ضحية من ؟

1

ذهب ليشتري الطعام من السوق لتطهوا زوجته له و لاولاده وجبة الغداء ، فصار يتنقل بين الباعة و ينظر الى الاسعار ليختار اقلها سعراً و وجد ان الكوسة سعرها مناسب و هو الان يحتاج الى بقية المكونات كي تستطيع زوجته اعداد الطعام.

افرغ ما بجيوبه و وجد ان مالديه لا يكفي ثم عد ما معه من مال مرة اخرى ثم عدة مرات و كأن هذا سيزيده اعاد ماله لجيبه و هو في قمة الحزن و سار يتجول بالشوارع فهو لا يستطيع ان يذهب لاسرته خاوي اليدين و لا يعرف احد يتداين منه ، و صار يتسائل عما يجب فعله ؟ و مرتبه الضئيل في ظل هذا الارتفاع الهائل و المستمر للاسعار اصبح لايكفيه حتى لمنتصف الشهر.

و اثناء سيره غارقاً في افكاره وقعت عيناه على رجل ضرير يسير بمفرده محاولاً المرور للجهة المقابلة من الشارع فذهب لمساعدته واثناء مرورهما سوياً وضع يده في جيب الرجل و اخذ مالديه من مال و ذهب مسرعاً دون ان يلاحظه احد الى السوق كي يحضر الطعام لاولاده الجياع و عندما طهت زوجته الطعام لم يستطع ان ياكل منه لانه كان يشعر بذنب كبير لما فعل.

و لكن عندما راى ابناءه الثلاث و قد كفوا عن البكاء بعدما سد الطعام جوعهم فكر انه اخيرا وجد الوظيفة المناسبه لاشباعه و اشباع اسرته و كانت المرة الاولي هي المرة الوحيدة التي يشعر فيها بيتأنيب الضمير.

Exit mobile version