ما هو التسمم بالزرنيخ ؟

ما هو التسمم بالزرنيخ ؟

يُعرف الزرنيخ كأفضل سم قاتل، وذلك بالرغم من أن الجرعات الصغيرة منه لها فوائد طبية .وقد بحث موقع أخبار بي بي سي على الإنترنت كيف تعمل هذه المادة الكيميائية سيئة السمعة وتسبب في القتل . فالزرنيخ مادة كيميائية طبيعية مشابهة – معدن طبيعي – للمعادن الموجودة حولنا في البيئة، وجميعنا يتعرض لجرعات صغيره من الزرنيخ على نحو منتظم . لذلك من الصعب الكشف عنه لأنه عديم الرائحة وليس له نكهة ، مما يعني أن الناس لن يكون لديهم فكرة بوجوده عندما يكون حولهم .

الأسباب وعوامل الخطــــــــر

يمكن أن يقتل الزرنيخ البشر بسرعة إذا استهلك بكميات كبيرة، على الرغم من أن التعرض لجرعات صغيرة وطويلة الأمد يمكن أن يؤدي إلى وفاة أبطأ بكثير من التعرض الكبير له أو قد يؤدي إلى أي مرض آخر. وقد ربطت الدراسات بين التعرض المطول للزرنيخ وبين السرطان ، ومرض السكري، وسماكة الجلد، وأمراض الكبد ومشاكل الجهاز الهضمي .

كما ارتبطت أيضاً باضطرابات في الجهاز العصبي- الشعور بوخز أو فقدان الإحساس في الأطراف- وصعوبات في السمع . وقد ثبت أن جرعات صغيرة من الزرنيخ تنقل بعض أنواع السرطان وتسقطها داخل الجسم ، ويمكن أيضا أن يساعد في ترقيق الدم . وكذلك يمكن أن يكون الزرنيخ موجود في كثير من الأدوية التكميلية في مستويات السمية وشبه السمية. إن (المعالجة المثلية) لا تستند على زرنيخ لا يمكن كشفه .
ومع ذلك، العلاجات التي تشمل المادة الكيميائية لا تزال في المراحل التجريبية .
الأعـــراض

عادة يموت الشخص الذي يتعرض لكميات كبيرة من الزرنيخ – سواء عن طريق الأكل أو الشرب – ،وسوف تظهر الأعراض في غضون 30 دقيقة من التعرض . وقد يتأخر ظهور الأعراض بسبب التركيز القليل للزرنيخ المتعرض له ، وكذلك من المتوقع أن تحدث نفس الأعراض للأشخاص الذين يستنشقون كميات كبيرة منه .

التسمم الحاد بالزرنيخ يُحدث مذاقا معدنيا في الفم وينتج عنه لعاب بنسبة مفرطة وتحدث مشاكل في البلع . والمرحلة التي تليها يعاني المصاب من القيء والإسهال مقترن برائحة نفس كرائحة الثوم وتقلصات في المعدة وتعرق شديد .

وكما تقدم ذكر تأثيرات هذا السم ، فإن المريض سوف يعاني من نوبات ويخوض في صدمات، والموت سيكون في غضون ساعات قليلة .وإذا لم يحدث الموت في هذه المرحلة فحتماً سيحدث بعد أيام قليلة عندما يحدث فشل في الكلى .
الوقاية والعلاج
العلاج الأول للتسمم بالزرنيخ الحاد هو غسل جلد المصاب بكميات وفيرة من المياه ، وإزالة أي ملابس ملوثة . وقد يحتاج المريض لغسل المعدة أو الري من الأمعاء مع جليكول بوليثيلين حتى يتم منع امتصاص الزرنيخ في القناة الهضمية . هناك وسائل داعمة أخرى .. تشمل إعطاء المريض أوكسجين واستخدام السوائل الوريدية ، وكذلك عمليات نقل الدم وأدوية القلب إذا كان القلب بدأ يفشل . وسيحتاج المريض لعلاج مناسب حيث يتم إعطاءه مسكنات للألم عند الضرورة وسيحتاج المريض إلى أن يتم مراقبة وظائف الكلى لديه جيداً قبل حضور الطاقم الطبي المعالج . وأي حروق ستحتاج بالطبع إلى علاج ، وهذه الحالة من التسمم الحاد قد تتطلب علاجاً يسمى ( المعالجة الخلبية ) مع نظام الدمسا والدمبس .

أفضل تعامل مع التسمم المزمن هو إزالة المصدر ، مثل مياه الشرب الملوثة وعلاج المضاعفات مثل مرض السكري وشكوى القلب . العلاج باستخدام الاستخلاب ( المعالجة الخلبية ) غير مؤكد إذا كان سيفيد أم لا ، ولكن إعطاء مغذيات دقيقة للمصاب قد يكون مفيداً خاصة إذا كانوا يعانون من نقص في التغذية .

يتزايد القلق بشأن مستويات الزرنيخ في البيئة ، حتى إذا كان ذلك بسبب التلوث الحادث في الطبيعة . وعلى الرغم من استمرار الدراسات لمعرفة سبب وجود تسمم بالزرنيخ إلا أن هناك 40 مليون شخص في غرب البنغال وبنغلاديش يعتقد أنهم في خطر بسبب المياه الملوثة بالزرنيخ ، وقد حدث التلوث بالفعل نتيجة اندفاع الزرنيخ وانطلاقه من الصخور إلى امتدادات المياه الجوفية .

وكالة حماية البيئة في الولايات المتحدة لديها برنامج لبحوث جارية وذلك للنظر في أسبا تواجد الزرنيخ في البيئة، ولإنشاء ما قد يسهم في تشكيل مستوى آمن في البيئة .

Exit mobile version