التفكير الزائد والقلق و كيفية التخلص منهم

التفكير الزائد

إنها قاعدة ذهبية ان تفكر قبل ان تتحدث او قبل الإقدام على فعل ما، و لكن إن اسرفت فى التفكير إذا فات وقت الإقدام على تصرف ما بسبب التفكير أكثر من اللازم، أو إذا كنت تعتقد أنك فى حالة من الخوف والهلع الذي لا يمكن السيطرة عليه، حيث ان القاعدة أن ما زاد عن قدره المعقول أنقلب للضد و منها التفكير الزائد في الأمور.

هل تبحث عن طريقة لوقف كثرة التفكير الزائد فى كل شئ، الاجابة ستجدها في مقالنا التالي.

ماهو التفكير الزائد

التفكيرهو العملية النفسية المستخدمة لمعالجة المعلومات و التفكير الزائد هو أعادة التفكير في تلك المعلومات مئات المرات مما ينتج عنه قلق كبير لدي الشخص

حيث ان كل منا له تمثيلات معرفية لهياكل المشكلات و التى يتعامل معها بنشاط من أجل هيكلة الموقف محل الخبرة وحل المشكلات القائمة علي أساس تلك الخبرة.

و التفكير هو ما يميز الإنسان عن غيره من المخلوقات، فنحن من خلال التفكير نحلل الأفكار و نتخذ القرارات، و نخلق الآراء.

ولكن هناك البعض بسرفون فى تلك العملية فتستمر أفكارهم تدور حول موقف بعينه او عدة مواقف فلا يتخذون خطوات لحل المشكلة أو ربما يحتاجون للإقدام على فعل.

و التفكير عملية هامة وطبيعية من أجل الوصول لتلك الحلول والإختيارات ولكن الإسراف فيها يفوت علينا إتخاذ القرار فى الوقت المناسب وربما يفوت علينا إتخاذ القرار الصحيح لآنه كلما زاد حدة التفكير كلما زادت المخاوف وتعمقت فى قلوبنا.

كذلك ربما يسرف البعض فى التفكير فى الماضي ومشكلاته و آلامه مما يعوق تقدمهم فى وقتهم الحالي الذي يعيشونه حقا، التفكر والتأمل فى الماضي أمر جيد عندما يكون للإعتبار والتعلم، ولكن التفكير الزائد فى الماضي والتحسر عليه والعيش فيه أمر ضار جدا بصاحبه حيث يفقده حاضره ومستقبله وقلما تجد هؤلاء يتعلمون من أخطاءهم بل بالرغم من تفكيرهم المستمر فى الماضي إلا أنهم يعيدون أخطائه بإستمرار.

التفكير الزائد سلاحا ذو حدين فكما نري يصبح بالغ الضرر عندما نبالغ فيه.

أسباب التفكير الزائد

يرتبط دائما التفكير الزائد عن الحاجة بمشكلة القلق، حيث ان القلق من الأسباب الرئيسية لمشكلة التفكير الزائد ، ومن أهم أسباب التفكير الزائد ما يلي:

القلق الإجتماعي

ويعاني منه بصفة خاصة الخجولين ، حيث يقلق الخجول مما يجب أن يقال وما لا يجب، ويقلقون بشدة من تصرفاتهم وأفعالهم، وربما يعتذرون كثيرا عن أمور لم يلحظها غيرهم

وعلاج التفكير الزائد فى تلك الحالة أمر غاية فى الأهمية والحساسية حيث ان التخلص من الخجل أمر هام للغاية والتخلص من كثرة التفكير نصف علاج الخجل وأكثر.

الخوف من الرفض

هذا النوع من الخوف منتشر كثيرا، فبعض الناس تفكر كثيرا قبل الإقدام على اي تصرف، حيث يخافون من رفض الآخرين لهم، وعدم قبولهم قراراتهم أو تصرفاتهم أو إبداعاتهم.

وفى الحقيقة من يبحث عن رضا الجميع لن يصل لشئ، لذلك على الإنسان تحكيم شريعته والقواعد الأداب العامة فقط لا الآراء الفردية لمن حوله.

الخوف من الفشل

فى الواقع إن أخطر نوع من الخوف هو الخوف من الفشل، ولا شئ يستحق ان تخاف منه سوي ان يكون لديك هذا النوع من الخوف، حيث حين تخاف من الفشل فإنك لا تقدم على أي فعل مطلقا، لكن مع المحاولة ربما تنجح وربما تتعلم، فالفشل ليس أن لا تصل مساعيك لهدفك، بل ان تتوقف عن التعلم من تجاربك، وأن تتوقف عن المحاولة.

تجارب الماضي المؤلمة

جميعنا مررنا بتجارب صعبة فى الماضي، وكان لها آثر سلبي علينا، ولكن يكفي ان نتعلم الدرس ولا نكرر الخطأ الذى أوقعنا فى تلك التجربة، فلا يحتاج منا الأمر أكثر من إستخلاص العبر والدروس من الماضي، ومن ثم نري الجزء الإيجابي فى الموقف هو انه أعطانا خبرة تجنبنا الآلم مرة آخري.

اضطرابات الوسواس القهري

إن كنت تعاني من مثل تلك الإضطرابات تحتاج اللجؤ إلي معالج نفسي أو طبيب نفسي لتحل تلك المشكلة.

طرق التخلص من التفكير الزائد

هناك العديد من الطرق و الوسائل التى تساعدك على الحد من التفكير الزائد ، و الرجوع إلي المعدلات الطبيعة.

نذكر منها ما يلي :

تخلص من أفكارك

تقبل أنك تكثر من التفكير

التفكير مثل الأكل، يجب فعله من أجل البقاء على قيد الحياة. لذلك، غالبا ما يكون من الصعب تحديد متى نفكر أكثر من اللازم ومتي نفكر بشكل طبيعي، ومع ذلك هناك بعض علامات التحذير التى يمكن أن تشير أنك تقلق كثيرا. إليك بعضها :

التأمل

إذا شعرت أنه لا يمكنك التوقف عن التفكير الزائد ، فعليك أولا أن تتعلم كيف تتخلي عن أفكارك بحيث يمكنك القيام بوعي لا حقا.

فالتفكير يشبه التنفس : انت تفعله طول الوقت دون وعى توقف ودون ان تدرك ذلك. ولكن يمكنك أن تحبس أنفاسك إذا لزم الأمر. عن طريق التأمل كذلك يمكنك التخلي عن الأفكار التى ترغب فى التخلي عنها.

مارس الرياضة

الرياضة يمكن أن تساعدك كالجري أو الجري السريع فى إيقاف جميع أفكارك المزعجة حيث تجعلك تركز علي جسمك.

من خلال المشاركة فى الأنشطة الحركية بشكل خاص ، مثل اليوجا أو الكرة الطائرة الشاطئية ، ستركز على جسدك بحيث لن يكون لديك وقت لأفكار غير ضرورية أو أكثر من اللازم ، يمكنك أن تجرب الأشياء التالية :

اقرأ ايضا: 16 فائده من فوائد الرياضة

قل أفكارك بصوت عال لنفسك. بعد تتحدث بصوت عال، حتى لو كنت تحدث نفسك، فهذا يعني انك قد بدأت فى التخلي عن تلك الأفكار التى تحدثت عنها، يمكنك أيضا التجول إذا كان ذلك متاح لك وسهل فى تلك اللحظة بمجرد ان تتحدث عن أفكارك ، فإنك بذلك خدعت عقلك ، جيث أوهمته انك ادخلت أفكارك فى حيز التنفيذ وأخرجتها للعالم.

أطلب المشورة

ربما قد قتلت الأمر فكرا وبحثا ، لكن شخصا آخر تثق فى تفكيره وحبه لك ، ربما يجعل القرار أسهل . هذا يمكن أن يساعدك علي التخلي عن الأفكار المثيرة للقلق.

يمكن أن يساعدك صديق لك علي قدر كبير من الحكمة والثقة فى حل مشاكلك ، ويجعلك تشعر بتحسن ، وربما تدرك ان قد قضيت وقتا طويلا فى التفكير والأمر كان ابسط مما صورت لك أفكارك.

السيطرة على أفكارك

قائمة القلق

قم بعمل قائمة بكل الأشياء التى تقلقك، ولا يهم ان كنت تكتبها علي ورق او على جهاز الكمبيوتر الخاص بك، أولا يجب عليك تحديد المشكلة، وتدوين الخيارات المتاحة أمامك، ثم إنشاء قائمة بالإيجابيات والسلبيات لكل خيار.

إذا رأيت أفكارك أمامك مكتوبة، فسيساعدك ذلك على عدم المرور بها فى راسك والتفكير فيها مرارا وتكرارا. إذا كنت لا تستطيع التفكير فى اي شئ آخر تكتبه ، فسيدرك عقلك انه قد حان الوقت للتوقف عن التفكير.

أعد قائمة بالمهام

قم بعمل قائمة بجميع الأشياء التى تحتاج إلي القيام بها فى كل يوم، فبترتيب أولوياتك عن طريق تلك القائمة ووضعها فى مكان قريب من متناول يدك طوال الوقت.

ستدرك حتما أن لديك أشياء آخري عديدة أكثر أهمية للقيام به بدلا من الجلوس والتفكير فى معنى الكون ! أسرع طريقة لتنظيم أفكاركهى التركيز على نشاط واحد.

علي سبيل المثال، إذا كنت قلقا من أنك قد نمت عدد ساعات أقل من اللازم مؤخرا ، فيجب عليك علي الفور وضع خطة للحصول على قسط كاف من النوم مرة آخري ، بدلا من إضاعة الوقت فى التفكير.

القائمة يمكن أن تكون عملية و تساعدك على التعامل مع أشياء أكبر ، على سبيل المثال :” قضاء المزيد من الوقت مع العائلة ”

خذ بعض الوقت يوميا للتركيز على أفكارك

أختر وقت محدد يوميا حيث يمكنك أن تحلم، قد يبدو الأمر مجنونا، ولكنك ستندهش حيث ستضيع فى أفكارك ومن ثم سيساعدك ذلك على التحكم فى أفكارك بطريقة أكثر إنتاجية.

عش الآن ، حياتك هى حاضرك

حل أكبر عدد ممكن من المشاكل

إذا كانت مشكلتك هى أنك تقلق كثيرا بشأن التفاهات أو تشعر بالقلق دون سبب أو تفكر أشياء لا يمكنك التحكم بها، فلا يوجد الكثير مما يمكنك فعله ” لحل ” هذه المشكلات ، بدلا من ذلك، حاول وضع خطة نشطة للمشكلات التى يمكنك حلها، بدلا من مجرد عدم القيام بأي شئ حيال ذلك، وهنا بعض الأفكار لذلك :

أبحث عن المشاركة

من خلال إحاطة نفسك بأناس تحبهم وتثق فيهم ، سوف تتحدث أكثر و تفكر أقل ، تأكد من مغادرو المنزل عدة مرات على الأقل فى الأسبوع واجعل من عملك بناء على علاقة دائمة مع شخصين أو ثلاثه أشخاص على الأقل من حولك ، سوف تضيع وقتك فى التفكير فى كثير من الأحيان إذا كان لديك  وقت طويل لقضاء الكثير من الوقت وحدك.

إبدأ تعلم هواية جديدة

خذ بعضا من وقتك لإكتشاف شئ جديد غير مألوف بالنسبة لك ويخرجك خارج منطقة راحتك ، مع هواية جديدة . فأنت تركز على المهام الجديدة التى تنتظرك وستكون مهتما بالنتائج ، لا تأخذ وجهة نظر مفادها أنك تعرف بالفعل ما يعجبك ولا يعجبك ، ولا تحتاج إلي المزيد من الإنحرافات ، إكتساب هواية جديدة يمكن ان يساعدك على العيش فى الوقت الحالي والتركيز علي الفن ، والحرف ، والرياضة ، إلخ.

الرقص

هناك مجموعة متنوعة من خيارات الرقص ، وحدك فى غرفتك ، مع الأصدقاء فى النادي ، أو عن طريق حضور درس من دروس الرقص ، علي سبيل المثال الرقص الشرقي الزومبا أو الأيروبكس فى النوادي الصحية ، بغض النظر عن الرقص الذي تختاره ، سوف تنقل جسدك ، وتستمع إلي الموسيقي وتعيش تماما معاها لتخرجك من أفكارك فى الوقت الحالي ، لا يهم إذا كنت ترقص بشكل جيد أو سئ، فالهدف ليس إحتراف الرقص ، الرقص فى تلك الحالة سيساعدك بشكل أساسي ان تركز أكثر على تنفيذ خطوات الرقص الخاصة بك وأقل على الأفكار المزعجة فى رأسك.

يعد حضور فصل الرقص طريقة رائعة لبدء هواية رقص جديدة

أكتشف الطبيعة

اخرج للهواء الطلق وانظر إلي الأشجار وشم الورود وأشعر بنسيم المياه العذبة ، وأغسل بها وجهك ، يساعدك هذا على فكرة أن تعيش حاضرك ووقتك الحالي وأن تفهم الطبيعة ووجودك وعدم إستقرار الكون ، سيتم تقديمك أيضا لعالم موجود خارج الواقع عالم يقع فى رأسك فقط ، ضع واقي الشمس وأرتدي حذاء رياضي ، وتوقف عن حبس نفسك فى غرفة نومك معظم الوقت.

أقضي المزيد من وقتك فى القراءة

من خلال التركيز على أفكار الآخرين، لا تحصل فقط على أفكار جديدة، بل تفكر أيضا فى نفسك وفى الواقع، يمكن أن تكون قراءة سير الرجال والنساء العظماء المفعمة بالحيوية ملهمة وتظهر لك أن وراء كل تفكير عظيم هو عمل واحد عظيم على الأقل، بالإضافة إلي ذلك، يمكن أن يلقي الكتاب تعويذة سحرية متوافقة معك تماما، مما يتيح لك فرصا أقل للتفكير.

أكتب قائمة بالأشياء الممتن لها فى حياتك

أكتب خمسة أشياء علي الأقل تشعرك على الأقل بالإمتنان لكل يوم فى حياتك ، يتيح لك هذا التركيز أكثر على الأشخاص والأشياء بدلا من أفكارك الخاصة ، إذا كان هذا كثيرا بالنسبة لك أن تعد قائمة كل يوم ، فحاول إعداد تلك القائمة مرى واحدة فى الأسبوع ، كل شئ مهم ، بما فى ذلك فنجان القهوة الرائعة التى تحبها وتشعرك بالإستمتاع كل يوم.

أستمتع بالإستماع إلي الموسيقي الجميلة

الإستماع إلي الأغاني الرائعة يمكن أن يجعلك تشعر بالإتصال بالعالم الخارجي من رأسك ، يمكنك الذهاب إلي حفلة موسيقية أو تشغيل قرص مضغوط قديم فى سيارتك أو البحث عن مسجل لتشغيل الأشرطة القديمة والإستماع إليها كما فى أيامك الماضية ، أغمض عينيك وتذكر أيامك الماضية ، ثم عد لأيامك الحاضرة.

أضحك أكثر

أحط نفسك بأشخاص خفيفي الظل مرحون يضحكونك، شاهد الفيديوهات المضحكة الكوميدية والمشاهد الساخرة أو فيلما كوميديا مضحك ، ابحث فى الإنترنت عن مقاطع فيديو يوتيوب مضحة، فقط أفعل شيئا يجعلك تضحك وتتجاهل كل الأفكار الموجودة فى رأسك، لا تقلل من أهمية الدور الذي يلعبه الضحك فى الحفاظ على صحتك العقلية.

أضرار التفكير الزائد

عليك أن تساعد نفسك وتتبع الخطوات السابقه لآن كثرة التفكير لها أضرار بالغه كما يلي :

عدم الوصول لحلول

فعند كثرة التفكير يسأل الإنسان نفسه أسئلة عديدة ، لماذا لم أرد فى هذا الموقف ؟ماذا لو .. ؟ و هى أسئلة تفتح باب عمل الشيطان و تستمر فى حلقة مفرغة بغير فائدة ، و هذا يسبب العديد من المشكلات النفسية و كذلك التفكير فى المستقبل والخوف منه ، و هذا يكون غالبا بدافع الكسل فإن الإنسان فى تلك الحالة يكتفي بالخوف من الغد دون أن يقوم ويصنع الغد الذى يريد.

إضاعة الفرص

و ذلك لآن الإنسان عندما يكثر من التفكير فى أمر ما لن يتمكن من إتخاذ القرار المناسب والتصرف السريع لنيل الفرصة او حل المشكلة أو القيام بالفعل المناسب ، وقد تمر الكثير من الفرص لتحسين حياته أو حل مشكلته و هو يفكر و يفكر مما يضيع الوقت والفرص ، حيث ان عقله منشغل بالتفكير فى الأسباب بدلا من محاولة التحرك وإصلاح الأمر.

الإصابة بالأمراض النفسية ، كالقلق والإكتئاب

و ذلك لآن الشخص المسرف فى التفكير يري كل الأشخاص من حوله مصدر فقط للتهديد ، الأمر الذي يجعله يعيش حياة غير صحية ، ويتخذ إجراءات غير صحيحة وسلبية نتيجة لتفكيرة فى السلبيات والمشكلات.

التفكير السلبي

فقد أظهرت الدراسات أن كثرة التفكير يؤدي إلي عدم القدرة على إتخاذ القرار حيث يكون ناتج غالبا ناتج عن الجهل بفكرة وطريقة إتخاذ القرارات ، وعدم القدرة على النظر إلي نصف الكوب الممتلئ.

الإصابة بالأرق

يصعب علي أصحاب التفكير الزائد أن ينعموا بنوم هانئ حيث أنهم يحولون غرف نومهم وأسرتهم غالبا مكانا مخصصا للتفكير ، فتأتيهم كل الأفكار وأحداث الماضي عندما يشرعون فى النوم ومن ثم يصابون بالآرق والإرهاق.

ولتجنب تلك الأضرار ، والنجاح فى الحد من التفكير ، عليك ان تتعلم كيف تتخذ القرارات ، حيث لن تفلح كل الوسائل السابقة إن كنت غير متمكن من إتخاذ قرارات صحيحة فى حياتك.

كيفية إتخاذ القرارات

نتخذ حوالي 20.000 قرار كل يوم. معظمهم بسرعة البرق. تبدأ قرارتنا منذ الإستيقاظ من النوم بمجرد ان يرن المنبه ، و تقرر ان تضغط على زر الغفوة لتنام عشرة دقائق آخري ، و لكن هذا يعني وقتا أقل فى تناول الإفطار – ثم القرار التالي آخذ فنجان القهوة هل تأخذه على عجل فى المنزل أم تشربه على مكتبك ، وهكذا تتوالي القرارات دون وعى ، وبالنظر إلي حجم خيارتنا اليومية ، يمكننا أن نكون محظوظين لأن بعضها تافه فى الوظيفة ، ومع ذلك ، فإننا ندخل فى مواقف يتعين علينا فيها إتخاذ قرارات بسرعة البرق دون الرغبة حقا فى ذلك ، ويبقي السؤال : كيف يجب علينا اتخاذ القرار؟

  1. تحديد المشكلة الحقيقة :
    يجب معرفة طبيعة المشكلة ، قبل البدء فى إتخاذ القرار فكثيرا ما نفكر فى أمر ما ونستاء منه و نعاني و لا يكون هو المشكلة الحقيقية ، كأن يكون هناك طفل يتبول لا إراديا فنظل نعاقب الطفل وننهره وتزداد المشكلة بالرغم من ذلك ، لذا فى تلك الحالة تحديد المشكلة يكون بمعرفة سبب التبول اللاإرادي ، هل هى مشكلة نفسية أم مشكلة عضوية ، هل يمكن أن نتخذ إجراءات فى البيت أم نحتاج اللجؤ إلي طبيب ، ولكن الإستمرار فى إتخاذ قرارات دون تحديد المشكلة يزيد المشكلة ، ويؤدي لمزيد من التفكير السلبي والقلق ، أو ما يسمي بالتفكير الزائد.
  2. جمع المعلومات :
    نحتاج قبل إتخاذ القرار ، إلي جمع البيانات والمعلومات ، وتحليلها وتنظيمها ، حيث أنها تساعد على إتخاذ القرار السليم ، حيث أن لكل مسألة عوامل عديدة ، و لكن تجد عامل أو اثنين هم الحاسمين فى إتخاذ القرار.
  3. إكتشاف الحلول :
    قم بعمل قائمة بالحلول التى تخطر على بالك  ، دون تقييم ، حيث يساعدك ذلك على الإبداع وتنشيط الذهن مما يولد لديك أفكار ربما لم تخطر على بالك من قبل ، ثم قم بجعل هذه القائمة محدودة بعدة حلول رئيسية ، وذلك بعد تقييمها ومقارتنها ببعضها البعض.
  4. عمل قائمة بأفضل الحلول :
    بعد الإنتهاء من الخطوة السابقة ، قم بعمل قائمة قصيرة بأفضل الحلول ، أفضلها على الإطلاق ، حيث أن كثرة الحلول و الإختيارات تزيد من الإرباك و تزيد مشكلة التفكير الزائد سؤا ، لذلك أعمل على إزالة الخيارات الضعيفة والصعبة والغير عملية ، وأبقي على الحلول العملية والواضحة ، بإختصار أحفظ الأفضل.
  5. المقارنة الحلول المتاحة :
    أكتب كل حل ، وأكتب مزاياه وعيوبه ثم قارن كل الحلول ببعضها ، لمعرفة الحل الأفضل وهو الذى تفوق مزاياه عيوبه.
  6. نفذ قرارك :
    الآن عليك وضع خطة لتنفيذ قرارك ، حيث كثير من الناس يتمكن من إستنباط الحل الصحيح ، ولكن يكون لديه مشكلة فى التنفيذ ، ومعرفة الحل مع عدم القدرة على تنفيذه تزيد الأمر سؤ ، وتجلب لنا المزيد والمزيد من التفكير الذي لا نود أن نسرف فيه ، لذلك عليك أن تتعلم بعض المهارات الهامة لتتمكن من وضع الخطة وتنفيذ القرار

المهارات اللازمه لإتخاذ القرار وتنفيذه

الخبرة : والخبرة تكتسب بمرور الأيام  مع توالي المواقف والمشكلات عليك ، ولذلك نعيد ونشدد على أهمية الماضي كمعلم ، لذلك تأمل الماضي و أستنبط دروسه لتثقل خبرتك فقط ، لا لتجعل نفسك بائسا.

تحمل المسئولية : فالأهم من إتخاذ القرار هو أن تتحمل المسئولية كاملة عن قراراتك ويكون لديك القدرة على توقع العواقب و الشجاعة لتحملها ، فبغير ذلك ستكون عرضة للتفكير الزائد للبحث عن شماعات ترمي عليها مشاكلك لعدم رغبتك فى تحمل المسئولية ، ولكن عليك أن تدرك ان عواقب عدم تحمل المسئولية أكبر بكثير من تحملها ، حتى لو كان قرارك غير صحيح.

التفكير الناقد: للتفكير أيضا مهارات ، ويتعين علينا ان نتعلمها ونثقف نفسنا فيما يخص تلك المسألة فمسألة التفكير كالتنفس ضرورية لإستمرار حياتنا ، ولكما زادت جودة تفكيرك كلما زادت جودة حياتك.

والتفكير الناقد هو مهارة جمع المعلومات وتحليلها وتقيمها وربطها ببعضها البعض ، ومن ثم الخروج بحلول واقعية وجيدة.

الذكاء العاطفي : الكثير مننا لا يعطي المشاعر والعواطف أهمية ، فى حين أنها هى صاحبة السيادة إن لم تروض بالعقل ، ولا تروض المشاعر أن لم نعيها ، لذلك عليك ان تقرأ عواطفك وتعيها ، وتتعلم كيف تقرأ عواطف الآخرين وتراعيها وانت بصدد إتخاذ قرارك ، وحينما تشتد العواطف ووتوحش يعطب التفكير ويزداد ومن ثم تدخل فى دائرة التفكير الزائد مما يعيق حياتك كما سبق وأوضحنا فى ذلك المقال.

الخلاصة

المصادر

التخلص من التفكير الزائد – cnn

Exit mobile version