ملك النحو…أبو الأسود الدؤلي

أبو الأسود الدؤلي

ملك النحو

إنه أبو أسود الدؤلي الملقب ب ملك النحو وقد أختلف في أسمه إلى أقوال منها : أنه ظالم بن عمرو بن ظالم، وقيل ظالم بن عمرو بن سفيان، وقيل عثمان بن عمرو وقيل عمرو بن ظالم وقيل عمرو بن سفيان.
كنيته “أبو الأسود
أشتهرت كنيته على أسمه ،رغم أنه لم يكن صاحب بشرة سوداء، ولا له ولد أسمه أسود.
بينما رضي أبو الأسود لنفسه هذه الكنية، لأن أسمه الحقيقي ثقيل على السمع وهو” ظالم “وهذا يناقض كونه قاضياً عادلا ،و أمه هي الطويلة من بني عبد الدار بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن نزار بن معد بن عدنان، العبدرية. 

ولادته

ولد قبل بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم سنة  16 ق هـ/٦٠٣م ولكن لم يري الرسول  صلى الله عليه وسلم فهو
من التابعين وأعيانِهم وفقهائهم وشعرائهم ومن الدهاة في اللغة العربية وهو الذي شكل أحرف المصحف ووضع
النقاط على الأحرف بأمر من الإمام علي بن أبي طالب كما ولاه إمارة البصرة.

حياته في الإسلام

أسلم أبو الأسود الدؤلي في حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم   ولم يلقاه على الرغم من أنه أدركه فهو من المخضرمين لا من الصحابة .

فصاحة أبوالأسود في اللغة العربية

أشتهر أبو الأسود الدؤلي  بالفصاحة  وقال في نفسه «إني لأجد للحن غمزا كغمز اللحم»،
وقد أجمع اللغويون أن أبا لأسود الدؤلي أول من وضع علم النحو فقالوا «أبو الأسود هو أول من وضع باب
الفاعل والمفعول والمضاف، وحرف الرفع والنصب والجر والجزم فأخذ ذلك عنه يحيى بن يعمر “

»، وقالوا أيضا: «حدثنا أبو إسحاق الزجاج، حدثنا أبو العباس المبرد، قال: أول من وضع العربية ونقط المصاحف أبو الأسود على أنه أول من وضع علم النحو».
وبهذا، فإن تأسيس علم النحو يعد أعظم أعمال أبي الأسود الدؤلي، وقد إستفاد أبو الأسود من علمه بقراءة القرآن
الذي عرضه على عثمان بن عفان.

سبب وضع الدؤلي لعلم النحو

لقد قام ابو الأسود بوضع علم جديد وقواعد للغة العربية فقام بإنشاء وتأسيس علم النحو وقد أختلف في سبب
وضعه للنحو لأقاويل :

فقيل أنه وضعه بأمر من علي بن أبي طالب لما سمع أخطاء غير العرب في نطق اللغة فأراه أبو الأسود ما وضع، فقال علي: «ما أحسن هذا النحو الذي نحوت»، فمن ثم سُميّ النحو نحوًا.   

و قيل أن أبا الأسود سمع رجلاً يقرأ آية 
 وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِنْ تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ
وَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ 

 بكسر كلمة «رَسُولُهُ» بدلاً من ضمّها وهذا يؤدى إلى تغيير من معنى الآية، وتفيد بأن الله يبرأ من رسوله، فانطلق
أبو الأسود لوقته إلى الأمير وقتها زياد بن أبيه ، وقصّ عليه ما سمع، وطلب منه أن يدفع له كاتبًا ليضع كتابًا في اللغة، فأتى به فقال له أبو الأسود: «إذا رأيتني قد فتحت فمي بالحرف فانقط نقطة أعلاه، وإذا رأيتني قد ضممت فمي.

فانقط نقطة بين يدي الحرف، وإن كسرت، فانقط نقطة تحت الحرف، فإذا أتبعت شيئًا من ذلك غُنّة فاجعل مكان النقطة نقطتين فكان هذا نهج أبي الأسود في تشكيل الحروف، لذا فهو يعد أول من نقط المصاحف.

وفاته

أصيب أبو الأسود الدؤلي في آخر حياته بمرض الفالج وهو شلل سبب له العرج وقد توفى في البصرة بولاية عبيد الله بعدما أصابة مرض الطاعون سنة ٦٩ هجرية عن عمر يناهذ ٨٥ عاما وترك خلفه إثنان من الأولاد عطاء والحرب وابنه.

Exit mobile version