عمر بن الخطاب

عمر بن الخطاب هو ثانى الخلفاء الراشدين وهو احد العشرة المبشرين بالجنة بنص
حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم  وقد لقب بالفاروق لانه كان دائما يفرق بين الحق والباطل.

عمر بن الخطاب قبل الاسلام

كان عمر بن الخطاب من اشد المعارضين للاسلام ولرسول الله صلى الله عليه وسلم حتى
انه ذات يوم قرر الذهاب الى الرسول وقتله الا انه اثناء ذهبه للرسول التقى رجلا من بنى
زهرة وعندما عرف منه انه ذاهب لقتل رسول الله فاخبره عندئذ باسلام اخته فاطمة وزوجها
سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل فذهب عمر اليهما وكان عندهما خباب ابن الارت يحفظون
ما نزل من الوحى فعندما سمه صوت عمر اختبا خباب ودخل عليهما عمر  غاضبا فقيد
سعيد ولطم اخته فادمى وجهها وعندما اراد اخذ الصحيفه التى معها رفضت واخبرته انه
عليه ان يذهب فيتوضأ اولا ففعل ما قالت واخذ الصحيفة وقرأ ما بها فكانت سورة طه
وعندما قراها شرح الله قلبه للاسلام وذهب الى رسول الله ولكن ليس قتله هذه المرة بل
ليسلم بين يده وتحققت دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم بان يعز الله الاسلام بعمر بن
الخطاب او عمرو بن هاشم .
وكان اسلام عمر بعد هجرة المسلمين الى الحبشة.

حياته بعد الاسلام

وقد جعل الله عز وجل عمر حقا عزة للاسلام وفخرا للمسلمين ففى نفس اليوم الذى اسلم
فيه عمر  قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم (يا رسول الله السنا على الحق ان متنا وان
حيينا قال الرسول بلى فقال عمر ففيم الاختباء) فخرج المسلمين فى صفين الى الحرم 
ليصلوا به صف وكان هذا اول مرة يخرج فيها المسلمين ليصلوا علنا بالبيت الحرام 
فسماه الرسول منذ ذلك اليوم بالفاروق.

وعندما توفى الرسول صلى الله عليه وسلم اضطرب المسلمون وكان من بينهم عمر حتى انه
اخذ يصيح فيهم (والله ما مات رسول الله) وكان اكثرهم اتزانا فى ذلك الوقت هو ابو بكر
الصديق رضى الله عنه اذا اخذ يقرا قول الله تعالى (وما محمد الا رسول قد خلت من قبله
الرسل أفان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم  ومن ينفلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا
وسيجزىء الله الشاكرين) ثم قال  (ألا من كن يعبد محمدا فأن محمدا قد مات ومن كان يعبد
الله فان الله حى لا يموت) وعندما سمع عمر الايه وسمع هذا الكلام ايقن ان رسول الله قد مات
حقا وهوى على ركبتيه باكيا وكان هذا فى 12 ربيع اول سنه 11 هجريا.

دوره اثناء خلافة ابو بكر الصديق

وعندما اختلف الانصار والمهاجرين فيمن يتولى امر المسلمون بعد رسول الله فاراد الانصار
ان يولوا واحدا منهم  واراد المهاجرون ان يولوا واحدا منهم فما كان من عمر الا ان قام 
فبايع ابو بكر وعندما راه المسلمين يفعل هذا تبعه الكثيرين منهم وكان عمر سندا لابى بكر
اوقد عينه ابى بكر قاضيا لفظل بالقضاء سنة كامله لم يختصم فيها اليه احد فذهب الى ابى بكر
يطلب منه اعفاه من امر القضاء  وقد كان عمر عونا لابى بكر اثناء خلافته

وقبيل وفاة ابو بكر رشح لعمر ليتولى الامر من بعده حتى ان طلحه قد ذهب اليه غاضبا قائلا
له (استخلفت على الناس عمر  وقد رايت  ما يلقى الناس منه وانت معه وكيف اذا خلا بهم
وانت لاق ربك فسالك عن رعيتك )فقال ابو بكر اجلسونى فاجلسوه ثم اجابه (أبالله تخوفنى
اذا لقيت ربى فسالنى قلت استخلفت على اهلك خير اهلك) وما كان اعتراض طلحة على عمر
من شيئا الا انه كان يخشى على الناس من غلظة عمر الذى كان يعرف بها فى تفرقه بين
الحق والباطل. وتمت البيعة لعمر من بعد ابى بكر رضى الله عنهما .

اهم انجازات عمر بن الخطاب

ومن اهم انجازات عمر :فتح الشام وفتح مصر وفتح كامل العراق وفارس وفتح برقة
وطرابلس الغرب وحدث فى عهده المجاعة بالمدينه المنورة فتوالت القوافل على المدينه
من الشام والبصرة ومصر حتى فرج الله هذه الازمه وحدث فى عهده ايضا الطاعون فى
العموريه وهى قرب بيت المقدس وكان عمر فى هذه الاتناء فى طريقه لفتح الشام فنصحه
عبد الرحمن بن عوف بقول رسول الله (اذا سمعتم بهذا الوباء ببلد فلا تقدموا عليه واذا وقع
وانتم فيه فلا تخرجوا فرارا منه) فعاد عمر الى المدينه وقد راح من المسلمين ضحيه لهذا
الوباء خمسه وعشرين الف الى ثلاثين الفا وكان من بينهم ابو عبيدة بن الجراح.

اما عن اداره عمر للدوله فقد نهضت بلاد المسلمين فى عهده حيث قام ب: انشاء الدواوين مثل ديوان الانشاء وديوان الرسائل وديوان الجبايه وديوان الجند وغيرها

وضع اسس للامن والقضاء وقام بتنظيم الجيش وهو من انشاء التقويم الهجرى  واسس مبدا الشورى الذى نص عليه القراءن الكريم واقترح على ابى بكر بجمع القراءن حتى لا يضيع من صدور المسلمين.

قتل الفاروق على يد ابو لولوة فيروز الفارسى وهو يصلى بالناس الفجر وقد طعنه ست طعنات وقد مات الفاروق فى سنه 26 هجريا واختار قبيل وفاته سته اطلق عليهم اهل الشورى ليكون الخليفه من بعده منهم وهم (عثمان بن عفان-طلحة -الزبير-على بن ابى طالب-سعد بن ابى وقاص وعبد الرحمن بن عوف).