لغتنا العربية هويتنا أين هي وأين الوعي القومي مما نحن فيه

 يبييب

 ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ

تمر لغتنا للأسف بشيء من التدني رغم إنها لغة الضاد لغة القرآن الكريم؛ وكانت أول ما نزل من آيات “إقرأ”. للأسف كثير منا الآن في عصر العولمة والانفتاح لا يستوعب الضياع القومي الذي نحياه نتيجة ضياع لغتنا العربية ويستهزئ بالأمر وكأن الأمر طبيعي وعادي…

هل شاهدت يومًا في أمريكا مقابلة شخصية تجرى بلغة غير لغتهم الأم؟
هل شاهدت يومًا شعبًا من شعوب العالم يترك لغته وهويته وأسلوبه في التفكير والملبس والمأكل ويذهب بعيدًا عنه ليقلد غيره؟

أنا لم أرى ذلك إلا في مجتمعاتنا العربية رغم أننا أصل العلوم والثقافة من الرازي والجاحظ وغيرهم في شتى التخصصات.

نحن من صنعنا الحضارة التي يستفيد ويضيف عليها الغرب الآن.

إذا رأينا أحدهم يتحدث العربية الفصحى نتهكم ونسخر

إذا رأسنا لغة جديدة عبر الإنترنت بالحروف والأرقام الأعجمية نسعى لتعلمها تاركين هويتنا ووعينا

وأنا لا ألوم إلا أصحاب الأقلام والمؤلفات من الكتاب والإعلاميين والصحفيين والمترجمين لأن بيدهم هم أن يرتقوا باللغة؛ وفي ذات مرة سمعت أحدهم يقول على العربية “خطأ مشهور خير من صواب مهجور” وهي العبارة التي يعلق عليها كل الأخطاء اللغوية وهي ما أدت لما نحن فيه الآن ولكن لما لا نجعل من الصواب المهجور خطأ مشهورًا؟

لماذا لا نرتقي بلغتا ونحاول أن نعلي من شأنها شيئًا فشيئًا ومن ثم نرتقي بهويتنا وقوميتنا ولن أتحدث هنا عن الوحدة العربية لأنها لا زالت مجرد حلم أو كلمات تنثر عبر الأوراق والمؤتمرات ولكن لا واقع يحيها ولا شيء مثل أوراق الشجر المبعثرة في الخريف!

وللإعلام أيضًا الدور الفعال في التأثير على لغتنا العربية بإدخال مصطلحات أعجمية وأجنبية عوضًا عن العربية والتفاخر بالتحدث بها.

وفي النهاية أتمنى من شعوب العرب أجمع أن يعودوا إلى رشدهم ويعلموا أن بلغتهم يستطيعون أن يصعدوا سلم المجد والارتقاء والبداية هي لغة عربية صحيحة نتداولها فيما بيننا ولا أعني بذلك اندثار اللهجات ولكن لا أعني أيضًا اندثار اللغة كليًا.

Exit mobile version