web analytics
قصص

انا و جدي

انا و جدي

انا و جدي

اتذكر حين كنت طفله ان طلبت من جدي ذات مره ان يجمع كل عائلتنا ويشتري لنا بيت كبير ونعيش فيه ،
حتي لا ابتعد عنه او عن جدتي واطفال العائله كلهم ، فرد جدي انه لا يجوز وانه لا يقدر علي ذلك ،
ففكرت وقلت له لماذا ساجمع لك مال منهم كلهم واعرض عليهم الفكره حتي نحن الاطفال سنضع مالنا ،
فقال لي لن تكونوا سعداء فهذه هي سنة الحياه كل عائله كبيره يخرج منها عائلات صغيره وتكبر
حتي تصير العائله الكبيره مثل الشجره التي لا يستطيع احد ان يضم غصونها بالنظر اليها ،

فغضبت وقتها لان جدي لا يريدنا بجانبه وفي الوقت ذاته كان يقول انه يحبنا ولا يكون سعيد ابدا مثلما
يتجمع احفاده حوله ، فشعرت انه يكذب علي ، او انه يعلم ان اموال الجميع لن تكفي ليبني لنا هذا البيت ،
فقررت بعد فتره في احدي الايام التي كانت تجتمع العائله فيها في بيت جدي ان اسأله مره اخري ربما
يكون قد رجع عن وجهة نظره ، فضحك ونظر الي وقال سأبني هذا البيت لاني احبكم واحب اولادي
ولكن بعد خمس سنوات اذا استمريتم في الاجتماع عندي مثل الان واذا ظللتم تحبون بعضكم ،
في بادئ الامر احسست ان المده طويله ولكن قلت لنفسي مادام سيحقق
حلمنا نحن اطفال العائله وسنظل مع بعض سويا في النهايه فلا داعي للقلق ستنتهي هذه الفتره ،

لم يكن ما يجذبني لهذه الفكره وقتها تجمعنا فقط ، ولكن كان بمثابة حريه فحين اخطئ او ارتكب ذنب
اجد جدي وخالاتي وجدتي يطلبون من امي ان تسامحني ولا تجعل ابي غاضبا مني ، لم اكن افهم ان
بمرور الوقت كل اسره صغيره تكبر و تزداد خصوصيتها و تكتمل نواقصها بنضج افرادها
وتصبح شئ فشئ لا تحتاج لتربه كبيره لانها قد تحولت لتربه يمكن غرس اسر صغيره بها ،
حتي انا ساكون قد كبرت وتقل اخطائي وحتي ان اخطأت فلن احتاج لاحد كي يدافع عني انا من سيتولي
هذه المهمه و ربما اخطائي لن تكون خطا في وجهة نظري وانما تصرف صواب.

مرت الخمس سنوات و ذكرني جدي بما طلبته منه فضحكت انا مثلما ضحك حين عقدنا اتفاقنا ،
فسألني هل تجتمعون مثل ما قبل الخمس سنوات فقلت بالكاد نري بعضنا تمر شهور و احدانا لم يقابل الاخريين ،
حتي انا و باقي الاحفاد تغير طريق كل منا لم نعد اصدقاء مثل السابق ووقعنا في مشاكل وتصالحنا و تخاصمنا
وتصالحنا ولكن لم نعد كسابق ، فقال لي اذا اقتنعتي بسنة الحياه ، كل مسير لما خلق له ،و صعوبة الحياه تجعلنا
كمن في طوفان ولكن يجب ان تحافظوا داخلكم علي جذوركم حتي وان لم تكونوا تجتمعون دائما .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply.

The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.