صفحة من مذكراتي
الجمعه
١١فبراير ٢٠١١م
اليوم يوم اكتب انا والتاريخ عنه معا…
اليوم قد تنحي رئيس مصر بعد سبع عشرة يوم من ثورة طالبه فيها شعبه بالرحيل ، بعد حكم دام ثلاثون عاما.
رئيس لم اري لبلادي غيره منذ يوم مولدي، و اري البلاد يتناوبها الحكام من حولنا،
حتي ان بعض البلاد لم اعد اعرف من امسي حاكما لها.
وكانني اشعر بغرابه ان يقترن اسم مصر برئيس غيره، فهذا امر لم يرد حتي في احلامي قبل هذه الليله.
لم احدثكم عن ايامي القليلة الماضيه، ايام هلع لم اري مثلها في حياتي، فقد تركت منزلي هاربة لاهل زوجي…
هربت خوفا علي اطفالي فلم يعد بقائي معهم وحدنا بالشيء الامن ، بعد ان ملئت شوارع مصر بالمجرمين
وقطاع الطرق و الهاربين من السجون، لم يتركوا شارع او حارة الا وقد سلكوها ليروعوا اهلها بطلقاتهم الناريه
التي امست صوت عادي مالوف اسمعه في اذني،،
ويهاجمون البيوت ليسرقوها و يحطمون السيارات في كل شارع حولي.
ما عدت اري شرطي واحد بالجوار ما عدت اري الاسباب التي كانت بالامس تشعرنا بالامان،
نعم قد بدا الجيش يظهر في الشوارع بدبابتهم التي ما تعودت رؤيتها سوي في الافلام و الصور ،
الا انهم ما يزالون قله حتي الان.
لم ينم احد منا اليوم الكل جالس مترصد يخشي ان نلقي هجمة من المعتدين الذين لا نعلم ما اصلهم،
الكل يحمل سلاحا في يده ، اي سلاح يملكه سواء كان سلاح ناري او سكين او شومة او عصي ،
حتي النساء في تاهب يحمون داخل بيوتهن ، اما الرجال فقد تجمعوا في كل حي ووحدوا بينهم شارات
ليتعارفوا وبعضهم ..
انظر من الشرفه رغم قساوة الواقع ولكني اري بطيات واقعنا المرير شيء يملؤني فرح،
فكاننا عدنا الي الزمن الجميل عدنا بعشرات السنين الي الوراء حيث كان الجيران يتعارفون ويتسامرون
حيث يجتمع الرجال في جلسة واحده يحموا الديار معا ويشعلون النيران ليجلبوا الدفء بها ..
وانا اراهم من بعيد متبسمه رغم المرارة مما يعيدوه علي اسماعنا بالتلفاز مرارا وتكرار
لاصوات نساء تستغيث من مجرم يهدد امانها في محاولة لاقتحام بيتها،
ومن سجون يستغيث حراسها علي الهواء ليعلنوا اخر كلماتهم للعالم قبل رحيلهم.
قد تنحي تاركا ارثا لنا من الثعابين و الثعالب تنهش لحمنا…..
ولكنه علي كل حال قد تنحي وقد رحل و الكل يهتف قد رحل .. قد رحل .. قد رحل.
