web analytics
الأدبالأسرةالأمومةالعلاقة بين الأسرةعلاقتك بطفلكقصصكتابات شخصية

روتين ماما

ماما

منذ حوالي 5 سنوات او ربما اكثر ، كنت اعتبر نفسي ” أم العريف ” ،كنت اتخذ بعض المواقف من احداث يوميه وبالاخص مع ” ماما ”
التي كنت دائما ما انظر لها واقول في سريرتي ” ماما بالك طويل انا لو مكانك كنت عملت اي حاجه غير اني اقبل كده ” ،

ببساطه وبكل بساطه كنت استيقظ بعد الساعه الثانية عشر ، وليس لدي اي ” شغله ” غير ان اراقب افراد اسرتي وبالاخص امي ،
اجدها في اول مشهد حين افتح عيني تقول صباح الخير وتعطيني كوب حليب ثم تبدأ بالصراخ كي اتحرك من مكاني
وبصراحه كنت انفذ هذا الامر ” كنت بعد علي كرسي تاني ” واراقبها ،
اراها تهرول في الشقه وكانها في حلقه من حلقات ” سوبر مان ” وبتساعده فإنقاذ المدينه من الدمار ،
مره تهرول في اتجاه المطبخ لتبدا باعداد الطعام واخري الي حجرتها و ترتبها
ثم تهرول الي الشرفات وتنظفها ثم الي الحمام لتضع الملابس في الغساله
ثم الي حجرتي ثم الي المطبخ ثم الي غرفه اخوتي ثم الي المطبخ ثم الي حجره المعيشه ،

وبين كل اتجاه تاتي وتتحدث معنا او تحمل اخي الصغير و تطعمه وتنظفه او تصدر الاوامر بصراخ حتي نفعل اي شئ ،
وانا كل ما يشغل بالي هل هذا مرض النظافه ام انه فراغ ام انه روتين ؟،هل هي سعيده ؟ وكانت اجابتي بالطبع ومؤكد غير سعيده ،

اذا ارغموني علي هذا ساقف في مكاني او احارب حتي لا اقع في هذا الفخ ،
وفي الحقيقه كانت هذه المهام اليوميه تنتهي حتي يصل ابي من العمل ثم يبدا بعد ذلك الشريط مره اخري
ولكن بالعكس حتي لحظه خلودها الي النوم ،

احيانا كنت اشعر انها تنام و هذا الشريط يدور في عقلها لكن بشكل مختلف ،
لكن الان حين اتذكر هذا اعرف كم كنت ظالمه فهي ام وقبل ذلك فهي امراه
لطالما حلمت بمملكتها هذه وسعت لبناءها وحلمت فهؤلاء الاولاد لتجعلهم عظماء
ولم تكل يوما في تحقيق اهدافها حتي انني لم اكن افكر انها قبل استيقاظي تكون قد ذهبت للعمل وعادت
وكانها كائن خارق ينجز مهام انقاذ الارض مثل “سوبر مان” ،

الان ادركت ان هذه هي المراه كائن حنون يسعي الي الكمال ، صعب امتلاكه ،
ولكن تقيد نفسها بسرج من الحب من اجل اولادها وحياتها الزوجيه
حين افكر في هذا واضع نفسي مكان امي اقسم انني لم اكن لافعل غير ذلك ،
ربما السبب في ذلك هو الام في داخلي التي لم تكن قد نمت حينها او لم تشكل شخصيتي ،

فحقا يجب ان نعرف اننا كائنات جائز ان يقال عيها روتينيات ولكننا خارقات ونتقبل كل التقلبات لاننا امهات .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply.

The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.