رواية كحل و حبهان : منظور آخر لكتابات عمر طاهر

عمر طاهر هو كاتب مصري صعيدي من جيل السبعينات له الكثير من الأعمال الأدبية من كتب في مجالات عامة و أعمال فنية، و تتميز كتابته بالبساطة اللغوية و سلاسة الأحداث مع حس الفكاهة و السخرية المشوق علي الرغم من عمق الرسالة المراد توصيلها، و تمثل رواية كحل و حبهان ، منظور آخر لكتابات عمر طاهر

يتميز جيله جيل السبعينات بشكل عام أنه مرعلي ثلاث مراحل مجتمعية في حياته:

لكل مرحلة مجتمع مختلف و ثقافة مختلفة و حتي في نوع التكنولوجيا و تأثيرها علي الحياة و المجتمع فكل مرحلة لها صفاتها و خبراتها و طعمها الخاص، مما أثر علي تكوين جميع المراحل العمرية لهذا الجيل.

و معاصرة عمرطاهر لكل تلك الأحداث و الفترات أصقلته و أثرت المعرفة لديه.

و مثل كل هذا الجيل شكلت لديهم ذوق خاص متفرد له تأثير واضح في كتابات عمرطاهر بشكل عام و تنوعها.

عمر طاهر

رواية كحل و حبهان لعمر طاهر في عام 2019

رواية كحل و حبهان هي أولي كتابات عمر طاهر في مجال الرواية و أحدث عمل له حيث افتتح بها مستهل سنة 2019، و تتميز الرواية بأنها جزء من حياة الطبقة الوسطي بتفاصيلها المميزة.

وعلي الرغم من أن الرواية تسرد مرحلتين حياتين بشكل متوازي الإ ان الترابط بينهم و تأثيرهم واضح و بسيط كما هو حال هذه الطبقة.

نجاح الرواية في رأيي :

اقرأ ايضًا : رواية السوسي عن أبي عمرو البصري

ملخص رواية كحل و حبهان

تدور أحداث الرواية عن طفل متوقع منه حسن السلوك لمدة خمس أيام للحصول علي جائزته و هي حضور حفل موسيقي.

بالتوازي مع قصة نفس الطفل و هو في الثلاثينات وقد وجد نفسه في علاقة حب يبحث من خلالها عن معني السعادة و تنتهي الرواية بالنهايات الطبيعية لتلك الاحداث فيحصل الطفل علي حفلته و يتزوج الرجل و يكون الأسرة.

و تدورأحداث الرواية في سياق مبسط بدون دراما أو خلل في العلاقات لشكل الأسرة المصرية في فترة الثمانينات بالتوازي مع شخصية هذا الطفل وهو يمر بفترة الثلاثنيات من عمره.

حبكة الرواية بسيطة و تدور حول الاستقرار و تكوين الأسرة بدون وجود أي دراما في الحبكة.

و علي الرغم من ان الأحداث تسرد في إطار محدد من الزمن سواء في فترة الطفولة ( خمس أيام متوالية) أو فترة الثلاثينات ( خمس أيام منفصله في سنين متقاربة) إلا انها توضح فكرة تكوين شخصية بطل الرواية من خلال نمط الطبقة الوسطي في التربية و المعيشة و الحياه بشكل عام.

لماذا رواية كحل و حبهان

اعتمد الكاتب في ربط أحداثه و سردها بحاسة الشم و النظر.

فكانوا هما المحرك الأساسي لسرد الأحداث، و هما في الواقع أكثر حاستين مرتبطين بالذكريات.

فكلما ارتبطت الرائحة مع ذكري معينة زادت واقعيتها و مع تذكر الألوان تجعلها استرسالها في المخيلة اسهل.

و لتأكيد الفكرة استخدم عمر طاهر الحبهان كرمز لقوة حاسة الشم لتشكيل الذكريات بشكل عام و ارتباطها بروائح كل مشهد.

و التي أكد عليها في كافة تفاصيل الرواية بربط كل حدث برائحة معينة، و بالتالي هي رمز لذكريات الطفل المسردة.

كما استخدم الكحل كرمز لوضوح الرؤية فهو أكثر عنصر مرتبط بقوة اللون و الأصاله.

كما إنه عنصر مهم للمرأة منذ القدم و يرمز لقصة الشاب و المرأة التي اسرته بأصالتها و جمالها البسيط و هو العامل المشترك في المرأة المصرية الأصيلة.

و بالإضافة أن جزء من ثقافة المصريين منذ الأزل هو الطعام و دوره في الأحداث اليومية.

فالطعام مرتبط بكل المناسبات عند المصريين.

فطعام العزاء مختلف عن طعام يوم الجمعة كما هو مختلف ان طعام المناسبات السعيدة، و لأن الطعام يجمع جميع الحواس فكانت علاقته بالذكريات و استراجعها علاقة وطيدة.

اقرأ ايضًا : رواية إيكادولي.. مختصرة

الفنانة مديحة كامل و الجمال المصري

مديحة كامل و غلاف الرواية

تسائل البعض عن سبب اختيار صورة الفنانة مديحة كامل كغلاف الرواية علي الرغم من عدم وجود أي ارتباط بين أحداث الرواية و شخصيتها.

أسباب اختيار مديحة كامل علي غلاف الرواية

هناك عدة أسباب مقترنة باختيار صورة الفنانة مديحة كامل كغلاف الرواية.

 1- ملامح الفنانة مديحة كامل هي القرب الي ملامح المرأة المصرية :

فتتميز بشعرها البني المسترسل و العيون السوداء الواسعة و بشرتها الخمرية كما أن جمالها أصيل غير مصتنع ليس كحالنا في أيامنا هذه، و هذه هي الصورة التي أراد الكاتب التأكيد عليها في سياق روايته.

فالبطل كان يبحث عن الفتاه الغير مصطنعة الأقرب الي طبيعة المرأة في حياته.

و لتأكيد ان استقرار البيت الأسري و السعادة الواقعية تكمن في روح الفتاة قبل جمالها.

و لتأكيد ان جمال المرأة المصرية يكمن في تفاصيلها المميزة و ليس بالميكب او بتقليد الأخرين.

2- ذكر البطل في سرد قصته :

ذكر البطل في سرد قصته بإن والدته كان تحتفظ بصورة الفنانة مديحة كامل في مطبخها.

و كان دلك بمثابة ربط بين ذكرياته لوالدته و بين رؤيته لها كقدوة للأهمية دور المرأة المصرية في المجتمع.

فهو من خلال هذا الربط  يؤكد علي أهمية دور الأم في التربية و تكوين شخصية الأطفال.

بلإضافة ان التكوين العاطفي لمشاعر المصريين مرنبط دائما بالأم، أيضا فهو يؤكد أن المرأة المصرية قوية الشخصية و ذكية.

و لها دور فعال في الأسرة لا يمكن انكاره او الاستهانه به، كما أنه ينفي عن المرأة المصرية انها كانت مكبوتة أو مظلومة مجتمعيا.

فهي منذ القدم لها رأيها الخاص و اسلوبها في التعامل مع المواقف و الأحداث و حتي إن اختارت بإرادتها ان تحول كل طاقتها داخل اسرتها، فسنجد في دورالجدة علي سبيل المثال دورها الفعال و الهام في الحفاظ علي العادات و التقاليد لعائلتها، ورفض الأستهتار والظلم، فكانت المرأة القوية الصادقة المسؤولة و هي صفات كل أم و امرأة مصرية.

نجاح كحل و حبهان

أهم المعطيات عن مدي نجاح رواية كحل و حبهان

Exit mobile version