أيها العاصي لازال الباب مفتوحاً

أيها العاصي

من أكثر الأمور التي تكسر المرء عن العودة و الإنابة هو إحساسه بعدم قبوله من الله و أن ذنوبه هي أعظم من مغفرة الله “حاشا لله” و أنه لن يقبل منه عملاً و أن توبته أصبحت أمراً مستحيلا و أن العودة إلى الله أصبح طريقها وعراً و صعباً و هذا من تلبيس الشيطان على الإنسان و محاولة منه ألا يعرف المسلم طريق الهداية و النور مرة أخرى و هذا من ظلم الإنسان لنفسه الذي يجعله حبيس ذنوبه و معاصيه التي يظل أسيراً لها حتي يهوى في مكان سحيق لذا عليك أن تعلم أيها العاصي أن الباب لازال مفتوحاً …

سبيل الله لا يغلق أبداً

و إن من أعظم الأمور التي يجب على الإنسان إدركها و وعيها جيداً أن سبيل الله أبدا لا يغلق
أمام سائل أو تائب او داعي و سبيل الهداية ليس له وقت ضائع طالما في الجسد روح و في
القلب نبض و لا ذنب يتجاوز قدر الله على الغفران و الرحمة ما دام المرء موحدا لله لم يجعل معه
شريك و إن بلغت ذنوبه ملء الأرض.

قال تعالي في محكم كتابه
“قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ
إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ “_ الزمر

و قد قال نبينا صلي الله عليه و سلم(قال الله  أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه حين يذكرني،
فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منه، وإن تقرب
إلي شبرا تقربت منه ذراعا، وإن تقرب مني ذراعا تقربت منه باعا، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة)

عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، رَضِيَ الله عَنْه قال: قَالَ رَسُولُ صَلَّى اللَّهِ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
{ مَنْ قَالَ: أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاّ هُوَ الْحَيَّ الْقَيُّومَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ، غُفِرَت ذُنُوبُهُ وَإِنْ كَانَ قَدْ فَرَّ مِنَ الزَّحْفِ }
رواه أبو داود والترمذي والحاكم.

لماذا تجعل الشيطان يضحك عليك ؟!

لماذا تغلق على نفسك باب التوبة المفتوح لماذا تيأس من رحمة لا تنقطع ؟ لماذا تعطي للشيطان
مجال لأخذك في غيابات الشك والخوف و اليأس من رحمة الله الذي يدفعك للإستمرار في إرتكاب
الذنوب ، يجب أن تعرف أن الأمل بك و الخير فيك ما دمت ترجو الله فلا تبتأس و لا تيأس و لا
تنقطع و لا تخشى عدم القبول ، وقال ابن القيم:
فتقدير الذنب عليه إِذا اتصلت به التوبة والإنابة والخضوع والذل والإنكسار ودوام الإفتقار كان
من النعم بإعتبار غايته وما يعقبه؛ وإِن كان من الإبتلاء والإمتحان بإعتبار صورته ونفسه،
والرب تعالى محمود على الأَمرين .

“و قد قال شيخ الإسلام بن تيمية
والله تعالى غافر الذنب قابل التوب شديد العقاب، والذنب وإن عظم، والكفر وإن غلظ وجسم،
فإن التوبة تمحو ذلك كله، والله سبحانه لا يتعاظمه ذنب أن يغفره لمن تاب بل يغفر الشرك وغيره للتائبين”

أيها العاصي إملأ قلبك بيقين العزم وجبال الندم

لذا أيها التائب إلى الله إملأ قلبك بيقين العزم و جبال الندم و إخلاص التوبة و عد إلى ربك الكريم
فبابه مفتوح لك و إقطع حبلك مع الشيطان لا بترك المعاصي فحسب بل و بحسن الظن بالله و
بالتعلق بالله و عدم اليأس من نفسك فهذه غايته فكما ضيع عليك الكثير من الطاعات ضيع عليه
أنت رغبته في يأسك و تمسك بالله و بالعودة إليه و لا تخجل من نفسك فهذه فطرتك أن تعصي و تتوب.

Exit mobile version