web analytics
قصص

درس قاسي …

درس قاسي

درس قاسي …

اعتدت ايام دراستي ان اخرج كل يوم في الصبح الباكر لالحق بحافلتي،
وهي مازالت فارغه لم تزدحم براكبيها و تعج بهم ..فكنت اجلس طويلا علي المحطة انتظر،
اري وجوه الناس عينها في كل يوم حتي شعرت اننا اهل ولسنا بعابري سبيل معا

وفي حصن صمتي المعتاد اري واسمع وكانني محجوبة عن العالم من حولي
اتفاعل معهم في اعماق قلبي ومكنون مشاعري الا انني كما التمثال المثبت ها هنا ..
كل يوم اري تلك المراه البسيطه باطفالها الصغار التي تكافح لاجلهم ،
اولادها كثير متشابكون خلفها وكانها بجعة بيضاء حنون تقود صغارها.

و في كل يوم اري الثعبان ذاته يترصد بكل فتاة يراها ليفسد عليها يومها بقبيح كلامه.
وكل يوم اري مجموعة الفتيات اللاتي يدرسن في نفس جامعتي و اعمارهن كما عمري ،
ولكن ابدا ان اخرج من حصني و كانني اخشي بخروجي ان اتخلي عن ذاتي و افقدها الي الابد.

و من دون كل الوجوه كانا وجهين لن انساهما ما حيبت، فتاة جميله تكبرني باعوام قليله
كما بدي لي و شاب يبدو كذلك انه خطيب لها ..

الشاب و الفتاه كانا كفيفين وفي كل يوم ياتيان الي نفس المقعد بصحبة شاب ثالث مبصر
يقودهما الي ان تاتي حافلتهما فيجلسهما و ينصرف.
حتي يوم ذهبت باكرا كما عادتي فوجدت الشاب الكفيف وحده في نفس المكان يروح ذهابا و ياتي ايابا بسرعه كبيره
و يخبط بعصاه علي الارض كمن فقد عقله …
وانا في دهشه و ترقب ان تظهر الفتاة و لكنها ابدا لم تفعل ،
حتي اتت حافلتي ولكنني لم اركب بها فقد ابي قلبي انصرافي دون حتي ان اقدم يد المساعده ..
ولكنني استحيت كثيرا ان اساله فقلت اسير ببطء من امامه او حتي اعيق طريقه
فان كان بحاجه لمساعدة فسيطلبها ، ففعلت و لكنه جعلني امر امامه ثم اكمل سعيه المتسارع كما هو.

ومن بعيد لمحت حافلتي للموعد التالي قد اتت و لكنها لم تتوقف في مكانها المعتاد
بل قد تعدتنا بحارتين فنظرت فاذا بالفتاه تجلس في نفس المقعد المعتاد انما في الحارة الخاطئه
اينما توقفت حافلتي، و كانت حزينه تملؤ عينيها الدموع كما الطفلة الضائعه..
فاخذت انظر اليه ثم اليها فادركت ان هنالك خطا قد وقع ،
وحينها استجمعت كل شجاعتي و فتحت ابواب حصني و ذهبت الي الفتاة و سالتها اراكي كي يوم تجلسين الي خطيبك
فمالك اليوم وحدك دونه،؟!

فاخبرتني ان مرشدهما لم يستطع الحضور اليوم وانها قد سالت الماره عن مكان انتظار الحافله خاصتها
فقادها من قادها الي هذا الرصيف و ذهبت الي نفس مقعدهما المعتاد و هي هنا تنتظر منذ ساعات
وما اتي وانها تخشي عليه كثيرا فانه كفيفا وحده..
فاخبرتها انها في نفس المقعد نعم و انما في حارة اخري و انه كذلك ينتظر منذ ساعات حضورها في جنون يلحظه كل من يمر به ،
واخذت يدها اليه وقد فوتا حافلتهما بحافلات عده بعدها.. فاجلستها اليه وذهبت عنهما،
الا انني لم ابتعد قد خفت ان يضللهما احد الماره للتارة الثانيه
و مرة اخري فوت حافلتي، حتي اتت حافلتهما فاجلستهما و مضيت ….
و في خمض هذا كنت مخلوعة القلب بينهما ابكي لي ولهم،و انا اتلقي درسا قاسيا،
فان الفتاة كانت جواره طوال الوقت يفصلهما حارتين متوازيتين لو كان ذا نظر
كان راها في اول التفاته له الي يمينه،،

و تذكرت حال نفسي وكم من مرة اظلمت الدنيا بكروبها من حولي فاصبحت بدارها كفيفه لا اصبر علي فرج وهو جار لي ولو انني مبصرة لالتفت عن يميني فابصرته و لكنني ايضا لست كذلك… لست الا كفيفة كحالهم.

shaimaa el naggar

شيماء محمد اسامه ، شهرة العائله ( النجار) مصريه ، ٢٨ سنه بكالوريوس فنون جميله قسم تصوير زيتي دفعة ٢٠٠٦ اشتركت في معارض عديده ..( جاليري قرطبه ، جمعية محبي الفنون الجميله ،اتيليه القاهره، عدة معارض جماعيه في ساقية الصاوي ، كما حذت علي شهادة تكريم من ساقية الصاوي و الحصول علي المركز الثالث في التصوير الزيتي في مسابقة نهر البحر لعام ٢٠١١) وعضوه في جماعه فنيه باسم جماعة التشكيل الحر.. قمت بكتابة ثلاثة كتب و لكن لم انشر اي منها .. ... ولكن في انتظار حدوث ذلك عن قريب باذن الله تعالي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply.

The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.