الف ليلة وليلة

يعد كتاب الف ليلة وليلة الكتاب الاول للعرب   فى القصص  الشعبى وبات من الؤكد ان هذا الكتاب يرجع فى اصوله الى الاصول الهندية الفارسية وهذا ما ذكره المسعودى فى كتابه (مروج الدهب)

ومما ذكر ايضا فى هذا المجال ماكتبه ابن النديم  فى كتابه (الفهرست)ان اصول كتاب الف ليلة وليلة ترجع  الى كتاب فارسى اسمه(هزار افسانة)ومعناه باللغة العربية كتاب الالف حكاية

وعندما عثر فى العصر الحديث على الكتاب الشهير الاسفار الخمسة الهندية او(البانتشاتنترا)باللغة السنكسرتيته)وتم ترجمته الى العديد من اللغات اتضح الاثر الذى تركه هذا الكتاب فى كتاب الف ليلة وليلة العربية

وعلى الرغم من كل تلك الاقاويل عن هذا الكتاب  ومدى كونه مقتبسا من عدمه فلكتاب الف ليلة وليلة العربية اهمية كبيرة ترجع تلك الاهمية الى كونه يحمل وبشدة عبق التاريخ الاسلامى الممتد ويصور الروح العربية الاسلامية

كما انه يحمل عبق تلك الامكنة التى استقر فيها الاسلام واحتوت على فكره وسلوكه وهى بغداد ودمشق والقاهرة

والف ليلة وليلة العربية يحوى العديد من  انواع  وصنوف القصص

حيث احتوى على القصص الملحمى مثال قصة عمر النعمان وولديه شركان وكان ما كان

ويحوى ايضا القصص التاريخى الذى يحكى وتدور احداثه حول سرد احد الشخوص التاريخيةمثل هارون الرشيد وابو نواس

نجد  ايضا القصص الفكاهى والقصص الخرافى الذى تنمو احداثه وتدور وتنتهى  داخل  عوالم مجهولة ومخيفة ومتخيلة

وكان للعشق والهوى نصيب ايضا فى هذا المجلد الخالد ونراه  واضحا فيما سرد فى هذا الكتاب من القصص الرومانسية

وكشف ايضا هذا الكتاب عن العلاقات المثيرة بين الغنى والفقير والرجل والمراة والتاجر والصعلوك عن طريق القصص الاجتماعى

وقد اثارت الليالى العربية اهتمام كل العالم ولفتت انظار الباحثين فى جميع انحاء العالم والى الان لم يصدر او يعثر على كتاب استطاع الاستحواذ على كل هذا الاهتمام

ومما هو جدير بالذكر ان كتاب الف ليلة وليلة العربية قد تم ترجمته الى  عدة لغات وترجم ععدة مرات على مر العصور

نجد ان الترجمة الاولى كانت على يد جالان وكان ذلك فى مطلع القرن الثامن عشر

واعتمد  جالان فى ترجمته لهذا الكتاب الى اللغة الفرنسية الى عدة مصادر فمنا عدة وثائق ومخطوطات لبنانية  مرجعها القرن الخامس عشر  وايضا اعتمد على بعض القصص المرورى

اعتمدت العديد من التراجم التى تلت تلك الترجمة على تلك الترجمة اعتمادا اساسيا

ثم حرص المترجمون بعد ذلك على الاعتماد على الاصول العربية لتلك الليالى واعتمدوا فى ذلك على طبعة كلكتا  وهى طبعة ذات اصل مصرى وظهرت فى النصف الاول ممن القرن التاسع عشر ومن خلال هذه الطبعة ظهرت طبعة بولاق الشهيرة

ومن اشهر الترجمات لليالى ترجمة (هامر برجشتال ) الالمانىوترجمة (انيوليتمان)الالمانية وكانت تعد اكثر اكتمالا من الترجمة الاولى ومن اشهر الترجمات الانجليزية ترجمة (ادوارد لين) (بوتن)

وقد اثرت الليالى فى الحياة الثقافية بوجه عام على مستوى العالم  الغربى  ولفتت نظر الغرب الى قيمة الادب الشعبى  بوجه عام والقصص الشعبى بوجه خاص

وكان لها الاثر الكبير فى حركة الاستشراق لدى الغرب لحرص كل العلماء والباحثين على زيارة الشرق بما يحتويه من سحر وعجائب ظهرت فى الليالى

وكان لليالى الاثر الاكبر والاقوى على كتاب الادب الغربى وعلى الفن والموسيقى والمسرح  فقد كانوا يحاكون اللياللى فى قصصهم ومسرحهم لانهم وجدوا ضالتهم  وما كانوا يبحثون عنه  نظرا لمللهم من التقاليد الكلاسيكية فى الكتابة والابداع وحرصوا على دخول هذه القصص فى كتب الاطفال حيث نجد انه لايوجد طفل فى العالم لايعرف على بابا والاربعين حرامى  وعلاء الدين والمصباح السحرى وغيرها وغيرها من القصص التى استوحوها جميعا من الف ليلة وليلة العربية

المصدر الموسوعة العلمية للشروق

Exit mobile version