web analytics
كتابات شخصية

مقال أو لا ما قال !!

مقال أو لا ما قال

مقال أو لا ما قال

علموني في أولى شطحاتي في مجال الصحافة .. أن هناك فارق كبير بين المحرر الصحفي والكاتب الصحفي ..
وأن المحرر الصحفي لابد أن يمر بمراحل كثيرة كي يتمكن من دخول عالم الكتابة الصحفية .. أي كتابة المقال ..

وقالوا لنا بنوع لا أعلم إن كان من الترهيب لقمع حرية الرأي أم من باب النصيحة
أن كتابة المقال مسؤولية كبيرة ويجب أن يكون كاتبه على وعي كبير وثقافة وعلى أتم استعداد أن يتحمل مسؤولية
قارئ اقتنع وأخذ برئيه .. أي يجب أن يكون يتمتع برؤية وخبرة حياتية كبيرة وقارئ جيد ..
فيكون جدير حقا بلقب صاحب الرأي والرؤية !!

لذا خيل لي إنني لن يصح لي كتابة المقال إلا بعد عمر طويل .. أي بعد مرور عشرون عاما في العمل الصحفي ..
يعني في مقتبل الأربيعات على الأقل حينما أكون امتلكت الخبرة والرؤية والثقافة التي تجعلني على قدر تلك المسؤولية
و من ثم نشأت لدى فوبيا المقال .. وبدأت أن أنقل لمن تدربوا على يدي نفس النصائح نحو كتابة المقال .

وإذ بي أصحو يوما ما على واقع مزعج .. هناك من يكتبون المقال في سن صغيرة جدا ..
وهناك من يكتبون خواطر عادية ويطلقون عليها مقال .. هناك من يكتبون المقال بالعامية ..
يا للهول .. ماذا .. المقال بالعامية .. بعد أن قالوا لنا علينا أن نقرأ لكتاب كبار مثل أنيس منصور ونجيب محفوظ
وغيرهم و غيرهم كي نحسن من لغتنا الصحفية عموما .. يكتبون المقال وبكل هذه بالبساطة بالعامية ..

لا أعلم إذا كان هذا تماشيا مع روح العصر أم إهانة لذلك الفن الصحفي الذي يتسيد جميع فنون الصحافة وله كل تلك القدسية .

يكتبون مقال سردي .. حكاية .. موقف .. نتاج لموقف لكن ليس له أي علاقة برؤية أو ثقافة أو تراكم خبرات حياتية .
وقتها فقط وبعد أن تخرجت وعملت بالمجال الصحفي بضعة سنوات وقرأت وتعمق في أسارير الحياة ..
فقط شعرت بالمسؤولية نحو المقال العربي و أن أضعف الإيمان أن أكون أحد من يعيد له قدسيته فيما يعنيني
وقررت أن أكسر تلك الفوبيا المفرطة وأن أنقل بعض من ثقافتي البسيطة في فصحى تخضع لإمكانياتي المحدودة
التي لا بأس بها وأن أعيد توجيه من تدرب على يدي .. أكتب نعم .. عبر عن رأيك وشارك ..
ولكن كن مسؤولا واعلم أنك ستحاسب وثق بما تكتب .. و احفظ قدسية المقال الصحفي وكلله بفصحاه
ولا تكن ممكن يجرجرونه لتراجعه من دون قصد .. دون إذا لم تكن قادر ..

عبر عن نفسك بلغتك المفضلة في مدونتك .. على صفحتك الخاصة على الفيس بوك .. أو على تويتر والمواقع الاجتماعية الكثيرة التي تتيح لكن ذلك لكن بدون إهانة المقال فــ مقال أو لـا مـا قــــال !!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply.

The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.