web analytics
كتابات شخصية

ليلة الامتحان

ليلة الامتحان

يجب أن أذاكر.. يجب أن أذاكر.. !!!

صليت ودعوة الله ثم قفزت فى سريرى المريح لأبدأ المذاكره للأمتحان غدا فهذه ليلة الامتحان
نعم غدا وأسرح فى هذه الفكرة المرعبة قليلا ثم أعود لتلك المذكرة التى يفترض أن تكون لخصت أهم ما بالكتاب
أقلب فيها وأحصى أوراقها 80 صفحة ليست بالكثير يمكننى أن أنهيها وأراجعها قبل وقت النوم ..
كم أنا ساذجة لم أقوى على مذاكرة بعض الصفحات البسيطه يوميا
والأن أعتقد أننى وبسهوله سوف أنهى صفحاتى الثمانون بل وأراجعها 
ولكنى أعمل جيدا تحت الضغط كعادة جميع الطلاب المتفاجئون بالأمتحان
رغم نزول جدول الأمتحانات منذ شهر تقريبا !

ركزى ..!

أفيق من هلعى لأمسك بقلم وأبداأ بوضع خطوط تحت السطور التى أقرأها وكأنها متاهه لا أجد طريقى الى نهاية الصفحة !
وتتشابك الكلمات بعقلى كأشجار غابات الأمازون حتى أكاد لا أميز معنى أيا منها
فأحيد عن الطريق لأرسم على جانبيه عيون وسفن وقلوب  تعجبنى الرسومات فأبحث عن قلم بلون أخر لتلوينها !
أفيق مغتاظة من قلة تركيزى وأنادى على أمى فأطلب فنجانا من القهوة التى لم أحبها أبدا
ولكنها من طقوس المذاكرة ليلة الأمتحان فتأتى أمى بالقهوة وتدعى لى ” ربنا يعينك يابنتى ويجعل تعبك بفايده” 
وهنا تغلبنى ابتسامة مره فأنا أبدا لم أتعب ولم أواظب على حضور المحاضرات
وأن حضرت محاضرة يغلبنى النعاس وأرى أجمل الأحلام حتى ينبهنى زملائى

فأتمنى لو أننى لم أتهور وأدخل تلك المحاضرة المملة فهناك دوما المذكرة التلخيصية أخر العام في ليلة الامتحان ..
أه يا ربى المذكرة ! الوقت يمر وأنا مستغرقة فى أحلام اليقظة .
أتناول قهوتى الباردة وأعود لرسم ذلك الخط المتعرج تحت الكلمات وهنا تتصل بى أحدى صديقاتى اللئيمات
لتقول لى “خلصتى أد أيه؟”  أرد ” ثلاث صفحات وأنتى؟”  ” زيك بالضبط”
وتتدفق فى الحديث عن أننا مش نافعين ومفيش فايده واننا يا  هنسقط يا هنسقط !

أنهى المكالمة وأنا محبطة كليا فألقى بالمذكرة وأشغل بعض أغانى التوكتوك ذات الكلمات البائسة والموسيقى الصاخبة
وأبدا فى الرقص العشوائى المثير للشفقة! وألقى نفسى على سريرى فلا أشعر بنفسى الا وقد مرت ساعتان
أستيقظ فأغسل وجهى وأذهب لحضن أمى وأقول لها “أنا مش عارفه أذاكر وبعدين هما اللى ذاكروا أخدوا ايه ؟ تعرفى يا أمى ان الأميرة ديانا سابت المدرسة وهى عندها 16 سنه!
بلاش دى. طب عندك علم ان بنجامين فرانكلين ساب المدرسة وهو عنده 10 سنين!
“تبتسم أمى وتقولى “ذاكرى وأعملى اللى عليكى عشان تفرحى أمك”
أقبلها وأقوم كالصاروخ لأمسك بمذكرتى وأجاهد نفسى فأطرد أحلام اليقظة وأذاكر من أجلها , من أجل أمى .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply.

The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.