الحالم المجتهد

أخجل من نفسى كثيرا هذه الأيام ،فعقلى لا أتحكم به، لقد فقدت السيطرة عليه كلية، فهو يجول فى خواطر الأحلام والوقت لايسمح بذلك. فالعالم يركض من حولى وأنا فى غفلة أحلامى، لكن هيهات لعقلى من موعظتى، فهو يضرب بها عرض الحائط، ويرينى ألوانا من الآمال نسجها وزينها لى بألوان مخملية .

أحيانا يعجبنى ما ينسجه لى، فأتركه يقودنى فى أحلامه ،وأحيانا أوقفه رغما عنى خشية على نفسى من أن أصدقه فأستيقظ من أحلامى على الواقع الخالى من آمالى .

لكن ما العيب فى أن نترك لأنفسنا مجالا للأحلام؟ وما العيب أن نسبح فى بحار الطموح والآمال؟ وما العيب إن كان الحلم كبير، والطموح عالى، والتحقيق غالى،والأمل بعيد؟

هل كل ذلك يعد سببا قويا للوقوف عائقا ضد أحلامى؟

ثم لماذا نقسو على أنفسنا ونصدمها بأن ما تعيشه هو خيال ولا سبيل لتحقيقه؟

رفقا بجوارحنا فالذى حل بها ما هو إلا حصائد أعمالنا.

قد يكون الحلم بعيد، والمراد صعب النيل، والطموح لا يشبع، والآمال كثيرة،لكن مع كل ذلك فإن الأمل فى ربى كبير ،قد يؤخر لى بعض أمالى لحكمة هو يعلمها، المهم أنى أثق بخالقى وما لى من أحد سواه فإن تركنى  فى هذه الحياة لنفسى ،فهذه هى الخسارة الحقيقية! فلا حياة من غير معية الله ورضاه علينا.

إن الأحلام لا تعيب صاحبها مهما كبرت وبعدت عنه،لكن ما يعيبه حقا هو عدم السعى فى تحقيقها .فالكثيرون يجتازون إختبارات عديدة على مختلف أشكالها، وأغلبهم يحلم أن يحصل على أعلى الدرجات ،لكن واحدا فقط من بينهم هو من يحصل على المركز الأول، أتدرون من هو؟!

هو ذلك الشخص الذى حلم ،وتمنى، ثم سعى، وإجتهد، وأخذ بالأسباب، وتوكل على الله، وفعل كل مابوسعه وكان واثقا فى الله، فنال ما طمح وما سعى إليه.

(فالجزاء من جنس العمل)،( ومن جد وجد، ومن زرع حصد)، (ولكل مجتهد نصيب).

فعلينا جميعا أن نكون  ذلك( الحالم المجتهد) لتصبح أحلامنا حقيقة ،وطموحنا واقع ملموس.

Exit mobile version