الثبات الإنفعالي و التحكم فى مشاعرك

العواطف والحساسية العاطفية ، و المشاعر عموما أمر جيد وهام ، و لكن عند مستوي معين يمكن أن تصبح مشكلة، سوف تتعلم في هذا المقال عن كيفية التحكم في مشاعرك القوية الجارفة وفي الثبات الإنفعالي الخاص بك حتى تصبح عونا لك وعامل مساعد فى حياتك، و ليست عدو و عامل هدم و إنهزام.

فالحساسية الزائدة و الإفراط فى العواطف وعدم القدرة علي الثبات الإنفعالي يمكن أن يجعلك تشعر بالإهانة في بعض المواقف و هى إهانة لا سبب لها حيث لا يوجد إهانة من الأساس، أو علي الأقل لا يقصد شريكك او نظيرك ذلك، ولكن فقط اسئ تفسير التفاعلات العادية و اليومية مرارا وتكرارا من جانبك.

الأمر الذي يصل بصاحبه فى معظم الأحوال إلي انه لا يستطيع ان يعيش حياته بالسعادة و الصحة كما يجب عادة، لذلك عليك أن تحافظ دائما علي التوازن الجيد بين مشاعرك الجارفة و حساسيتك الشديدة وبين إحساسك السليم و تحافظ علي الثبات الإنفعالي لديك.

فعليك تعزيز ثقتك بنفسك ، و إكتساب قدر معقول من المرونة، بحيث لا تترك نفسك تحت وطأة هذا الضغط الوهمي مرارا و تكرارا مما يتلف نفسيتك وجهازك العصبي و يجعل ردود أفعالك متطرفة وغير محسوبة وربما تضر بك ومستقبلك وعلاقاتك بشكل كبير.

خطوات التحكم في الثبات الإنفعالي لديك

أكتشف مشاعرك و أسباب الحساسية المفرطة لديك

ما هي أسباب الحساسية المفرطة لدي البعض؟

أكتشف العلماء ان جزءا من الحساسية المفرطة لدي بعض الناس يكون سببه وراثيا، فإن كنت علي مستوي عال من الحساسية فربما راجع ذلك فى جزء منه لأسلافك، حيث ان حوالي 20 % سكان العالم يعانون من الحساسية البالغة، وعدم القدرة علي التحكم في الثبات الإنفعالي لدي البعض يعود الي الأسلاف و جيناتهم.

ووجدوا ان الأمر لديهم يرتبط جينيا فى نسبة منه، و لهذا فهم أكثر عرضة للمحفزات المموهه التى لا يلاحظها معظم الناس ولا يشعر بها الأخرين ، بل ويشعرون بتلك المحفزات و تثير عواطفهم بشكل أكثر كثافة ربما من الأمور الطبيعية العادية.

ترتبط هذه الحساسية الشديدة بجين يؤثر بدوره على هرمون يسمي “نورإبينفرين”، وهو هرمون إجهاد يعمل أيضا فى دماغك بإعتباره ناقلا عصبيا و محفزا للإنتباه و إستجابات لمثيرات الحواس الخمس.

الثبات الإنفعالي و التحكم في مشاعرك تعتبر نعمة وليست نقمة، في أمر موروث جينيا لديك من أسلافك، و النظرة الي هذا الامرتختلف باختلاف ثقافة المجتمع الذي تعيش به و كيفية النظر الي تلك الصفة في الأنسان، فقد ولدت بتلك الصفة و المهم أن تقوم باستغلالها بالاتجاه الصحيح لا ان تهتم باراء الناس من حولك بك.

أختبر نفسك لمعرفة نسبة الثبات الإنفعالي لديك

إن لم تكن متأكدا بعد من مستوي حساسيتك ومستوي الثبات الإنفعالي لديك، فغالبا ما تسمع هذا التعليق من الآخرين اننا شديدوا الحساسية و لكن لا ندرك ذلك بأنفسنا فى أنفسنا.

يمكنك القيام بإجراء إختبار من إختبارات الشخصية المعتمدة حيث يمكنك أن تتحقق من مستوي حساسيتك ومستوي الثبات الإنفعالي وقدرتك علي التحكم في مشاعرك ، وما إذا كنت شديد الحساسية حقا، ويمكنك الحصول على هذا الإختبار عن طريق الإنترنت أو فى أدلة وكتب علم النفس ، يمكن ان تساعدك الأسئلة المطروحة على التعبير عن مشاعرك وتجاربك وتصنيفها.

العلاج بالكتابة

أستكشاف قدرتك علي التحكم في مشاعرك و الثبات الإنفعالي لديك عن طريق كتابة مذكرات، يمكن أن يساعدك ذلك علي فهم مشاعرك و تصنيفها بشكل أفضل إذا كتبت عنها.

من الهام ان تجعل تلك المذكرات من أجل التعبير عن مشاعرك، لا رصد للمواقف ومن هنا ستتمكن من التعرف بشكل أفضل عما يثير ردود الفعل العاطفية المفرطة لديك، بالإضافة إلي ذلك، يمكنك معرفة متى يكون رد الفعل المناسب وماهو مستوي شدته.

الثبات الإنفعالي مع المتنمرين حولك

لا تسمح للآخرين بالتنمر عليك ، لسوء الحظ ، غالبا ما يصبح الأشخاص ذوو الحساسية الشديدة ضحايا للإهانات و البلطجة و غالبا ما يطلق عليهم المتنمرون من البشر ألقاب تشعرهم بالإهانه مثل ( الطفل الباكي ) ( الكتكوت الضعيف ) ( يا سوسو ) والأسواء من ذلك.

ان هذه الإهانات تصبح فى بعض الأحيان مصطلحات وصفية يستخدمها أشخاص آخرون عندما يتحدثون عنك، مع مرور الوقت، قد تصدق هذا الهراء و تبدأ فى رؤية نفسك بهذا الشكل وتستسلم لهذا الشعور وتتقمص تلك الشخصيو بالفعل، بدلا من رؤية الشخص الحساس بداخلك والإعتراف به والتعامل معه، والذي قد يبكي أكثر قليلا من الآخرين، ولكن ليس إلي الأبد، فإنك تركز فقط على جانب واحد من شخصيتك، وتهمل باقي جوانبك.

هذا يمكن ان يشكل مشكلة كبيرة لآن هناك خطر من أنك سوف تحدد نفسك فى إطار ضيق وتختذل حياتك فى أمر ضيق جدا.

علي سبيل المثال : فتاة تسير فى الطريق تبكي بسبب تعرضها لخيبة أمل ولم تتمالك نفسها فبكت فى الشارع فينعتها أحدهم ( بالطفل الصغير )، فبدلا من آخذ هذا الموقف فى قلبها والشعور بالضعف لانها بكت فى طريقها كالطفل الصغير، عليها ان تخاطب نفسها بشكل أفضل وأكثر فائدة فهي تعلم انها ليست طفل صغير وهى لا تصرخ كالطفل هى عليها فقط ان تقول لنفسها ( أنا أعلم أنني أتفاعل فى بعض الأحيان عاطفيا تماما و أن الثبات الإنفعالي لدي ليس بالمستوي الكافي. ففي بعض الأحيان أبكي وأعبر عن مشاعري حيث لن يفعل الآخرون، وسأعمل على نفسي حتى أتمكن قريبا من الإستجابة  بشكل أكثر ملائمة لمثل تلك الأحوال، كما انه من المخزي فعلا إهانة شخص يبكي بالفعل، لن أفعل مثله والحمدلله انني اكثر حساسية من مثل هؤلاء حتى لا أفعل ذلك يوما، بل سأكون أكثر تعاطفها من مثل هذا الإنسان وسوف أقدم له الدعم والتعاطف وربما المساعدة إن كان فى حاجة إليها ).

تحديد ما يثير مشاعرك ويجعلها حساسة

تحديد مسببات الحساسية لديك، اي ان عليك ان تعرف بالضبط ما الذي آثار المشاعر لديك – ربما لن يكون الأمر سهلا كما يبدو حيث عقولنا تقوم بتطوير أنواع معينة من الإستجابة التلقائية لمحفزات معينة دون التفكير فى الأمر ، ولكن لحسن الحظ يمكن ” إعادة برمجة ” عقلك و إنشاء أنماط جديدة

كيف تقيم الثبات الإنفعالي لديك؟

عليك أن تتحقق ما إذا كنت تعتمد فى تقييم نفسك والشعور بقيمتك بناء على المشاركة هل تميز نفسك من خلال العلاقات المتبادلة ؟ ، هل تعتمد فى هويتك وثقتك فى نفسك بأكملها على تصرفات وردود أفعال الآخرين أو حتى شخص بعينه ، هل تشعر ان الهدف من حياتك هو ان تكون موجود من أجل شريك حياتك وان تقوم بتقديم التضحيات له ؟ ، هل تتعرض للدمار عندما ينتقد شريكك مشاعرك أو أفعالك ؟

للأسف فإن الإعتماد على الشريك فى هذه النقطة شائعا خاصة فى العلاقات الرومانسية خاصة لدي النساء، و يمكن ان يحدث فى اى نوع من العلاقات أيضا، وفيما يلي علامات الإعتماد على العلاقات فى تقدير الذات :

خذ الأمور بهدؤ وبطء

إن التعامل مع مشاعرك، خاصة فى الأمور الأشد حساسية فى حياتك، هو عمل شاق. لذلك لا تضع نفسك تحت ضغط كبير.

حيث ثبت نفسيا انه عند مغادرة منطقة الراحة الخاصة بك إذا كنت ترغب فى تطوير نفسك، أمر تقابله نفسك بمقاومة شديدة لذلك عليك ان تفعل الأمر بهدوء وبطء، ولكن إذا كنت تريد ان تفعل ذلك بسرعة كبيرة ، فإنك تخاطر بنكسات كبيرة.

أسمح لنفسك ان تشعر بما تريد

لا يعني التخلص من الحساسية الزائدة و التحكم في الثبات الإنفعالي لديك انه لم يعد بإمكانك الشعور بأي شئ.

فى الواقع يمكن أن يكون قمع او إنكار عواطفك ضارا للغاية بدلا من ذلك، يجب عليك أن يكون هدفك هو قبول المشاعر ” غير المريحة ” مثل الغضب أو الحزن أو الخوف أو الجزع ، والتى تعد مهمة لصحتك العاطفية مثل مشاعر الفرح والسعادة ” الإيجابية ” دون السماح لهم بالسيطرة ، فقط محاولة لتحقيق التوازن بين مشاعرك.

مجرد ان تدرك ان لديك وقتا وراحة فى ” مكانك الآمن ” للتخلي عن مشاعرك سيجعل من السهل عليك أداء واجباتك اليومية.

تحليل أفكارك

تعلم كيفية التعرف على التحيزات المعرفية

عليك ان تتعلم كيفية التعرف على التحيزات المعرفية التى قد تجعلك حساس للغاية.

التحيزات المعرفية هي أنماط فكر وردود أفعال ضارة قد أكتسبها دماغك بمرور الوقت. يمكنك معرفة كيفية التعرف عليها عند حدوثها.

عدم شخصنة الأمور

التعرف على تلك الأوجه ” الشخصنة و التخصيص” حيث يمكن يحدث فى فكرك تشوه نموذجي يمكن ان يسبب حساسية مفرطة ، عندما تقوم بشخصنة الأمور، فإنك تجعل نفسك عرضة لتشغيل الحساسية لديك لأسباب أو أشياء لا علاقة لك بها بالفعل أو تلك الأمور التى لا يمكنك التحكم بها من الأساس ، حيث أنك فى تلك الأحوال تأخذ أمور لا تخصك و لا تستهدفك إطلاقا بشكل شخصي.

فرق بين الفعل ” السلوك ” والشخص

أفعال الناس لا تدل عليهم بل تدل فقط على سلوكياتهم ، وانت كذلك أفعالك ليست أنت، لذلك فإنك عندما تصنف نفسك أو توصفها بوصف ما فأنت تعمم الصفة على شخصك وتضع ذلك الملصق على نفسك ربما بناء على حدث واحد مما يجعلك تسير باقي أمورك وحياتك كاملة بناء على أمر شديد المحدودية لذا فإن هذا النوع من التفكير شديد الخطورة ، لذلك عليك ان تفرق بين ما تقوم به ومن أنت.

أضبط معاييرك الخاصة للتحكم في الثبات الإنفعالي لديك

كن واقعى وان تضع معاييرك لنفسك ، فغالبا ما نضع تلك المعايير بغير وعى منا ، وغالبا ما تكون مرتفعة بدرجة ان اي بيانات آخري تأتي تناقض تلك المعايير تكون ضارة لنا بشكل كبير ، لأن معتقدتنا عن أنفسنا غالبا ما يكون مبالغ فيها بشكل كبير ، حيث انك غالبا ما تستند فى تكوينها إلي أمور واراء خارجية وأنماط لا علاقة لها بك بدلا من أن تركز عما هو مهم حقا بالنسبة لك وماهو منتج بالنسبة لحياتك ومستقبلك ، حيث انك فى كل مره تحاول تطبيق تلك المعايير غير الواعية التى فرضتها على نفسك على النحو السابق بيانه فإنك لا تنجح حقا وفى كل مره تنتهك أحد تلك المعايير تعاقب نفسك بشدة على ذلك وتحبطها ، حيث ينتهى بك المطاف الي الدوران فى حلقة مغلقة من الشعور بالذنب والإحباط و الغضب.

مشاعرك ليست هي الواقع

تعرف على حجج العاطفية ، وعليك ان تواجه نفسك بحقيقة أن مشاعرك ليست هى الواقع ، انت تفترض أن مشاعرك هى حقائق مسلم بها ، وهذا النوع من الإدراك مشوه لأقصى درجه ومع الأسف شائع للغاية ، ولكن مع القليل من التمرين على التفكير الواعي والممارسة يمكنك ان تعلم نفسك كيفية التعرف عليه ومكافحتة.

الخلاصة :

  1. لا تكن صعبا للغاية علي نفسك بسبب أخطاءك الصغيرة ، فذلك لن يجعلك أكثر هدؤ فقط بل وسيخفض من شعورك بالإحراج أمام الآخرين بل وسيجعلك أكثر تعاطف مع نفسك ومن حولك.
  2. لا عليك أن عليك أن تشرح بإستمرار مخاوفك لتبرير تصرفاتك أو مشاعرك ، ابقي هادئا فقط.
  3. أرفض الأفكار السلبية ، فالحوارات السلبية الداخلية يمكن أن تكون ضارة جدا لك ، إذا وجدت نفسك تنتقد نفسك أكثر من اللازم مره آخري ، أسأل نفسك ، ” كيف سيكون شعور شخص آخر لو وصفته بما تصفه به نفسك الآن ؟ ”
  4. المثيرات العاطفية بطبيعتها فردية للغاية ، حتى لو كنت تعرف شخصا لديه نفس الشعور أو نفس السلوك بعبارة أدق ( نفس رد الفعل ) لا يعني هذا ان مشاعره تتأثر بنفس ما يؤثر عليك ، حيث لا توجد أنماط عامة فى هذا الشأن ، مما يعني ان عليك ان تحلل نفسك بنفسك وتتبع مرشدك الداخلي بوعي بعدما توقظه.

يمكنك أيضا قراءة: التحكم في الغضب و كيفية التعامل مع الغضب في المواقف المختلفة .

مصادر مقال الثبات الإنفعالي

Exit mobile version