web analytics
الأدب

وتاهت نفسها……..

كانت فتاة مرحة ،تحب الضحك، إجتماعية لأبعد الحدود، تحب الناس وأحاديثهم، جريئة بأدب وعقل، متميزة فى كل شئ تفعله. ويوما ما دق قلبها الصغير وشعرت تجاه هذا الشخص بشعور جميل ، لم تشعر به يوما من قبل…..

وظلت على هذا الحال سنوات فكان أدبها وحياؤها ودينها يمنعها من أن تصارح حتى نفسها بذلك وكانت تتمنى أن تجد منه حتى نظرة إعجاب أو رضى ،لكنه كان يختلف عنها تماما، فكان هادئ لأبعد الحدود، غامض لأقصى درجة، خجول أكثر منها، إنطوائى ولا يحب الاجتماعيات.لكنها مع كل هذه الاختلافات التى بينهما لم تمنعها من أن تنجذب إليه. لكنه دائما وأبدا كان فى سبات عميق من ناحيتها….

وفى يوم قالت لنفسها ربما لا أعجبه لأنى أختلف كثيرا عنه،أو ربما لست جميلة بالقدر الذى يرضيه، وحينها قررت أن تكون كما يحب هو ،بل قررت أن تكون هو..

فإلتزمت الصمت كعادته، وأحبت الهدوء والانطوائية التى من شيمه، وابتعدت عن الناس رويدا رويدا…وأقنعت نفسها بما لم يكن فيها، فزادت خجلا على خجلها، وأصبحت تتلعثم فى الكلمات ،وتتوه بين الناس إذا تكلمت فضاعت منها جرأتها ورأيها..

ثم إنتظرت وإنتظرت أن تلفت نظره بهذه التغيرات التى من أجله فقط دأبت على التشبع بها ….لكنه ظل فى ثباته العميق..

كلما تحدثت أمامه لامت نفسها على كل كلمة قالتها فربما خرج منها مالم يعجبه وتتمنى حينها أنها ماتحدثت…

كل هذا وهى لا تدرك أنها تخسر نفسها بنفسها ،حتى كانت المفاجأة…………….

سمعت يوما عن تقدم هذا الشاب لفتاة الكل يتحدث عن جرأتها، وخفة ظلها، وإجتماعياتها، وثقافتها، وشخصيتها، بل عن جمالها المتوسط ،تماما كما لو كانوا يصفونها غير أن الفارق الوحيد بينهما  أنه لم يتقدم لها…

حينها وفى هذه اللحظة فقط أدركت الفتاة مافعلته بنفسها….وظلت الدموع حبيسة فى عينيها حتى أصبحت فى غرفتها وحدها ونظرت للمرآة وقالت لنفسها: من أنت؟ وأين أنا؟

لقد تاهت منى نفسى فلم أعد أنا …. لكنى أعدك يامن أنظر إليكى ألا أكون هو ثانية، وألا أكون أحدا آخر أبدا…

سـأعود لنفسى وحتما سأجدها، ولن أفرط فيها ثانية. سأبحث عنها كما فقدتها ،وحين أجدها سأبقى على كل جميل فيها ،وأصلح التالف منها ليس من أجل أحد بل من أجلى أنا………فأنا تستحق أن أكون أنا.