web analytics
اسلاميات

علمتني سورة الكهف

سورة الكهف

أسرار الكهف

أستيقظ صباحا أغتسل و أتطيب و أفتح المصحف علي سورة الكهف ، هكذا صباح كل يوم جمعة لا تختلف
الطقوس لكن و الغريب تختلف العبر في كل مرة اقرأ فيها سورة الكهف. و كأنني لا اقرأها و كأنها ليست كلمات بل كأنها كهفاً حقيقيا ملئ بالأسرار لا ينفك أن تفقه سرا حتي يتجلي لك
آخره .. سورة الكهف حقاً كهف من الآيات و اللطائف.

مكان لقاء موسى مع الخضر

في هذه المرة تأملت و أنا أقرأ سورة الكهف سعي موسي لملاقاة الخضر . خرج سيدنا موسى مع صبي له ينتظرون علامة ” ضياع الحوت” وهذه هي العلامة التي ستخبرهم بمكان لقائهم بصاحبهم الجديد ” الخضر” ،صاحب الحكمة من سيتلقي علي يديه نبي الله موسي بعض دروس الحكمة و بعض العجب ،وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّىٰ أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا.

أن تضع لنفسك غاية تدركها لا تحيد عنها و أن توضح هذه النظرة لنفسك أولا و أن تستانس بالعلامات لا
أن تنشغل بها عن الطريق.
فمسير سيدنا موسي كان واضحا لم ينشغل متي نفقد الحوت و لم يسأل الفتى هل ضاع الحوت ؟
بل قال:” فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَٰذَا نَصَبًا”
الطعام .. أراد سيدنا موسي فقط الطعام ليستقوي به علي المسير و السعي فكان جواب الغلام : “قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ ۚ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي
الْبَحْرِ عَجَبًا”

علامات الهدى

فأنت بطريقك و سعيك لابد لك من علامات ترشدك تهتدي بها و تسترشد بها. لكن لا تجعل كل همك تلك العلامات بل تمضي كما أنت و الأعجب من ذلك أن بعض العلامات قد تظهر لك
بعدما تكون قد تخطيتها و أكملت للأمام و هذا لا يعني أبدا تركك لها بل العودة لها و الأخذ بها.
” قَالَ ذَٰلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ ۚ فَارْتَدَّا عَلَىٰ آثَارِهِمَا قَصَصًا”
عادوا مرة أخري من حيث جاءوا ليجدوا بغيتهم ذلك العبد الحكيم لتستمر معهم الحكاية و يستمر معهم النهم في المعرفة و الحكمة و تزداد بعد ذلك الرحلة تشويقا و عجبا و جمالا بين راغب في الإستزادة و العلم و عالم يعطي الدروس عن تجربة و بفيض حكمة.

علمتني سورة الكهف

قد يكون في الرجوع خطوة للأمام

في هذه المرة رأيت في سورة الكهف عكس ما أراه دوما من كلام الناس عن النظر للأمام و عدم الخوض
في الخلف و عدم التلقي و الأخذ بما فات ، في هذه المرة تعلمت من سورة الكهف أن مفتاح الأمام قد يكون
في الخلف و أن علامات نفقدها ثم لا تلبث فستظهر لهي أولى بالرجوع لها من المضي في عالم المجهول
استكبارا بألا نعود و ألا نقف في السعي للأمام.

الإخلاص في السعي

علمت أن السعي يلزمه اخلاصا للوصول و نية حاضرة و يقين جلي. إخلاص للفكرة التي تود تحقيقها و نية سليمة في التحصيل و المعرفة لا مجرد الوصول لإثبات الوصول
أو إثبات القدرة أو تجهيل الأخر و تقليل قدره.
و كذلك يقين يدفعك ألا تمل و ألا تيأس مهما غابت عنك الصور و ضاقت بك المساحات و فقدت من علامات.

سيدنا موسي واصل مسيره حتي وجد و تعلم و فهم و رأي من الحكمة ما كان غائبا عنه . و لولا سعيه المخلص و نظره للعلامات و عودته إبان ظهورها لما وصل لمبتغاه من الحكمة .
إن المسير طويل و العلامات به كالنجوم تارة تخفت و تارة تشع فاغتنمها متي حلت و إن كانت إضاءت
بالخلف فعد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply.

The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.