web analytics
حول العالم

الحياة الاجتماعية في فنلندا

الحياة الاجتماعية في فنلندا

الحياة الاجتماعية في فنلندا ودورها في التقدم

الحياة الاجتماعية في فنلندا ساعدتها على التقدم والوصول إلى أعلى المراتب عالمياً في كافة
المجالات التعليمية والاقتصادية وذلك لما يتسم به المجتمع الفنلندي من التجانس والترابط على
والقدرة على الانصهار والتفاعل مع المجتمع الدولي وقبول الأقليات والطلاب الأجانب بل
ومحاولة تقديم كافة الطرق والبرامج لتساعدهم على التفاعل مع المجتمع الفنلندي . وتتمتع
فنلندا بمستوى معيشة عال وبتكنولوجيا متطورة وبنظام ضمان اجتماعي وتعليمي عال.

ومن أبرز العوامل الاجتماعية التي ساعدت فنلندا علي سرعة الانجاز والتقدم انخفاض عدد
السكان‏(الذي‏ لا يتجاوز حاليا‏5,300‏ مليون نسمة‏)،‏ وقلة عدد الأطفال في المدارس إذ لا
يتجاوز أعداد التلاميذ في مرحلة التعليم الأساسي حاليا ستين ألف طفل ويتراوح فعدد التلاميذ
في المدارس الفنلندية صغيرة جداً فقد تتكون المدرسة من عدد قليل من الطلاب يبدأ بعشر
طلاب إلى حد أقصى قدره 300 طالب ‏,‏ ولكن اهتمام الدولة كان منصباً علي عامل الجودة
واستخدام الأنشطة الدولية المفجرة لإبداعات التلاميذ‏,‏ مما جعل من التعليم عملية ممتعة غير
شاقة‏، فاستطاع الطلاب في سن الخمسة عشر عاماً أن يحققوا مراكز متقدمة للغاية في
الاختبارات الدولية الخاصة بتقييم الأداء الطلابي ‏pisa‏ حيث أظهروا تفوقاً واضحاُ وحصلوا
علي درجات غير مسبوقة في الرياضيات والعلوم ومهارات القراءة واستخدام المعلومات.

التعليم في فنلندا

والمبدأ الأساسي للسياسة التعليمية الفنلندية هو إعطاء اهتمام للفروق الفردية للطلاب خصوصاً
في السنوات الأولى من التعليم المدرسي ففي كل مدرسة يوجد فريق للرعاية الطلابية ويتألف
من أخصائي اجتماعي وتربوي وممرضة. كما أن احترام المجتمع لمهنة التدريس وراء نجاح
النظام التعليمي في المجتمع الفنلندي فالتدريس مهنة تتمتع بشعبية كبيرة .

وفي الحقيقة أن استثمار الفنلنديين في قطاع التعليم ليس أمرا جديداً، بل له جذور ضاربة في
عمق تاريخها وبنيتها الاجتماعية. ولعل أولى العلامات على الاستثمار في التعليم تكمن في
حقيقة الرجال الفنلنديين في الماضي السحيق فلم يكن باستطاعتهم الحصول على ترخيص
للزواج ما لم يكونوا قادرين على القراءة، ما أدى بالمواطنين الفنلنديين إلى تعليم وتثقيف أنفسهم.

و التعليم من عوامل الحراك الاجتماعي في فنلندا فالطلاب الحاصلين على مستوى عال من
التعليم لديهم القدرة على التسلسل الهرمي للمهن المرموقة في فنلندا، وتعمل بالضرورة على
تحسين دخل الأفراد وبالتالي الرقي والحراك الاجتماعي، واعتماد الاقتصاد الفنلندي العالمي
على العمالة الماهرة التي تلقت إعداداً دوليا في برامج التدريب

الصفات الجغرافية لفنلندا

وعلى الرغم من كبر مساحة فنلندا فإن عدد سكانها لا يتجاوز 5.2 مليون نسمة يتركز
معظمهم في جنوب البلاد، وخاصة في عاصمة الدولة هلسنكي فعدد سكانها حوالي
555000 نسمة، ويعتبر مستوى المعيشة في فنلندا عال بالمقارنة مع دول الإتحاد الأوروبي،
وذلك يرجع إلى أن العائلة في فنلندا عموماً صغيرة تتألف من الوالدين وطفل واحد أو طفلين.

ويندر وجود ثلاثة أطفال أو أكثر وبالتالي تعد فنلندا من أغنى الدول في العالم. فيتمتع
الفنلنديون بدخل كاف يسمح لهم بالسفر والدراسة للخارج. وهذا تستدعي المحافظة على
مستوى المعيشة العالية بمتابعة التأهيل طوال العمر للتعرف على التطورات في العالم
وعلى المعلومات والمهارات الجديدة وتعلمها، وذلك بالانخراط في برامج التعليم الدولي
والتعليم مدى الحياة.

والتركيب السكاني الفنلندي متجانس نسبياً بالرغم من وجود لغتين رسميتين (الفنلندية
والسويدية) فالناطقين باللغة السويدية فقط 5.4 ٪ من المواطنين بينما 91.8 ٪ يتحدثون
الفنلندية، هناك مجتمع صغير جدا من لغة الصاميين (حوالي 1700 شخص) ومجموعة
من المواطنين الناطقين بالروسية حوالي 21،000.وعدد الأجانب الذين يعيشون في فنلندا
يظهر صورة مماثلة. في عام 1990 كانوا فقط بلغ 26000 في إجمالي عدد السكان البالغ
5 ملايين نسمة ،و بحلول عام 2001 ارتفع إلى 99000 والأجانب الروس تشكل أكبر
مجموعة بنحو 20 ٪. وتتمتع فنلندا بنفس مستوى الضمان الاجتماعي السائد في دول
أوروبا الغربية.

وتعتبر فنلندا دولة رفاهية. فعلى سبيل المثال يقوم المجتمع بواسطة شبكة مؤسسات الضمان
الاجتماعي المتعددة بمساعدة المواطن وضمان احتياجاته الأساسية في حال البطالة عن العمل
أو المرض أو الشيخوخة وفنلندا واحدة من أنظمة الرعاية الاجتماعية في العالم الأكثر تقدماً،
حيث يضمن ظروف معيشية لائقة لجميع الفنلنديين، وتعمل من أجل التنمية الاجتماعية من خلال
النمو من نظام الرعاية الاجتماعية، وإنشاء منظمات للرعاية الاجتماعية، وتصنف تأمينات
الاجتماعية والخطة الوطنية للمعاشات التقاعدية التامين الصحي.

المجتمعات المحلية هي المسئولة أساسا عن الرعاية الصحية والخدمات الاجتماعية. الخدمات
الاجتماعية مثل رعاية المسنين والمعاقين ومراكز الرعاية النهارية للأطفال هي من مسؤولية
مكاتب المجتمعات الرفاه الاجتماعي، ولا يمارس الفنلنديين شعائر دينهم بشكل منتظم ولكن على
الرغم من ذلك يعتبر الدين مهماً جداً للفنلنديين وأساساً راسخاً للمجتمع، فمعظم الفنلنديين هم
أعضاء في الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في فنلندا ، وهناك أقلية تنتمي إلى الكنيسة الأرثوذكسية
الفنلندية.

المساواة بين الرجل والمرأة

تستند العلاقة بين الجنسين في فنلندا على مبدأ المساواة . ويتمتع النساء والرجال بنفس الحقوق
والواجبات في كافة المجالات المدنية والسياسية والدراسية والعملية، فتتمتع النساء في فنلندا
بمكانة جيدة في مجالات السياسة والعمل والعلوم، وتعمل معظم النساء خارج البيت، وخير
مثال على ذلك أن رئيس الجمهورية في فنلندا امرأة فالسيدة تاريا هالونن هي أول رئيسة
جمهورية أنثى في فنلندا وكانت النساء الفنلنديات أول من حصلن على الامتياز في أوروبا،
وبحلول الثمانينات من القرن الماضي أصبحن يشكلن ثلث عضوية البرلمان أما في مجال
الدراسة فيتجاوز عدد النساء الرجال إذ تبلغ نسبة النساء الطالبات 59 % والرجال 41 %
من عدد الطلاب.

ومن العوامل الاجتماعية المميزة للمجتمع الفنلندي هي تجانس وتعاون جميع طوائف المجتمع
وفي ضوء ذلك تتعاون كافة الأطراف في المجتمع الفنلندي في الوصول إلى تعليم عالمي
يضمن لها البقاء والمنافسة العالمية واحتلال أعلى المراتب في كافة المجالات

وهناك جهود كثيرة على مر السنين من قبل السلطات الفنلندية للحفاظ على الثقافة والهوية
مع  في ظل الاختلاط والتعاون مع المجتمعات الأخرى فأنشأت فنلندا هيئات تتعامل مع
الأقليات والأجانب و تشكيل لجان تدرس أوضاعهم وتقديم المشورة للسلطات. على الصعيد
الدولي وأقامت العديد من المؤتمرات في فنلندا والنرويج و السويد.

مستوى دخل الفرد في فنلندا

ومن ملامح النظام الاجتماعي الفنلندية التي تلعب دورا هاما في تشكيل التحصيل الدراسي
التعليم فيتسم المجتمع الفنلندي بالمساواة في الدخل كدولة ذات المستوى الثاني أعلى من
المساواة في الدخل، بعد اليابان.  والتجانس والتماسك الاجتماعي على عكس الولايات المتحدة
في الطرف الآخر حيث الفجوة بين الأغنياء والفقراء، ويعود ذلك إلى صلاح نظام الضرائب
الفنلندي في إعادة توزيع الدخل يعود بالفائدة على جميع المواطنين وجميع الأسر على الرعاية
الصحية الشاملة والتعليم مجاني من رياض الأطفال حتى التعليم العالي.

وأدى التطور السريع السياسي والاقتصادي والثقافي أدت إلى الحاجة المتزايدة للعمال الماهرة
والمساهمة في التعليم دورا محوريا للحراك الاجتماعي و التقدم الاقتصادي عدم التفرقة اللغة
أو العرق أو الجنس أو المركز الاجتماعي التعليم الأساسي هو مزيج من المركزية والإدارة
اللامركزية والقطاع الخاص قيمة القبول والاحترام الكبير والفعلي للتعليم من أجل تحقيق التقدم
الاجتماعي والتنقل

وتشترك فنلندا في برامج ومشروعات دولية كانت تستهدف العوامل الاجتماعية والبيئية في
فنلندا  ومنها المشروعات المتعلقة بالحفاظ على البيئة والتنمية المستدامة مثل مشروع بحر
البلطيق
ومشروع البحر الكاريبي ومشروعات تتعلق بتحقيق التسامح والتفاهم بين الشعوب
مثل مشروع حزمة السلام هذا إلى جانب مشروعات التراث العالمي .

رقية دربالة

دكتورة بكلية التربية جامعة المنيا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply.

The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.