العواصف الرملية : ما هي العواصف الترابية و كيف نحتمي منها؟

ما هي العواصف الرملية ؟

إذا كنت من أولئك الذين يعيشون في الصحراء أو في مناطق رملية قاحلة، ربما تكون قد رأيت ذات مرة جدارًا عملاقًا من الرياح المحملة بالرمال التي تتحرك و تسحق كل ما أمامها، في علم الأرصاد تسمى هذه الظاهرة العواصف الرملية الهائلة.

العواصف الرملية عبارة عن جدار من الحطام و الغبار يحمله الهواء في منطقة بواسطة رياح قوية من العواصف الرعدية.

يمكن أن يكون جدار الغبار الناتج عن عاصفة ترابية بطول أميال و ارتفاعه عدة آلاف قدم.

كيف تتشكل العواصف الرملية ؟

العواصف الرملية هي ظاهرة مرعبة حقًا تسبب الفزع و تجتاح عدة مناطق من العالم، و تسبب الدمار لكل ما تقابله و حتى أنها تحصد أرواحًا أثناء تنقلها.

هناك ثلاثة أنواع من العواصف الرملية التي قد تندرج تحت مصطلح “عاصفة ترابية“.

يختلف كل نوع من الثلاث أنواع في كيفية تكوينها و مناطق ظهورها و خصائصها.
تنقسم الأنواع الثلاثة للعواصف إلى عاصفة ترابية و عاصفة رملية و عاصفة غبارية.


لفهم قدرة الله تعالى في تسخير قوى الطبيعة المذهلة حقًا، سنذكر كيف و أين تتشكل العواصف الرملية ، و العواصف الترابية، و الهبوب.

طبيعة الأعاصير الثلاثة

قبل أن نبدأ البحث في طرق التمييز بين الأنواع الثلاثة للعواصف الترابية و الرملية و الهبوب، يجب أن نعرف معنى الغبار.

يمكن أن يتضمن الغبار أشياء كثيرة مثل البكتيريا، الجراثيم، بلورات الملح من البحر أو المحيط، بعض المخلفات، وحبوب اللقاح.

توجد جزيئات من الغبار حولنا بكل مكان، على الأرض، و على سطوح الكتب لدينا ، و في الهواء.

الغبار يحيط بنا و نستنشقه بشكل طبيعي، لكن أجسامنا بها مرشحات طبيعية في الأنف، تساعدنا في الحفاظ على صحتنا.

الحقيقة أن جزيئات الغبار لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة، ويمكن أن تؤدي إلى عواصف ترابية مخيفة للغاية في المناطق القاحلة.

العواصف الرملية

غالبًا ما تحدث العواصف الرملية في الصحاري حيث يوجد الكثير من الرمال و الكثبان الرملية.

تعتبر الرمال أثقل بكثير من الجزيئات الأخرى من التراب و الغبار، لذلك فهي لا تحدث إلا في وجود رياح قوية بشكل استثنائي لحملها عن الأرض.

حتى مع شدة الرياح القوية الضخمة ، لن يتعدى ارتفاع العاصفة الرملية 50 قدمًا بكل حال من الأحوال.
ومع ذلك يعتبر هذا لا يزال مرتفعا بما يكفي لتناثر الرمال في كل مكان.

الهبوب

الهبوب هي نتيجة العواصف الرعدية الشديدة التي تسبب رياح قوية.

الهبوب تشبه إلى حد بعيد العواصف الرملية لأنها تحدث عادة في الصحاري أيضا و كذلك تحمل الرمال.
يعتبر الفرق الأساسي بينهما.

يمكننا أن نقول أن كل هبوب هو عاصفة رملية و لكن العاصفة الرملية ليست هبوب دائما، كذلك يعتبر الهبوب عاصفة محدودة المكان، لكن العاصفة الرملية ممتدة لأميال وتكبر تدريجيا.

العواصف الترابية

العواصف الترابية لا يلزم أن تكون ناتجة عن العواصف الرعدية و لا تتكون من جزيئات ثقيلة مثل العواصف الرملية.

بل قد يسببه مجرد دفعة تيار ريح مع قلة هطول الأمطار في منطقة ما، بينما تسمع عادة عن العواصف الرملية التي تحدث في الصحاري، فإن العواصف الترابية يمكن أن تحدث في أي مكان إذا كان هناك ما يكفي من الأتربة المتراكمة مع عدم وجود الأمطار في المنطقة.

كيف تتشكل العواصف الترابية

سواء كانت ناجمة عن تيار رياح قوية أو عاصفة رعدية أو مجرد عاصفة غبارية في السهول ، فإن أساس تكونها هي نفسها.

يمكن أن تحدث العواصف الترابية فقط في حالة تراكم كبير للأوساخ و الأرض و الأرض الترابية في منطقة ما ، وتحدد نوعية الغبار نوع العاصفة.

في المناطق الصحراوية القاحلة، ستجد النوعين الرئيسيين منتشرين، لكن العواصف الرملية أكثر حدوثًا، بينما في مناطق الجفاف تكون العواصف الترابية أكثر انتشارًا.

العاصفة الرعدية يمكن أن تسبب أي عاصفة ترابية ومع ذلك ، فإن الهبوب والعواصف الرملية تتكون بشكل حصري تقريبًا من العواصف الرعدية.

مع قوة العاصفة الرعدية، تحتاج إلى تيار رياح قوى متصاعد هذا التيار المتصاعد من الرياح سوف تبقي مياه الأمطار معلقة في الغيوم الرعدية الثقيلة.

يمر هذا المطر خلال دورة المياه، و يتبخر و يتكون سحابة أكبر و أكثر قتامة إلى أن تكون غزيرة لدرجة أنه لا يمكن لأية تيار هوائي أن يمسكها.

ثم ينزل الأمطار قوية وتزداد سرعة المطر بشكل أكبر من العاطفة الممطرة الطبيعية. قوة هطول الأمطار الثقيلة ستخلق رياحًا خاصة بها و تلك الريح تكون محملة و مختلطة بغبيرات ترابية أو رمال مما ينتج عنه عاصفة رملية رهيبة و خطيرة وكثيفة.

العواصف الترابية هي أكثر شيوعا قليلا يمكن أن تكون العواصف الترابية تتكون ببساطة لأن الأراضي السهلية لا تحتوي على جبال أو تلال أو أشجار لتعوق سرعة الرياح فتتزايد سرعة الرياح و قوتها حتى يمكنها أن تحمل آلاف الأرطال من التراب.

الخيار الآخر هو تيار مجرى منحنٍ يتحرك في دوامات دائرية، و يسبب تيارات رياح قوية بشكل لا يصدق على سطح الأرض ثم يلقيها مرة أخرى.

و مع ذلك، عندما تكون هذه الرياح على سطح الأرض، فإنها قد تلتقط الرمال و الغبار، و لأنها في مجرى دوامة ، فإن الغبار الذي كان موجودًا على سطح الأرض يتم رفعه و إلقاؤه في الهواء.

أين توجد عواصف الغبار؟

الآن بعد أن عرفت التفريق بين العواصف الترابية والعواصف الرملية و الهبوب، يحضر إلى ذهنك سؤال عن الأماكن المحتمل أن يحدث بها كل نوع.

و إجابة هذا التساؤل بسيطة هي أنه يمكن أن تنشأ العواصف الترابية في أي مكان لا تسقط فيه الأمطار ، و لا يوجد مباني أو عقبات التي يمكن أن تعيق سرعة الريح.

يمكن أن ينتج عن جغرافية المنطقة و نوعية النباتات أيضًا تشكل عواصف ترابية.

على سبيل المثال، العواصف الترابية شائعة في المناطق المسطحة و التي تحتوي على عدد قليل جدًا من الأشجار و النباتات.

تسمح هاتان الميزتان للرياح بخلق قوة دفع مما يتسبب في زيادة قوة الرياح و دفع المزيد من الغبار إلى الغلاف الجوي.

إذا اكتسبت الرياح قوة وسرعة في اتجاه معين، فيمكنك أن تتأكد من أن بعض العواصف اللعينة تتوجه في طريقك.

بخلاف ذلك، ستجد العواصف الترابية و العواصف الرملية و الهبوب تنشأ في مناخ صحراوي و جاف مثل صحاري أوراسيا و أفريقيا و كذلك جنوب غرب الولايات المتحدة.

غالبًا ما تكثر عواصف الغبار في فصل الصيف، و لكنها لا تقتصر فقط على الشهور ذات درجات الحرارة المرتفعة في السنة.

في أي ظروف مناخية، يمكن لعاصفة من الرياح المؤذية أن تلتقط الأوساخ والجزيئات الصغيرة و تجتاح مدينتك في أي موسم.

ما مدى خطورة العواصف الرملية ؟

على الرغم من أن العواصف الترابية قد تستمر لبضع دقائق قليلة فقط، إلا أن الغبار يمكن أن يبقى معلق في الهواء و يسبب مشاكل لأيام أو حتى شهور بعد هدوء العاصفة.

يمكن أن تكون العواصف الترابية – و آثارها الجانبية المترتبة – خطيرة لعدة أسباب:

تحذيرات من طقس العواصف الرملية

لذلك إذا كنت تخشى تقلبات الطقس التي تؤثر على حياتك اليومية و تشعر بعدم الارتياح و تعرف أن المنطقة التي تقيم فيها معرضة للرياح العاتية أو العواصف أو حتى الغبار، يمكنك الاستماع إلى محطة الطقس المحلية الخاصة بك!

يصعب التقاط عواصف الغبار على الأقمار الصناعية الفضائية لأنها مصنوعة من التراب الأرضي ، لذا فهي لا تظهر بالوضوح نفسه الذي يمكن أن تظهر بها السحب أو الأمطار.

لكن يجب أن يكون لمحطات أرصاد الطقس وسيلة للوصول إلى الأقمار الصناعية الخاصة التي يمكنها ذلك.

و بالرغم من ذلك، فإن الأقمار الصناعية للطقس في سلسلة الأقمار الصناعية البيئية التشغيلية المستقرة- لديها أداة يمكنها اكتشاف العواصف الترابية.

الأداة تشبه الكاميرا التي تلتقط الصور مع العديد من الفلاتر و المرشحات المختلفة، من خلال دمج ومقارنة المعلومات من هذه الأنواع المختلفة من الصور ، يمكن للعلماء اكتشاف بدايات عاصفة ترابية.


هذا يسمح بإنذارات و إعدادات مسبقة ، والتي يمكن أن تحافظ على سلامة السيارات و الطائرات و الأشخاص.

إذا تم رصد عواصف ترابية أو هبوب في منطقتك، فهناك بعض النصائح التي عليك أن تتذكرها لأن الأوساخ و الجزيئات المحمولة جواً يمكن أن تسبب الكثير من الاضطرابات الصحية :

ماذا أفعل عند مواجهة العواصف الرملية ؟

١. تجنب قيادة السيارة

إذا كنت تقود السيارة ، فعليك بالانسحاب قبل أن يصبح الوضع سيئًا و استمر في الانتظار.

٢. حماية عينيك والأنف والفم.

ارتداء قناع، نظارات، ملابس جلدية واقية للحفاظ على سلامتك.

٣.احتفظ بقارورة مياه للطوارئ.

ربما تطول فترة العاصفة وتحتاج إلى بعض الماء.

٤. احتفظ ببطانية معك في سيارتك.

إذا واجهتك مشكلة و اضطررت للتوقف على جانب الطريق، يمكنك استخدام بطانية كطبقة إضافية لحمايتك من الجسيمات التي يحملها الهواء التي قد تدخل سيارتك.

٥. انعدام الرؤية والخطر كبير.

كن مطمئنا، كن ذكيا، ابق هادئا. سوف تمر الأزمة، لا يهم إذا ضربت عاصفة ترابية أو عاصفة رملية أو هبوب منطقتك، فستكون فوضوية.
بصرف النظر عن مدى صعوبة تنظيف الغبار أو الرمل ، ستجده منتشرًا في الزوايا و الأركان لبعض الوقت.

بمجرد انتهاء العاصفة يمكنك فحص الأجزاء الداخلية و الخارجية لسيارتك لضمان عدم حدوث ضرر بها، وكذلك الوضع إذا كنت في المنزل عليك التأكد من الأضرار التي لحقت به إثر العاصفة.

في حين أن هذه العواصف يمكن أن تكون مخيفة ، إلا أن لدينا الكثير من الدراسات عنها أكثر من 100 عام مضت حتى لا تحدث كوارث مع توقع حدوثها و الاستعداد لها.

طالما أنك تعرف العلامات وما يجب فعله في حالة حدوث إحدى هذه العواصف الترابية ، يمكنك أن تبقي نفسك وأهلك في أمان.

المصادر

المنظمة العالمية للأرصاد الجوية

Exit mobile version