعل ما يزيده ظلمه , كشرب الخمر , وطول النوم , وكثره الغفله صار كالحديد يغشاه الصدا فيفسده ….
وقد اورد ابو هريره عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله ” ان المؤمن اذا اذنب كانت نكته سوداء فى قلبه , فاذا تاب ورجع صقل قلبه , واذا زاد زادت حتى تعلو قلبه ” رواه الترمذى . وهذه النكته السوداء هى التى ورد ذكرها فى القران الكريم بلفظ الرين وهو الصدا الذى يغشى القلب : ” كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون ” .
ويقول ابن الجوزى ” الرين ايسر من الطبع , والطبع ايسر من الاقفال والاقفال اشد من ذلك ”
وان اقفال القلوب هى الكفر والعناد ونحو ذلك مما يصعب معه تقبل الدين الحق . وقد وصفت رابعه العدويه اسباب اسوداد القلب ” شغلوا قلوبهم بحب الدنيا عن الله عز وجل .. ولو تركوها لجالت فى الملكوت .. ثم رجعت اليهم بطرائف الفوائد ”
وقد كان الصالحين اذا احبوا شيئا وتعلق به فؤادهم تركوه لوجه الله عز وجل فحب الله لديهم اعز واكبر من اهواء الدنيا ومصاغرها فاذا شغل الانسان بحب الدنيا تعلق قلبه بها وانصرف عن حب الاخره وان من اكبر اسباب امراض القلب هو انشغال القلب بمشاغل الدنيا فتتلفه وتفسده , فالقلب فى اصله سليم معافى من كل افه وعندما تصله الاخبار يبدا فى التغير فينبغى ان نغلق جميع الطرق التى تفسد القلب من نقائه ” ذلكم اطهر لقلوبكم ” .
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ” ان في الجسد مضغه اذا صلخت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد القلب كله الا وهو القلب ”
واذا تطرقنا الى هذا فيجب ان نعرض الحلول فى صلاح القلوب
القلوب تصدا كما يصدا الحديد وجلاؤها بتلاوه القران
فصلاح القلب صلاح للانسان كله ويجيب على هذا الحسن البصرى على من شكى قسوه قلبه فيقول اذبه من الذكر اى اذب قسوه القلب بذكر الله ”
وشكى احدهم الى مالك بن دينار فيرد عليه قائلا ” ادم الصيام , فان وجدت قسوه فاطل القيام فان وجدت قسوه فاقل الطعام ”
وبهذا نجد علاج قسوه القلوب في قرائه القران بالتدبر وخلاء البطن وجلاء النظر وبعدها عن المحرمات وقيام الليل الذى يقرب بين العبد وربه والتضرع عند السحر فاقرب ما يكون الله لنا فى الثلث الاخير من الليل ومجالسه الصالحين واخراج الصدقات التى لا تتبعها من ولا اذى ومن افضل الدعاء لعلاج القلب هو ادعيه الرسول صلى الله عليه وسلم اللهم يا مصرف القلوب اصرف قلوبنا الى طاعتك ويا مقلب القلوب ثبت قلبى على دينك وعن عائشه ان الرسول صلى الله عليه وسلم كان يكثر من قوله يا مقلب القلوب ثبت قلبى على طاعتك فقالت عائشه رضى الله عنها انك تكثر ان تدعو بهذا الدعاء فهل تخشي ؟ قال وما يؤمننى يا عاءشه وقلوب العباد بين اصبعين من اصابع الله اذا اراد ان يقلب قلب عبد قلبه
اللهم ثبت قلوبنا على طاعتك واغفر لنا وارحمنا واصلح قلوبنا وثبتها على طاعتك يا ارحم الرحمين

Exit mobile version