web analytics
الأدبالفنون و الترفيهقصص

أحببت مغتصب !

235671fzfعانيت ما عانيت طوال حياتي ، فأنا مازلت في الثلاثين من عمري ولكني قد انتهيت من فتره طويله ، امامي الجميع يبدأون حياتهم اما انا فقد اكتفيت ، فعلت كل ما يفعل وانهيتها ، هم يقفون علي خط البدايه اما انا اقف بعيدا عن اخر الخط بعيدا جدا لا استطيع ان اعود لمساره ولا انا ابتعد خطوه واحده ، هذا هو حالي ،أنا أتقبله تماما ، وأرغم من حولي علي تقبله ولكن دون جدوي لأن في قرارة نفسي اعلم جيدا انني قد اخطأت ، لقد كانت ضريبه حبي هي عمري باكمله في كل ما تحتويه من تفاصيل ، اشخاص قد احبوني ، اصدقاء رافقوني ، اهل قد اعانوني ، كل هذا قد تركته في سبيل قلبي ،

بدأت ماّساتي حين التقيت في وطني القدس بشاب ، شاب وسيم ، وجهه ملئ بملامح الرجوله ممشوق القوام وعريض الكتفين ، لديه ضحكه لم اري لها مثيل ابدا ، كنت اجلس في حي القدس بأحد المقاهي التي تطل من بعيد علي القدس ومسجد قبة الصخره ، كان يجلس بطاولة مجاوره لي ، لم اكن يوما احتك ببلدي ما هو مفترض، كنت احمل وطني سر تعاستي ، وكأنه قد وضعني في هذه الخانه المقفله الي الابد ،حتي اذا ذكرت جنسيتي نظر الي الجميع وكأنهم يقولون المحتلون ، البؤساء اصحاب الحجاره معدومي الحق واللسان ،كان يجلس الي جواري يقرأ احد الكتب لم التت الي اسم كتابه علي الرغم من اني كنت انظر له بشده ، حتي لاحظ نظرتي فجاء وجلس علي طاولتي وناقشني في كتابه لانه ادعي انني انظر الي كتابه ويعجبني بشده وهو يعلم جيدا ان الكتاب لم يمو امام عيني للحظه شارده ، وانا اردد معه كلماته واقول اجل ونعم وصحيح ، ثم ما لبسنا لحظات حتي تواعدنا علي اللقاء مره اخري في نفس المقهي ، وتكررت لقاءتنا مره تلو الاخري ، احببت نظرته للمرأه في رواياته ، منحها الحب والاحترام اكثر مما قد تمنحه امراءه لنفسها ،وانا استمر في التحديق والابتسام عرفنا كنيات بعضنا البعض ، حتي قررنا  الخروج سويا ، وما ان خرجنا ، وجلسنا نتحدث وعقلي كان قد اسر تماما ، هذا هو الشخص المثالي الوحيد الذي قد تعثر عليه فتاه مثلي لا يفكر في المقاومه وغيرها مجرد رجل حر ، ولكن مفاجئني هو ان يريني هويته في اطار مزحه فاجد انه يهودي اسرائيلي ، فهرعت وهو خلفي وحين اعلمته اني عربيه مسلمه نظر الي ثم سار ولم يحرك شفتاه بكلمه واحده فقط ذهب ، اما انا فبقيت اتذكره ، اعلم انني احقر من ان احب ولكني قد احببت مغتصب وهذا هو واقعي .