الثعبان النارى وعلاجه الوحيد

الثعبان النارى هو احد انواع الديدان الاسطوانيه الدقيقه , بل هو اطول دوده اسطوانيه تتطفل على الانسان ولكنها رفيعه جدا , لهذا تظهر وكانها الخيط الابيض اذ تطول الانثى حتى تصل الى المتر بينما قطرها لا يتجاوز 1_2 ملمترا . ولكن الذكر على النقيض من الانثى قصير جدا لا يزيد عن ثلاثه سنتيمترات . وقد اكتسبت هذه الديدان اكثر من اسم سواء عبر تاريخها الطويل , او من انتشارها فى اكثر من موقع فى العالم , فهى تعرف باكثر من اسم فمنها : دوده غينيا ,ودوده المدينه والدوده التنين والحيه الناريه او الثعبان النارى .

وهى تنفرد دون الديدان الاخرى التى تتطفل على الانسان بدوره حياه غريبه اذ يصاب بها الانسان من خلال شربه ماء بعض الابار الملوثه , حيث تعيش طفيليات من نوع براغيث الماء تسمى السرطان البلوط وهذا البرغوث عاده حاملا ليرقات الدوده الصغيره التى لا تزيد عن جزء من المليمتر . وتفقس اليرقات فى جسم الانسان الذى يشرب الماء الملوث بالبراغيث المصابه وعاده ما يكون الضحيه انسانا اوحيوانا كالكلب او الذئب او القط وربما الارانب ايضا .

فتخترق اليرقات امعاء الضحيه وتنفذ الى انسجه جسمه لتكبر وتنمو , ويتزاوج الذكر والانثى , فتحمل الانثى بما يقارب ثلاثه ملايين بويضه ثم يموت الذكر ويفنى . وعندما تنضج البويضات داخل جسم الدوده تقترب من سطح الجلد ,وتكون درنه تتحول الى حوصله اغلب ما تكون فى القدم او الساق فاذا ما حط المصاب قدمه فى الماء انفجرت الحوصله وخرجت الدوده واطلت براسها حيث توجد فتحه الخروج فتنطلق اليرقات من بويضاتها سابحه فى الماء لتعليش فيه حوالى الاسبوع وفى هذه الاثناء تلتهمها براغيث الماء التى تنقلها بدورها الى من يشرب الماء الملوث من حيوان او انسان .

ان شرط الماء ضروره لانفجار الحوصله وقد قيل ان السائقين فى الهند تتكون لديهم الحوصله فى منطقه الظهر حيث يحملون الماء على ظهورهم .وقد يكون الطين المبلل بديلا عن ابار المياه وهذه فرصه افضل لحياه اليرقه التى تعيش فى الطين المبلل بضعه اسابيع .

كان الطبيب المستشرق الالمانى انجلبيرت كيمفر فى نهايه القرن السابع عشر وبدايه القرن الثامن عشر والذى قام بجولات عديده فى الشرق وكان اول من اعطى وصفا دقيقا للدوده وطريقه سحبها من الجلد وسبب الاصابه بها شرب ماء المطر القذر وبالرغم من جهله بتفاصيل عدواها الا ان طريقته هى التى لازالت مستعمله فى علاج الاصابه بالدوده حتى يومنا هذا.

وتتلخص طريقه الطبيب الالمانى بربط الدوده ولفها على عود دقيق يبقى عند موضع انفجار الحوصله حيث تطل الدوده براسها ثم يعمد المريض او الطبيب المعالج بدوران العود حتى تلتف الدوده حوله رويدا رويدا باستمرار يوميا , مع الحذر الاتنقطع الدوده حتى لا تسبب تسمما وتهيجا فى موضع الاصابه وحساسيه شديده تؤدى الى الحكه والتورم والاحمرار .

والغريب ان وصف الطبيب الالمانى يعترف به الطب الحديث حتى يومنا هذا ولا بديل له بالرغم من جهل الدكتور انجلبيرت بحقيقه الدوده وطريقه عدواها .اما الوقايه منها فهى ان يتفادى الانسان الماء الملوث او يغليه على الاقل عند ضروره الشرب منه ومحاوله حمايه الابار والينابيع من ان يخون الناس فيها باقدامهم واجسامهم سواء للشرب او للسباحه كما يمنع عنها سائر الحيوانات التى تحتمل الاصابه بالدوده .
هذا هو مرض الثعبان النارى او دوده التنين التى عرفها العرب باسم عرق المدينه , وقد اصابت بنى اسرائيل عقب عبورهم اليم خلال سنوات التيه الاربعين , وانتشرت بينهم فذكرتها التوراه باسم الحيه الناريه …………..
وتنتشر عدوى دوده الثعبان النارى او دوده غينيا في شتى بقاع الارض ولكنها تتوطن ساحل البحر الاحمر والجزيره العربيه ووسط افريقيا وايران والهند وباكستان وجزر الهند الشرقيه والغربيه ……

وقد استعجب منها ابو بكر الرازى عندما قال ” وقد لاحظت ان العرق المدينى لا يخرج فعلا اذا كان اللحم رطبا , ولكنه يخرج من الاجسام العضليه او الاجسام النحيله , كما لا يخرج من الذين يزورون الحمام بانتظام وينزلون فى الماء وياكلون جيدا ”

وفى النهايه ندعو الله سائلين ان يشفى مرضانا ومرضى المسلمين
اللهم امين

Exit mobile version