الحب للمرة الثانية بين الحقيقة و الخيال

الحب للمرة الثانية

“ونحب تاني ليه؟”سؤال قديم يتردد داخلنا بشكل عفوى ومتكرر على مدار مراحل حياتنا كاملة، السؤال أيضاً تم طرحه فى العديد من الأعمال الفنية القديمة والحديثة وآخرها المسلسل الرمضانى الشهير، بطولة الفنانة ياسمين عبد العزيز والفنان شريف منير. لذلك سنحاول اليوم نطرح عدّة إجابابت لسؤال حائر على مدار السنين، فربما وجد بعضنا الإجابة عن الحب للمرة الثانية .

ولكنه ليس العمل الفنى الوحيد كما قلنا الكثير من الأعمال طرحت السؤال الذى موجود أصلا بداخل كل واحد منّا، وزمان الست تسلطنت وسألت” وأحب تانى ليه؟ وأعمل بحبك إيه؟” وعلى مدار السنوات سألنا بعد كل أزمة أو تغير جديد شمل حياتنا ” ونحب تانى ليه؟”

عن الحب للمرة الثانية و تكرار الوقوع في الحب

الكثيرين منّا يتخيلون أن الحب قصة واحدة عريضة تستغرق الحياة كاملة منذ بداية الشعور أو حتى الطفولة وإلى ان تنتهى حيواتنا.

حتى إن غاب أحد الأطراف بالموت أو السفر فلابد أن تستمر القصة وتعيش، وهذا ما صدّرته لنا الأفلام والأساطير وهو بالطبع أبعد ما يكون عن الواقع.

ولأننا بشر ولأن التواصل بين المرأة والرجل حاجة من حاجات الإنسان الأساسية، بل وتأتى من أهم إحتياجات الأنسان وهى الحاجة للحب.

لذلك فبمجرد أن يصبح الأنسان وحيداً بلا أنيس يشعر بالضيق والكآبة مهما حاول أن يقنع نفسه أن حياته تسير على خير ما يرام، ويتردد السؤال كل يوم بل كل ليلة “و نحب تانى ليه؟” حتى نجد ما يقهر كل مشاعر التردد والخوف وفجأة تظهر كل الأسباب واضحة جليّة ولا تحتاج لتفسير.

أسباب الوقوع فى الحب للمرة الثانية

كل الأمور كانت تسير بشكل هادى ولا أمواج أو تغيرات فى بحر حياتنا على الأطلاق، حتى نقابل شخص بعينه فتنسى كل شىء ولا تستطيع السيطرة على إنفعالاتك أو دقات قلبك أو حتى روتين حياتك، كل شىء يتغير فجأة وكل تفصيلة تصبح مرتبطة فجأة بفعل ما من شخص ما، إن جاءت المكالمة صباحاً أو حتى رسالة فكله تمام، والدنيا تضحك والنهار يزداد جمالاً والناس تبتسم فجأة والأمور تتيسر بقدرة قادر.

واليوم الفارغ الخالى من أى إتصالات أو رسائل تصبح كل الأمور حولنا بالألوان الغامقة، ولكن السؤال الأن “إشمعنى ده؟” لماذا هذا الشخص دوناً عن غيره؟ هناك العديد من الأسباب التى وجد علم النفس أنها تسبب الوقع فى حب شخص دون غيره على سبيل المثال.

التشابه

مهما تحدث الأنسان عن أنه يحب الأخرين ولا يهتم لنفسه بقدر إهتمامه بمن حوله فلا تصدّق، فلا أحد يحب أحد بقدر حبه لنفسه ولذلك فإن التشابه من أوائل الأسباب التى تجعلنا نميل لشخص دون غيره، فبعضنا يميل بشكل واضح للأشخاص التى تشبهه فى الطباع، بالطبع لا يوجد سبب واحد يصلح لإيقاع الجميع فى الحب ولكن هذا السبب وراء وقوع الكثيرين.

نفضّل أن نكون مع شخص يحب ما نحب عنده بعض الهوايات المشتركة، عندما نكون سوياً نجد ما نتحدث حوله لساعات، إذا قررنا الخروج فغالباً ما سنطرحه من إختيارات ستسعدنا معاً وغالبا ما سنمتلك نفس الحماس لها، وهكذا فإن التشابه فى بعض الطباع أو الصفات أو الهوايات سيجعل حياتنا أكثر يسراً ومتعة وبهجة وسيخلق بيننا أوقات لا تُنسى.

القرابة

على عكس كل التوصيات بالهروب من الأقارب فى الأرتباط ولكن فى الحقيقة لا يستطيع أحد إنكار أنه من أهم أسباب الوقوع فى الحب.

ربما يرجع هذا للتقارب لفترات طويلة من عمرنا ومعرفة التفاصيل الدقيقة عن حياة بعضنا، وبعض المحضوظين تبدأ قصصهم مبكراً جداً منذ الطفولة والمشاركة فى مواجهة الصعوبات تخلق الميل المشترك والذى غالباً ما يتحول لأقوى أنواع الحب.

كما أن فى مثل هذة القصص تقارب الثقافات وأسلوب التربية والبيئة التى نشأ الطرفين فيها والمستوى المعيشى، كل هذة عوامل تزيد فرصة التقارب بين الطرفين وخلق حالة خاصة جداً من الحب.

الشكل الخارجى

مهما حاولنا الحديث عن الروح أو التفاصيل الداخلية وربما خفة الدم كل هذا جميل بلا شك ولكن لا يسعنا أبداً إنكار أن الشكل والمظهر الخارجى من أهم أسباب الوقوع فى الحب، فهذا السبب بالذات أُقيمت له فرع كامل من الحب يسمى الحب من أول نظرة، وليس المقصود هنا بالطبع أن يكون الشكل جميلاً بمقاييس الجمال العادية.

المقصد هنا ليس الجمال إطلاقاً وإنما أن تحدث الشرارة فلكل منا ذوقه الخاص جدا فى الجمال، كما أن الشرارة يمكن أن تحدث بينك وبين شخص لا ينتمى لذوقك على الأطلاق، ولكن هذا هو الحب كل الأجتهادات لتفسير أسبابه ما هى إلا إجتهادات قد تفلح وقد تتحول لمجرد سفسطة، فهو القادر دائماً على كسر القيود والخروج عن المتوقع والمألوف.

الإعجاب المتبادل

قد ترى أحدهم فتنخطف عينك للحظة ثم تنسى و تنشغل فى يومك العادى، ولكن إذا أصابت الشرارة الطرف الأخر أيضاً وربما بشكل أكبر منك فسعى خلفها، حاول لفت إنتباهك بشكل أو بآخر فإن ذلك وبلا شك يزيد من شعورك بالحب تجاه، “فالنفس تميل لم يهواها” الأهتمام والأعجاب يولدا الحب لا شك فى ذلك فإذا حدثت الشرارة الأولى فإن إعجاب الطرف الأخر سيصعّد الموقف للمستوى التالى بلا شك.

الصداقة

الصداقة تعنى هنا أننا تقابلنا ولم نشعر بشرارة غريبة ولكن حدث إرتياح إستطعنا التعامل بكل سهولة وبساطة، جرت الأمور بيننا بشكل سلس على غير التعامل مع أى شخص أخر، فى البداية لا يخطر فى بالنا أى شىء غير أن هذا نوعاً خاصاً جداً من العلاقات صداقة راقية يجب الحفاظ عليها بكل مرتخص وغالى.

لا يخطر فى بالنا غير ذلك لدرجة أنه أحياناً نبدأ فى الحديث والحكى لبعضنا عن محاولات الوقوع فى الحب الفاشلة، والأشخاص التى تريدنا معاها، والأشخاص التى نريدهم معنا حتى ندرك بعد كثير وغالباً بعد فقدان أحدنا للأخر بشكل ما أننا كنّا نعيش أعظم قصة حب دون أن ندرك، والفن تحدث كثيراً جدا عن مثل هذة الحالات وأشهرها العلاقة بين تشاندلر ومونيكا جيلر فى مسلسل” friends” وكذلك تم عرضها فى الكثير من الأفلام مثل “the ugly truth” and” love ,rose” وهكذا فهذا السبب من أشهر الأسباب.

إقرا أيضا: أنواع قصص الحب المؤثرة

هل يحق لنا الوقوع المتكرر فى الحب للمرة الثانية

كما تحدثنا قبل ذلك أن ثقافتنا كشعوب عرب على إختلاف ديانتها فإن ثقافتنا تميل لأسطورة المرة الواحدة، فعليك العيش دائماً فى إنتظار هذة المرة وإن جاءت ولم تنجح لأى سبب، أو إنتهت بأى شكل من الأشكال حتى وإن كان موت أحد الأطراف فإنه عليك العيش على الذكرى وهذا هو مقياس الوفاء، مما ينافى الطبيعة الإنسانية قد يحدث هذا فى حالات قليلة جداً وإستثنائات يرضى أصحابها بالعيش هكذا دون أدنى شعور بالإحتياج ولكنها بالطبع ليست القاعدة ولا تمت للقاعدة بصلة.

نحن فى حاجة لمعرفة الطبيعة الإنسانية وإحترام إحتياجتها وتفهم أن هذا لا ينّم عن الوفاء أو الإخلاص بشكل من الأشكال، وإنما فى نظرى هو إحدى مظاهر النفاق الإجتماعى، هو فقط الظهور بمظهر غير الحقيقى لإرضاء المجتمع والتماشى مع العادات والتقاليد وهو أمر مجبر عليه الكثيرين ولكسر هذة الدائرة يحتاج الشخص لمواجهات ضاغطة قد لا يحتملها.

المصادر

Exit mobile version