نمو التفكير عند الأطفال

ت1

 

إن أي سلوك يحدثه للفرد في أي موقف تعليمي لابد وأن يسبقه ( إدراك ) لطبيعة الموقف وعناصره المتعددة ونوع المشكلة الحركية التي يواجهها، ثم بعد ذلك ينتقي الفرد من خبراته السابقة ( التذكر ) ما يمكن أن يفيده في التغلب على هذه المشكلة والسيطرة على الموقف. وعملية التفكير تتناول المعلومات التي يدركها الفرد ويمزجها مع تلك المعلومات التي يتذكرها ليكون منها علاقات جديدة بقصد الوصول إلى نتائج فكرية معينة توجه سلوكه وجهة معينة. وبهذا يكون الإدراك والتذكر بمثابة العمليات التي يتأسس عليها التفكير، وهذه العمليات العقلية الثلاثة تكمل بعضها البعض، وعن طريقها يسلك الفرد في حياته، وعن طريق هذا السلوك يمكن الحكم على هذه العمليات العقلية.

ولا يحتاج الطفل في أيامه الأولى إلى التفكير، لأنه يعتمد اعتمادا كلياً في معيشته وإشباع حاجاته على غيره، وإذا حاول التفكير فلا يستطيع، لأن التفكير يتوقف في المقام الأول على درجة النضج العقلي.

 يستطيع الطفل في المرحلة الأولى من النمو أن يدرك بعض الموضوعات، فمثلاً يشعر الطفل بالألم إذا كان في حاجة إلى الطعام وغيرة من الحاجات التي يحتاج الطفل إلى إشباعها في هذه المرحلة من النمو، ويعبر عن هذه الاحتياجات بالبكاء، وعندما يتعلم الكلام فإنه يستخدم الألفاظ بدلاً من البكاء ويستطيع أن يطلب الطعام باللفظ، وهو في هذه الحالة يفكر في أشياء ليست موجودة أمامه.

وبزيادة نمو الطفل ينمو أيضاً تفكيره ويبدأ في حل بعض مشاكله بنفسه وذلك عن طريق فرض الفروض ومحاولة اختبارها للوصول إلى حلول مشاكله وعندما تواجهه مشكلة مشابهة فإنه يقوم بحلها بنفس النتيجة التي توصل لها عند مواجهة المشكلة التي واجهته من قبل وبذلك يقوم بتعميم النتائج التي توصل لها من قبل وبذلك يكون قد استخدم نفس خطوات التفكير العلمي في حل المشكلات التي تواجهه، فمثلاً إذا شعر بالعطش ولم يستجيب به أحد فإنه يذهب إلى الصنبور ويقوم بوضع مقعد حتى يستطيع الوصول إلى الصنبور والحصول على الماء، وهكذا عندما يريد الحصول على أشياء قد وضعتها أمه بعيداً عنه.

وهكذا ينمو تفكير الطفل، ويتوقف هذا النمو على الخبرات والمواقف التي يتعرض لها، فكلما تعرض لمواقف مقننة وتفاعل معها تفاعلاً صحيحاً تحت توجيه وإرشاد سليم، كلما نما تفكيره وكلما أعطى الفرصة لاكتساب أنماط أكثر من التفكير.

 

Exit mobile version