حالي لـ حالي

 

تتلفت .. تتوجه نحو حاسوبها الخاص .. تفتحه وتتفقد .. ثم تعود وتتلفت .. تمشي حائرة يمينا ويسارا .. ثم تعود وتتفقد .. تلقي نظرة بتلهف واستغراب مازال فنجان الشاي يحمل بقاياه ولم ينته .. كان أكثر جودا مما تتصور .. ترتشف منه إلا أن كان دفئه أقل جودا من ذاته كما عز الدفيء عموما .. لم تستغرب أبدا .. لا بأس .. مازال يحمل متعة ارتشافه هكذا أخبرت ذاتها التي سبح خيالها في مبدأها الأوحد وهو طبع الحياة .. لا شيء يبقى على حاله .. كل الأشياء تتغير .. حقيقة لا مفر من تقبلها عزيزتي .. هكذا كانت تدلل حالها .. ثم عادت تمارس الخطى بلا هدف كعادتها .. هذا يساعدها على التفكير .. نظرت مرة أخرى لنفجان الشاي بتفقد .. مازال يجود بفضائله عليها .. تزاحمت الأفكار في جبينها ربما هي تحترف الفلسفة دون أن تدري فدائما هي تفكر في مبادئ مطلقة أو خاصة أو في مدارك شخصها وشخص الآخر ثم تعود لتطبقه على المطلق لتشطح لاستكشاف طبع الحياة .. ربما كان هذا هو هدفها دون ان تعلم أيضا .. لا تعي إذا كان هذا الاستوديو التحليلي للوقائع القابع في أعلى رأسها يدفعها للتصالح أم الخلاف مع نفسها .. فهي على الرغم من تفكيرها الذي لا ينام وتحليلاتها لكل شاردة وواردة المستمرة ..إلا أنها لا تقوى على مخالفة قلبها مطلقا .. وإن خالف لايكون في الواقع خلاف بل يكون تأثيرا طويل المدى من تحليلات العقل ليقوده بإنقناع منطقي للتغير ومن ثم يتم إتخاذ الإجراء اللازم ربما يستغرق ذلك سنين طويلة أو ربما يستغرق أيام معدودة من التفكير والتفقد عمرها الفعلي سنينا طويلة لأن عقلها سرعة التفكير به مئة ألف فكرة في الدقيقة أو ربما مشهد أو استنتاج طبقا للشأن الذي يتطلب الواقع التفكير فيه .. ربما كان هدفها الاول من ذلك هو الصدق مع النفس .. الصدق مع النفس كان شعار المرحلة لديها .. فهو يضعها على الطريق الصحيح ولو بعد حين .. لا يجوز أن تخدع نفسك بنفسك ثم تأمل في تفادي الصدامات .. الصدام الحقيقي يحدث مع نفسك أولا أما إذا تراءت لعيونك الحقيقة فسوف يأخدها عقلك في عين ولو بعد حين فتتفادي الصدام مع ذاتك .. لايجوز لبشر أن يتفادى الصدام مع الآخر وإن أخد جميع الاحتاياطات .. ربما احتياطاتك المتخذة كانت سببا مطلقا للصدام .. لكن الذي يمكن هو أن تتقفد أسباب الصدام وتحلله وإذا كان هناك كيفية للتفادي .. جاد فنجان الشاي بآخر رشفاته وانقطع برسالة واضحة لا شيء يبقى على حاله ..

Exit mobile version