من هم أهل العلم الشرعي ؟

أهل العلم الشرعي

علاقة الدين بالعلم

إن علماء الإسلام الشرعيين لابد أن يكونوا مواكبين لتطور عصرهم العلمي و مدركين لمتطلبات الناس و إحتياجاتهم اليومية من جانب و من جانب آخر يجب عليهم أن يكونوا علي دراية بآخر ما وصل إليه العلم و التطور و لا يتجمدون عند درجة معينة من العلم لأن العلم الطبيعي لا يتوقف و لا يقتصر أصحابه علي حد معين من التحصيل بل كل يوم في جديد ذلك أن الخلاف بين درجة التطور العلمي و معرفة أهل العلم الشرعي يحدث خللا كبيراً عظيما يضرب المجتمع في مقتل فإما سنجد تحجر شرعياً من أهل العلم الشرعي ضد أي مظاهر استخدام العلم و تطبيقاته في الحياة العلمية أو سنجد تهربا من أبناء المجتمع من الدين و بحث عن مرجعية أخرى تكون داعمة لحياتهم اليومية بعيداً عن هذه القيود ” الوهمية” التي صنعها أهل العلم ” التقليدين” و هذا يدفعنا لسؤال آخر من هم أهل العلم الشرعي ؟

من هم أهل العلم الشرعي؟

كيف نطلق مسمي العالم الشرعي علي شخص ما ؟
في الحقيقة أن دراسة العلم الشرعي يتطلب من الفرد أن يكون علي دراية أولا بقواعد اللغة الغربية و متونها
و أصولها و آدابها لأن هذه هي لغة المصادر الشرعية التي يجب أن يحصلها أيضا صاحب العلم الشرعي ،
فإمتلاك أدوات اللغة شرطا لازما في أي فرد يسعي أن يكن مؤهلاً لأن يطلق عليه عالما شرعيا و مرجعا
للمجتمع في مسائل الدين .

الأمر الثاني فإن الدين يقف علي عدة أعمدة أولها و أهمها و ركيزتها الأساسية القرآن الكريم بتفسيره و تدبره ليس حفظه و حسب كما أنه يجب أن يكون لصاحب العلم الشرعي مؤنة جيدة و متينة من الحديث النبوي الشريف
المصدر الثاني للتشريع و سيرة الرسول صلي الله عليه و سلم فهي ليست قصصا فقط بل هي ترجمة لسلوك
النبي صلي الله عليه و سلم في مجتمعه و كيفية تعامله مع المواقف و أيضا أخلاقه و قيمه و المساحات المهمة
من المعاملات الإنسانية في الحياة نجد فيها مواقف كثيرة لا يجب أن نقف فيها فقط عند الحلال و الحرام بل
هناك مساحات العواطف و المشاعر.

مواقف من حياة النبي

و من أمثلة تلك المواقف التي نجد فيها رجلاً ملئ بالمشاعر و الإنسانية :

يقول ابن عباس رضي الله عنهما : إن زوج بريرة كان عبدا يقال له مغيث ، كأني أنظر إليه يطوف خلفها يبكي ودموعه تسيل على لحيته فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعباس : يا عباس ، ألا تعجب من حب مغيث بريرة
ومن بغض بريرة مغيثا ؟ رواه البخاري .، استشفع مغيث بالنبي صلى الله عليه وسلم لدي بريرة علها ترق
و تلين له ، فشفع له عندها ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لو راجعته ، فإنه زوجك وأبو ولدك قالت :
يا رسول الله ، تأمرني ؟ قال : إنما أنا أشفع قالت : لا حاجة لي فيه “

موقفا إنسانياً بحتاً لا يمكن لشخص يأخذ العلم الشرعي علي إنه فقط قول الحلال و الحرام أن يفعله بل هناك
مساحات عظيمة بين الناس في علاقاتهم و حياتهم و ها هو النبي صلي الله عليه و سلم يضرب لنا مثلاً عظيما
علي هذا في شفاعته لمحب عند محبوبته و زوجته بل الأعظم هو إدراك عدم قبولها و عدم الضغط عليها فقط
كان مرسالاً و حسب شافعاً و حسب لم يستغل سلطته الدينية في أن يفرض سبيلاً معينا لهذه العلاقة بين الزوجين .

لابد إلمام أهل العلم الشرعي بالعلوم الطبيعية

ما نود قوله ان إدراك العالم الشرعي لهذه المساحات شرطا مهما في تكوينه و لا سبيل له لأن يلمس صحيح
الدين دون أن يلمس هذه المساحات.
كذلك يجب علي الساعي التحصل على العلم الشرعي دراسة الفقه و أصول الدين و أقوال أهل الأدب و البيان
و كذلك إدراك علوم الحياة بل لأنه قد يصل الأمر في بعض الحالات لدراسة جزئية تفصيلية في مسألة معينة
و لها جوانب علمية ليتمكن من الحكم الشرعي الصحيح عليها .

عدم إلمام أهل العلم الشرعي بالعلوم الطبيعية و وجود فجوة بينهم و بينه يجعلهم مجالاً للسخرية ” مثل ذلك صاحب فتوي إن تطبيق ” فيس أب و هو تطبيق يعدل الصور لتحاكي توقعا للحالة التي سيكون عليها صاحب الصورة في كهولته بعد سنوات ” أنه تطبيق حرام لأنه يتحري الغيب و يغير خلق الله ”
هذا أمر مفجع أن ينتسب مثل هؤلاء للدين و يتصدرون فيه للحكم علي الأشياء .
الدين و العلم لا يتعارضان لكن عقول متجمدة هي التي تفرض علينا هذه المعادلة التي لا أساس لها من الصحة.

Exit mobile version