web analytics
فن التعامل مع الأخرينكتابات شخصية

السجين والسجان

السجين والسجان

السجين والسجان

منذ صغرى وأنا أتمنى أن أكتب فى هذا الموضوع الذى يؤلمنى كثيرا, ولكن فى البداية أود أن أقص عليكم قصة صغيرة ولكم أن تتخيلوها معى.

كان هناك موظف بسيط لديه من الأبناء أربع وتقدم لأبنته الكبرى شاب ليتزوجها
ولم يملك الأب مال لتجهيز بنته فأضطر لسرقة مائة ألف جنية من خزينة الشركة,
آى أختلس من الشركة وكشفت جريمته وسجن وهو بالسجن تاب إلى الله على ما آرتكبه من الذنب
ورغم قسوة السجن إلا أنه كره اليوم الذى يخرج فيه من السجن خوفا مما يتلاقه من الناس
وخوفا من نظراتهم القاسية الخالية من الرحمة والرأفة والتسامح

وبالفعل حدث ما كان يتوقعه عامله الناس وقابله المجتمع ومنهم أشخاص من لحمه ودمه بقسوة ورفض
وكأنه المخطئ الوحيد فى هذه الدنيا, ورغم انه تاب إلى الله لكن الناس لن ترحم ورغم قوة إيمانه
لتحول إلى شخص مجرم لا يبالى لما يقولوا الناس عنده

المجتمع هو السجن الأكبر

ما آريد أن أقوله عزيزي قارئ موقع مقالات أن المجتمع مخطئ فهناك كثيرا تابوا إلى الله
بعد خروجهم من السجن وهناك من سجنوا ظلما,
و لكن مجتمعنا يحاسبه كأنه وضع نفسه مكانا لله ليحاسب ويحكم ويقرر وقد يؤدى هذا إلى عودة الشخص
لما كان عليه من إجرام بل من الممكن أن يعود أكثر مما كان عليه, وأطلب من أصحاب المصانع
ورجال الأعمال أن يفتحوا قلوبهم وعملهم لهؤلاء كى يأكلوا حلالاً ويتزوجوا ويعيشوا حياة هنيئة
وطبعا لا أطلب منهم أن يخدعوا أحد فكثير من الناس خداعين ولكن يجب أن يخضعوا لاختبارات
ولعلماء نفس و إجتماع و متخصصين ثم يأخذون من تابوا بالفعل

و أطلب من المجتمع أن يتعامل معاهم برحمة ورأفة وحب كى لا يعود إلى مإجرامهم,,
فهناك طرق عديدة لإصلاح المجرم منها معاملته معاملة حسنة وخيره,,
نظهر له أن فى الحياة خير وحب وحياة جميلة وأن هناك كثيرا فى الحياة قد يمد لهم ألف يد للمساعدة,,
فمن نحن حتى نحكم على الآخريين, فالله نفسه قد يتوب عليهم فمن نحن لكى نسبب الآلم والجراح لآخريين,

وقد ذكر فى أحد الروايات عن سيدنا يوسف عليه السلام أنه عندما خرج من السجن
بعد ماسجن ظلما على يد العزيز و زوجته زليخة وبعد أن تولى خزائن الأرض فى مصر
طلب من الملك أن يخرج كل المسجونين وأن يعملوا فى الزراعة وغيرها
وبالفعل خرج المسجونين وعملوا وقد تابوا إلى الله بالإضافة إلى معاملة الشعب لهم معاملة حسنة

وبالتالى أخرجوا أفضل ماعندنا,,هذه صفات الأنبياء,,وهذا هو يوسف الصديق عليه السلام,,
فمن نحن لكنى ننصب نفسنا سجانين لمن تاب الله عليهم,
ولذالك يجب علينا ألا نكون سجانين المجتمع بعدما خروجوا من السجن
فيكفى عقاب الله لهم ولذالك لا يجب أن نكون نحن أيضا سجانين…..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply.

The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.