تقدير الذات : قنبلة موقوتة أم كنز مخفي؟

تقدير الذات.. الإبن الشرعي!

سنتحدث في هذا المقال عن إبناً لنا وُلد معنا بمجرد أننا أصبح لنا وعيًا و إدراكًا و نفسًا تتنفس بين أضلعنا. هذا الإبن هو تقدير الذات وإحترامها و الإعتراف بها في السراء و قبلها الضراء.

دعنا نفكر سويآ أخي و أختي إن جئت في يوم ما و أنجبت طفلآ، جميلآ من وجهة نظر الكثيرين لكنه من وجهة نظرك محدود القدرات و الذكاء و الإمكانات.

هل تظن أنك ستستفيد من إمكاناته التي لم تعترف بها يوماً ما، بل لا تراها أصلاً، بالطبع لا لن تستفيد. أنت لاتعترف بوجود إمكاناته، بالتالي لا تستغلها أو تستفيد منها.

تحول إعتقادك رويداً رويداً، لإعتقاد لدى طفلك

للأسف ذلك الشعور بتجاهل الطفل و عدم الإعتراف بإمكاناته ينتقل رويداً رويداً إلي الطفل و يبدأ بتصديق ذلك. لما لا فأبي وأمي لايعترفان بإمكاناتي و قدراتي فهل أفهم اكثر منهم،

فيحدث مالايحمد عقباه، و ينشأ الطفل غير واثق في نفسه، محتقراً ذاته، يرى قيمته في تقدير الأخرين و ثنائهم عليه.

فإنك قد إرتكبت أكبر جريمة في حق طفلك بأنك إعتبرت ذاته إبناً غير شرعياً لك أولاً، فأصبحت كذلك بالنسبة له، فهل أنت واحداً من هؤلاء الذين كبروا مع هذا الإعتقاد؟ أم انك واحداً ممن يربون أبنائهم على تلك العاهه؟ و التي تظل تلاحقهم مدى الحياه بل أيضاً يورثونها دون أن يشعروا أو يعلموا بذلك.

إنتبه و تعالي معي نغوص في تفاصيل تلك القضيه و نرى كيف نتعامل معها ونتجنبها في التفاصيل الذهبيه القادمه:

العوامل التي تؤثر علي تقديرالذات

سوف نتحدث هنا عن أهم العوامل التي ثؤثر علي تقدير و إحترام الذات:

هناك عدة عوامل من الممكن أن تؤثر علي احترام الذات و إستمراره معنا فترات طويلة من حياتنا سواء ذلك التأثير سلبي أم إيجابي، سواء كانت تلك العوامل ترفع مستوي تقدير إحترام الذات أو تقلل منه، على سبيل المثال:

علامات تقدير الذات الصحية

أبرزعلامات التقدير الذاتي المتدني..

من أهم العوامل على سبيل المثال لا الحصر:

نصائح ذهبية لتقدير ذاتي قوي و صحي

مما لا شك فيه بعد أن إستعرضنا بعض التفاصيل عن علامات التقدير الذاتي القوي و أيضآ، علامات التقدير الذاتي المنخفض، كل منا إستطاع بشكل كبير أن يحدد أين يقع الآن في خريطة التقدير الذاتي و ما إذا كان له تقدير ذاتي قوي يريد الحفاظ عليه أو ربما زيادته، و ربما منا من وجد نفسه صاحب تقدير ذاتي منخفض أو منعدم ويريد إنقاذ الموقف وزرع تقدير ذاتي قوي بداخله يستظل به باقي حياته بل ويورثه لمن حوله.

إليكم أصدقائي بعد النصائح الذهبية لتقدير ذاتي جيد من الممكن أن تستفيد منها:

ماهو مصدر تقدير الذات لديك؟

في البداية لابد لك من وقفة مع النفس، و ترى من أي مصدر تستمد قيمتك هل من الداخل، منك أنت أم من الخارج من نظرات الإعجاب من الأخرين و من كلمات الثناء التي يتحفوك بها أم من منصبك أم وظيفتك التي تشعرك بالسلطة و التمكين و الوجاهة، لابد وأن تعرف أن كل هذه الأشياء جميلة حقاً جميلة، ولكن لابد و أن تعرف أيضاً أنك لابد أن تستطيع العيش بدونها و مع ذلك تستمع بتقدير ذاتي عالي و محترم، وأن تشكل هذه المعاني إضافات لسعادتك وليست مصدر سعادتك هذا أولاً و ثانياً و ثالثاً، ثم تأتي أي نصيحة بعد ذلك.

إن وجدت يوماً ما أنك تحتاج إلي شىء، أو مساعدة ما، لاحرج أن تطلبها فالدنيا قائمة علي الأخذ و العطاء، و لاحرج في ذلك و لاعيب، بل يعتبر ذلك من العلامات الصحية للتقديرالذاتي.

احترس من جلد الذات و عليك بالصحة الجسدية و النفسية

إهتم بصحتك، سواء الجسدية أو النفسية أو الروحية، أود أن أقول لك أعطي كل الإهتمام لرعاية نفسك ثم رعاية نفسك ثم رعاية نفسك، وعاملها بالطريقه التي يعامل بها الأب إبنه و الأم لأولادها الصغار دون إفراط أو إقطار أيضاً.

عندما تفشل في شىء ما قل لنفسك، لاداعي للقلق، فأنا ما زلت بخير، و لم أخسر الكثير، و يكفيني شرف المحاولة، فقد أخذت بالأسباب و نجحت في ذلك، أما النتائج هي بيد الله، و مازلت قادر علي العطاء، و سوف أكون بخير قريبآ، و أعود أفضل من السابق، و الخير فيما إختاره الله لي.

إذا شعرت بالتعب والإجهاد، فلتسترح قدر الإمكان، و إذا وجدت نفسك تشعر بالرغبة في البكاء، لما لا فلتبكي عندما تشعر بالحاجه لذلك، ليس عيباً و لا ضعفاً، و إلا فالذهاب للمرحاض أيضاً عند الحاجه عيباً وضعفاً.

ماذا عن الذكريات القديمة و كلمة “أنا”؟

تعلم شيئاً جديداً تأمل، داوم علي مساعدة الأخرين و تقديم يد العون لهم بشكل مستمر فهذا مفتاح سحري عظيم سوف تتفاجأ بنتائجه على تقديرك الذاتي يوماً ما، و تواصل دائماً مع الأشخاص الذين تحبهم و تهتم بهم و الذين أيضاً يهتمون بك، وإنظر بين الحين و الأخر لصورك القديمة و تذكر كل ذكرياتك القديمة و إستمتع بها كأنها الأن بقدر الإمكان.

إذا نطقت بكلمة ( أنا ) لابد و أن يكون بعدها شيئاً إيجابياً و جيداً بل و رائعاً أيضاً. مثل أن تقول أنا ناجح في حياتي أو أنا مجتهد في عملي، أنا حياتي رائعة، أنا محبوب من المحيطين بي، أنا ذكي ونشيط، و إياك و أن تتبع كلمة أنا بشىء سلبي وتكرار ذلك مثل أنا فاشل، أنا سىء، أنا مهمل، أنا لست مقبول من المجتمع، فالعقل الباطن مع تكرار هذه الكلمات يصدقها دون أن تشعر، وتتحول لإعتقاد راسخ ويتصرف الجسد والنفس بناءاً علي هذا الاعتقاد بعد ذلك في حياتك دون أن تشعر بشكل تلقائي.

انتبه جيداً: كيف تتعامل مع نقد و مجاملة الأخرين؟

يجب عليك أن تكون حذراً مع هؤلاء الذين يقللون من قدراتك و إمكانياتك علي الدوام و أولئك أيضاً الذين تشعر معهم بالخوف، لابد و أن تكون حازماً معهم، و ألا تجعل كلماتهم و أرائهم تتسلل إلي داخلك كالفيروس، و مع كل ضربة تأتيك منهم تقف صامداً متمسكاً بنظرتك الذاتية المحترمة لذاتك و إمكانياتك وتاريخك و خبراتك، فأنت لست صغيراً و لست قليلاً، إنها الحرب يا صديقي، الحرب النفسية، و إما أن تكون فيها أو لاتكون.

تقبل المجاملات من الأخرين بكل سعادة، دون الإعتماد عليها أو إنتظارها، بل إمدح نفسك عندما تفعل شيئاً جيداً في يومك، و قدم لنفسك هدية و جرب شيئاً جديداً دائماً، و إنسب لنفسك شرف المحاولة، إذا جربت شيئاً جديداً و لم تستوعبه أو تنجح فيه.

في النهاية تقدير الذات مرتبط بك، إذن هي نظرتك أنت، و ليس نظرة الأخرين، تقديرك أنت و ليس تقدير الأخرين، بيدك أنت و ليس بيد الأخرين، إذن هو إبنك و أنت المسئول عنه ، إن لم تحترمه و تقدره، فلا تلوم الأخرين.

أقرا أيضاً: خواطر عن تقدير الذات

المصادر

Exit mobile version