أسباب كره المجاملات و الإطراءات : إليك 4 أسباب رئيسية

عندما تلبس أجمل ما تملك من الثياب، ثم يثني عليك أحدًا ما بأنه معجب بمظهرك، و لكن بدلاً من شكرك هذا الثناء و تقبله ببساطة، فإنك تتلعثم و تتخبط في الرد، و معظم الناس يحبون سماع المدح و المجاملات و البعض الآخر يشعر بالتوتر و الاحراج عندما توجه لهم مثل هذه المجاملات، بينما آخرون يكرهون ذلك تماماً، و أسباب كره المجاملات و الإطراءات كثيرة.

لذا، سنناقش في هذا المقال لماذا من الصعب على البعض قبول المجاملات و الاطراء ؟

إليك ما يقوله المحللون.

أسباب كره المجاملات و الإطراءات

يواجه بعض الناس صعوبة في قبول المدح و الإطراء لعدد من الأسباب. و في بعض الأحيان يكون مرتبطاً بـ “القلق الإجتماعي”.

توضح “ليزا شومان”، الأخصائية الإجتماعية، أن السبب في ذلك قد يكون ناتجاً عن مشاعر عدم احترام الذات.

و أيضاً من الأسباب التي تجعل البعض يرفض المجاملة من شخص معين،

هو عدم الشعور بمشاعر إيجابية اتجاه هذا الشخص.

و تشرح ذلك قائلة:

“إذا كنت تشعر بالغضب أو الإستياء تجاه شخص ما وقام بمدحك، فقد تجد صعوبة في تصديق مجاملته”.

كما أن “اضطراب القلق الإجتماعي” ليس مجرد كلمة،

بل إنها حالة فعلية تجعل الأشخاص الذين يعانون منها، يقاومون فكرة مدحهم من الآخرين.

فقد يرفضون الكلمات الرقيقة عن أنفسهم، لأنهم لا يشعرون بأنهم يستحقون هذه الكلمات.

و هذا يؤدي إلى دائرة مفرغة من التدهور الذاتي وزيادة في القلق الاجتماعي.

حتى بالنسبة للأشخاص الذين لا يعانون من هذا الاضطراب، يمكن أن تؤدي بهم الاطراءات في بعض الأحيان إلى الإحراج، و خاصة إذا كانوا غير واثقين من أنفسهم في الوقت الحالي.

لكن تَعَلُم كيفية قبول المجاملات هو مهارة اجتماعية مهمة، يمكن للجميع تعلمها، سواء كانوا يعانون من القلق الاجتماعي من حين لآخر أو في أغلب الأحيان.

و تتمثل بعض أسباب كراهية المجاملات فى الآتي:

١- ضعف الثقة بالنفس

أظهرت الدراسات أن معرفة الذات و احترام الذات هما المكونان الرئيسيان اللذان يثريان تفاعلاتنا الإجتماعية.

فإذا كان تقديرنا لذاتنا ضعيفًا، ستكون قدرتنا على تقبل الكلام الايجابي أو حتى قدرتنا على تغيير تصورنا عن أنفسنا ضعيف أيضا.

و سنعتقد أننا لسنا جديرين بذلك المدح و لا بهذه المجاملة، و كل ثناء في العالم لن يمكنه تغيير هذه الفكرة.

و بعبارة أخرى، تلقي الثناء من الآخرين و نحن في حالة من المشاعر السلبية تجاه أنفسنا.

يتسبب لنا ذلك في حالة من الانزعاج، لأنه يتعارض مع شعورنا الحالي تجاه أنفسنا.

فمثلاً إذا كنا نعتقد أننا غير أذكياء، و مدح شخصاً ما ذكائنا، سنشعر و كأنه يتهكم أكثر من كونه يجامل.

فكل شخص يأتيه بعض الأوقات يكون شعوره سيء اتجاه ذاته، و البعض الآخر يشعر بضعف الثقة بنفسه طوال الوقت أو معظمه.

فإذا جاملنا أحد ما في يوم نشعر فيه أننا سيئون، فمن الصعب تصديق هذه المجاملة، و من المستحيل قبولها.

لذا حتى الاطراء الصادق و البرييء سنعتبره مثل الكذب.

اقرأ ايضًا: أشكال الدعم العاطفي و أبرز وسائل الدعم للآخرين

٢- أسباب كره المجاملات و الإطراءات : الرغبة في التواضع

من الصعب تحديد و معرفة كيف يكون رد فعلك عندما يمدحك شخص ما قائلًا “أنت أفضل رئيس على الإطلاق” أو “أنت لديك موهبة رائعة”.

إذا قلت “نعم، أعلم” سيجعلك هذا الرد تبدو و كأنك شخص مغرور بالتأكيد.

فالإطراءات الزائدة قد تشعرنا و كأننا مميزين عن من حولنا، فى الوقت الذي يكون كل ما نريد فعله هو الاندماج بسلاسة و بساطة مع الآخرين.

و قد يكون الخوف من أن نبدو مغرورين خوف وهمي بالعقل الباطن، بسبب مثلًا توصية أحد أفراد العائلة لنا من قبل بأن لا نكن مغرورين.

إن تسليط الأضواء علينا و على إنجازاتنا يمكن أن يكون رائعاً في بعض الأحيان.

و لكن في أوقات أخرى، يكون صعب علينا التعامل معه بسبب خوفنا من شعور الآخرين بأننا متعاليين عليهم أو مغرورين.

٣- أسباب كره المجاملات و الإطراءات : الخوف من التوقعات الكبيرة

المدح قد يعطي شعور بأن الآخرين يتوقعون منك أكثر من قدراتك و هذا يضعك تحت ضغط نفسي كبير.

مثلاً إذا قال رئيسك: “لقد اخترتك لهذا المشروع لأنك تلتزم دائماً بالمواعيد”، يمكن أن تكون هذه الكلمات اللطيفة مرعبة تماماً بالنسبة لك.

و عندما تشعر بأن الآخرين يحترمونك بشدة، و يعلقون آمالًا عليك، قد يتسلل إلى نفسك الخوف وتشعر بالقلق، و تعتقد أنها مسألة وقت فقط قبل أن تخيب آمالهم فيك.

أيضاً أي شكل من أشكال المديح فى العلاقات العاطفية يجعل الأشخاص ضعيفي الثقة بالنفس، و يشعرون بالضغوط القوية للوفاء بالتوقعات الزائدة التي تنطوي عليها مثل هذه الإطراءات.

كما يشعرون بالقلق من أن يكون حب شريكهم لهم مشروط، بحيث إذا فشلوا في تلبية توقعات شريك الحياة، فإن الشريك سينسحب من هذه العلاقة تماماً.

اقرأ ايضًا: تقدير الذات : قنبلة موقوتة أم كنز مخفي ؟

٤- أسباب كره المجاملات و الإطراءات : مشاعر الغضب و الإستياء القديمة

يمكن أن يؤدي الشعور بالإستياء من أحد ما في السابق إلى توقف حياتك.

و يجعل من الصعب عليك الشعور بالرضا عن نفسك أو تقبل المجاملة من ذلك الشخص الذي حملت منه مشاعر غضب و استياء سابقة.

فإذا مدحك زوجك أو زميلك في العمل أو صديقك، ستجد أن كل ما تفكر فيه هو مدى غضبك تجاه شيء فعله لك قبل عدة سنوات.

إن التمسك بمشاعر الإستياء و الغضب يشبه تناول السم و انتظار الموت، لأن التفكير في السلبية، و المشاعر السيئة سيقضي عليك في النهاية.

وجِه نفسك إلى تذكر الأشياء الجيدة التي فعلها، و سيكون من السهل بالنسبة لك قبول المجاملة من هذا الشخص.

تَعَلُم كيفية الشكر يبدأ بشكر الذات

إن ممارسة الإمتنان و الشكر لذاتك و للأشياء الجيدة عن نفسك و حياتك، هي الخطوة الأولى نحو القدرة على قبول و شكر المدح من الآخرين.

و سيساعدك ذلك على إستيعاب الأشياء الجميلة التي تُقال لك بدلاً من نفيها.

الخطوة الأولى هي أن تخبر نفسك أنك تريد أن تكون لطيفاً، و قدرتك على قول شكراً جزء من ذلك.

تدعم الأبحاث العلاقة بين الإمتنان في الحياة اليومية ومشاعر تقدير الذات،

و كذلك خبرات الناس تُؤَكِد على أهمية شكر الذات في الحياة اليومية.

اقرأ ايضًا: 5 خطوات بسيطة تساعدك في قضاء إجازة ممتعة لا تُنسى

كيف ترد على المجاملة و الثناء

اقبل المجاملة من خلال شكر بسيط، حتى إذا لم تكن مقتنعًا بأنك تستحق هذا المديح.

و إذا شعرت بعدم الإرتياح أو الإحراج عند الإطراء، خذ نفساً عميقاً و أستغل تلك الثواني لصياغة رد سريع.

على سبيل المثال، إعتماداً على الموقف، قد تقول:

“لقد عملت كل ما بوسعي في هذه المهمة و أنا أُقَدر أنك لاحظت مجهودي”.

أو : “شكراً لإخباري بأنك تحب هذا اللون”.

أو : “لم أكن متأكدًا عندما اخترت هذا القميص إن كان جذاباً أم لا، لكني أحب ذوقك”.

أي ردود ستقولها جيدة جداً، طالما أنها ستسمح لك بقبول الإطراء و المجاملة بدلاً من إنكارها.

و لكن بشكل عام، من الجيد أن تجعل ردك قصيراً و لطيفاً.

و قل شكراً أثناء النظر في عين الشخص و راعي أن تُعَبر لغة جسدك عن إمتنانك و تقديرك أيضا.

و عند الشك فى صدق المجاملة الموجهة إليك، إلتزم بهاتين الكلمتين الذهبيتين – شكراً لك.

كما أن الحصول على إطراء صادق يقدم لك فرصة لرد هذا الإطراء، طالما أنه صادق.

لا تتردد في رد الإطراء بإطراء آخر حسب الموقف أو في موقف آخر، مثل الإطراء على ملابسهم، أو دورهم في مهمة كبيرة في العمل.

و لا تبالغ فى الإطراء، لأن الهدف هنا ليس التفوق على بعضكما بالكلمات، بل إظهار الإمتنان للكلمات اللطيفة التي مدحوك بها و تقوية العلاقات بينكم.

المصادر

https://www.psychologytoday.com/us/blog/the-squeaky-wheel/201308/why-some-people-hate-receiving-compliments

اقرأ ايضًا: طرق التحدث أمام الناس دون خوف و إزالة التوتر

Exit mobile version