كيف نربي أنفسنا

كيف نربي أنفسنا

صفاء النفس وشفافيتها

تراودني دائما فكرة صفاء النفس ” شفافيتها” لا أن كونها بيضاء_ فهذا ضد الفطرة الإنسانية و غير مطلوب بالأساس أن تكون نقية يُري من خلالها و ما خلفها نعرفه لا تداريه بظل كاذب أو بسراب مفتعل ، لا تحتاج أن تبحث داخل نفسك لتعرف حقيقة الأشياء و حقيقة إنطبعاتك عنها و لا يتحمل الأخر عناء ذلك ، ظاهرها و باطنها سواء ،حتي أن أذنبت يُري أثر ذلك عليها و تعترف به لا تُنكره و لا تُصر عليه .

فقول الرافعي دائما يحضرني
” الرذيلة الصريحة رذيلة واحدة ، ولكن الفضيلة الكاذبة رذيلتان. “
فكرة الإدعاء بشعة و غير مقبولة بالمرة ، الله الذي سيحاسبنا لم يطلب منا الملائكية فلماذا ندعيها ؟!و حتي و لو ظهرنا ناصعين فماذا عن العين التي ف السماء تنظر ؟!
“وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَن يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَٰكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِّمَّا تَعْمَلُونَ” _ فصلت

مراقبة النفس

إداراك حقيقة بشريتنا و كذلك عين الله التي لا تنام عنّا يضع النفس في ميزان لن يختل طالما يد قلبك حاضرة بالتذكير و اليقين . هذه الفكرة من المراقبة للنفس و محاسبتها علي تصرفاتها و عدم جعلها تمر مرور الكرام بل الوقوف معها عتابها و تانيبها إذا لزم الأمر ضرورية جدا و بذات القدر يجب ألا تزيد قوة ضربك بسوط عتابك علي ظهر نفسك حتي لا تسقط منك في مستنقع اليأس فتأخذ بالزيادة في الخطأ بل و مضاعفته و فقد كل أمل في العودة و الوقوف من جديد ، أو قد تتبلد النفس من عتابك المؤلم الصارخ الذي تجاوز قدرتها فتضعه في مساحة اللامبالاة فتسقط في مستنقع المجاهرة بالذنب و التجرأ عليه.

حوار مع النفس

فالحكمة في خطابك لذاتك مهم و حوارك مع نفسك هو أهم حوار و أكثرها ضرورةعلى أن يكون حوارا منضبطا بسيطا تعرف كيف تختار لغته و طريقته .و المهم أن تكون صادقاً مع نفسك لا تخفيها شيئا و لا تكذب عليها فإن فعلت كفيت نفسك شر الغرر في نفسك و العجب بها و كذلك إكتفيت بنظرتك لنفسك عن  نظرة الناس لك و حكمهم عليك الذي لا محالة لن يكون حكما فصلا حقيقيا و سترفع عن نفسك كلفة الإستماع لرأي الناس بك و رأيهم في تصرفاتك و قراراتك لمحاولة نيل رضاهم الذي لن تصل إليه أبدا

لا تلقي للناس بالا

يقول الرافعي في كتابه المساكين

“فالناس عبيد أهوائهم و أينما يكن محلك من هذه الأهواء فهناك محل اللفظة التي أنت خليق بها ، و هناك يتلقاك ما أنت أهله أو ما يريدون أن تكون أهله و ليس ف الناس شئ يزيدك كمالا من غير أن يزيدك نقصا حتي إيمانك فأنه كفرعند قوم و حتي عقلك فإنه سفه لطائفة و حتي فضلك فأنه حسد من جماعة ، و حتي أدبك فإنه غليظ لفئة “

فإذا غايتك هي في تهذيب نفسك فأنت المسؤل عنها و مآلها لك لا الناس هم الحكم عليك و لا نيل رضاهم غايتك في تغيرك للأفضل و سعيك للكمال في التعامل مع غيرك و تفاعلك مع مجتمعك و علاقتك مع الله .

إجلس مع نفسك حضر طاولة من اللطف عليها قطعة من صراحة ضع كرسيين أحدهما لك عاريا عن زخرف الدنيا و غرورك بذاتك و كبرها عن الحق و آخر لنفسك و قد جاءت تبتغي الهداية لا المراوغة كوب من شراب الهدؤ و آخر من الغضب إذا لزم الأمر و    رأبت نفسك تخفي عليك شيئا ، حضر باقة من الورد لها و في اليد الاخري سوط من التأنيب و اجلسا و تحاورا  ….. و استقم كما أمرت.


Exit mobile version