web analytics
معلومات عامةمقالات عامة

المثالية : كيف تتخلص من هذا القيد

المثالية

هل انت ممن يتطلعون إلي الكمال و المثالية ، يودون فعل كل شيء بإحترافية شديدة وبدون أدني خطأ.

إليك هذا الخبر : من الخطا ، عدم إرتكاب الأخطاء.

بعض الناس يضيعون عمرهم فى القيام بأمر ما أو ربما بكل أمور حياتهم بلا خطأ وبصورة مثالية ،

إن الرغبة بالحصول علي 100 % فى كل شئ بلا حطأ لا يؤدي فقط إلي المماطله و التسويف فالسعي وراء الكمال يجعل كل تركيزك منصب على النفق المظلم ،

وغالبا التركيز على هذا الجانب يكون غير فعال فلا تجني اي ثمار من وراء هذا السعي على الإطلاق ،

فذلك يدخلك فى حلقة مفرغة كلاسيكيه من حل البحث عن المشكلات والعقبات فقط وبغض النظر عن الجهد المبذول وبغض النظر عما تحقق ،

فإنك تراه غير جيد بما يكفي ، وبالتالي تقود نفسك بنفسك إلي إنخفاض الثقة بالنفس،

كما أنك لن تستطيع مطلقا الإستمتاع بما حققته بالفعل لأنك لا تري منه سوي فقط الأخطاء حتى أصغر تلك الخطأ تراها بدقة ،

و التى تزعجك وكأنما مشروعك بأكمله قد فشل ، الحظ دائما يأتيك مع كل خطوة تأخذها للأمام …

وسنتعرف الان عزيزي قارئ موقع مقالات علي المثالية بأنواعها .

المثالية الجيدة ، والمثالية السيئة :

غالبا ما يجد الناس عموما صعوبة فى العمل مع هؤلاء الراغبين فى الكمال والمثالية الزائدة عن الحد ،

حيث يكاد يكون مستحيل العمل معهم ، وهم يجعلون من حياتهم وحياة زملائهم حياة صعبة للغاية ،

حيث يركزن على العيوب أولا و يصدرون الأحكام السلبية سريعا مما يفقدهم الرضا بسرعة عن اي شئ.

ومع ذلك ليس من العدل ان ننظر لجانب واحد فقط من العملة ،

فالمثالية ليست دائما هى تلك الرغبة فى الكمال التي تدفع للتدقيق فى اصغر العيوب وتضخيمها ،

بل أحيانا تكون هى الرغبة فى الجودة وكمال العمل بقدر كبير ، وبدلا من تضخيم أخطاء صغيرة أحيانا تكون رؤية أكثر دقة تقود لعمل مميز ،

فلا شك انه يوجد مثالية جيدة كما يوجد مثالية سيئة للغاية كذلك ، و التى مع الأسف هى الأكثر إنتشارا فى مجتمعنا على نطاق واسع.

ما هي المثالية السيئة ؟

المثالية السيئة

الرغبة فى المثالية والكمال تترافق دوما مع الرغبة التي لا تتحقق عادة فى الحصول على الإهتمام والتصفيق الحاد،

وربما الشهرة والتقدير الواسع ، وهؤلاء المثاليين لديهم رغبة دوما فى المزيد من السيطرة و محاولة حماية النفس من الرفض أو النقد ،

ولكن هذا يجعل صاحبة يدور فى حلقة مفرغة لا نهاية لها ، فهؤلاء الأشخاص الطامحين للمثالية ،

هم أصحاب إرادة قوية ويخفون أنفسهم بقشرة خارجية صلبة ، ولكن فى حقيقة الأمر هم أناس حساسون للغاية ،

إنهم يبذلون قصاري جهدهم دائما ولكن قبل كل شئ يكون ذلك بسبب دافعهم الخارجي فى الرغبة فى الظهور والتألق ولكن بلا ادنى نقد أو مقابلة بالرفض من أحدهم ،

وهذا يخلق بسهولة دوامة من السعي المهدر مما يولد الضغط والإحباط والفشل

و حقيقة الأمر أن الأشخاص الناجحين يتميزون بكون أخطائهم تفوق أخطاء الآخرين ،

حيث أنهم ببساطة يقومون بأكثر مما يثوم به الآخرون ،

الخطأ ليس شئ سئ مادام لم يكرر نفسه فمادمت تعلمت الدرس ولم تعيد خطأك هذا امر جيد جدا ،

فكر فى توم واتسون مؤسس شركة IBM  عندما قام أحد موظفيه بإرتكاب خطأ خطير ، كلف الشركه 600000 دولار ،

ثم سأل واتسون إن كان يريد إقالته من عمله ، فأجاب بالطبع لا لقد أستثمرت للتو 600000 دولار لتعليمه ،

لماذا اتركه لأحد آخر يستفيد من تلك التجربة مجانا ؟

ما هي المثالية الجيدة ؟

المثالية الجيدة

علي العكس من المثالية السيئة ، يتم توجيه تلك المثالية للداخل ،

حيث يضع هؤلاء المثاليين قيم ومعايير عالية لأنفسهم ويحاولون دائما رفع شروطهم قليلا ،

ليس للآخرين بل  لآنفسهم ، لكي تنمو أنفسهم وتتطور ،

ليتعلموا أكثر ، ويتطوروا أكثر ، ويكونوا على درجة عالية من الكفاءة ذات يوم.

ولكن أحذر من المبالغة فى ذلك حيث يمكن أيضا ان يصبح ذلك بنفس المقدار من الضرر كما هو فى المثالية السيئة إذا تشددت فى الأمر وبالغت فيه ،

حيث ستشعر بنفس القدر من الإحباط عندما تشعر أنك لا تفي بمتطلباتك الخاصة ،

ثم يصبح كل شئ جيد أو سئ غير كافي ويصبح الكمال فخا تقع فيه .

وهناك خطأين هم الأكثر إنتشارا يقع فيهم من يتمتع بصفة المثالية :

يقرنون المثالية فى إنجازاتهم و نجاحتهم مع القيمة الشخصية لأنفسهم وبالتالي يواصلون بشكل مستمر من تحسين أنفسهم ،

هذا أمر جيد ولكن فى الحالات القصوي منه يبالغون فى تقدير أنفسهم فتتضخم صورتهم الذاتيه و ينقادون إلي نوع من الإدراك النرجسي للذات.

الحياة  بالنسبة للمثاليين أسود و أبيض إذا لم تكن مثاليا فإنك تصبح خاسرا ،

من وجهة نظر الشخص المثالي ، ووجهة النظر هذه سطحية وتختذل الخطأ البشري فى أضعف صوره مما يجعلها تشكل ثقلا كبيرا على صاحبها ومن حوله.

فى اليابان ، من ناحية آخري تم تطوير نموذج يدعي Kintsugi  – و يعني فن قبول الخطأ ونقاط الضعف ،

وعدم الإضطرار لإثبات اي شئ ، والعثور على الجمال و الكمال فى النفس بما تحمله من صعف وقوة.

فخ الكمال والمثالية :

فى الغالب تكون الرغبة للكمال هي سبب عدم حصولك على شئ علي الإطلاق ، ففي العمل يقودون إدارتهم للتخلي عنهم سريعا ،

فالبرعم من كونهم يتحلون بالصفات التى يحبها كل مدير ، فهم ملتزمين بالأداء وموثوق فيهم ،

إلا ان السعي وراء التفوق علي طريقتهم يكون مجرد طريق لعجلة الهامستر فلا ينجزون شيئا فى النهاية ويحاولون طوال الوقت إثبات شئ ما لأنفسهم وللأخرين.

و فى الحقيقة الشخصيات المثالية تحاول إرضاء الأشخاص الذين لا يهتمون بالفعل ( ولا ينبغي عليهم أن يهتموا)،

والأسوا من ذاك أننا نريد أن نثبت شيئا للأشخاص الذين لا ينبغي أ، يكون لهم تأثير كبير على حياتنا أكثر من لقاء عابر أو جلسة لطيفة.

بالطبع الأمر لا يتعلق بكافة الأمور ، فإن كنت ستستقل طائرة ،

فإنك تتوقع – وانت محق فى ذلك – ان يقوم الطيار ببذل قصاري جهده و ان يكون الفني قد حافظ على كل أجزاء الطائرة تأكد من سلامتها بدقة شديدة مسبقا ،

حياتك الخاصة تعتمد على ذلك بذل قصاري الجهد والتأكد من صحة الأمور الهامة ،

لكن فى بعض جوانب الحياة الآخري تكون تلك الطريقة 110 % فى غير محلها ،

كما أنه حتى فى أكثر الأمور أهمية يمكن لبعض الأخطاء او العيوب توسيع الأفق ،

فبدون وجود خطأ فى التنقل لم يكن لكريستوفر كولومبوس أن يكتشف أمريكا،

و إرتكاب الأخطاء ميزة يتميز بها الأشخاص الناجحين و الإكتشافين والمخترعين حيث يجربون بكثره ويرتجلون ويندفعون أحيانا.

وفى الحقيقة كثيرا ما يكون الكمال للهروب ، حيث انه طريقة دقيقة جدا للتظاهر بأنك مشغول جدا ولديك ضمير،

بينما انت تتجنب المهام الخطيرة أو المزعجة حيث تفضل تدقيق النظر وتجويد بعض الأمور غير المهمة إطلاقا بدلا من مجرد القيام بالهام

لذلك عليك مراجعة إستراتجيتك ،

و أفضل إستراتيجية هي :

الهدف ، إطلاق النار ، الهدف

الترتيب ليس صدفة ، بالتأكيد ، هذه تكون هذه إستراتيجية موصي بها لمنافسات الرماة لكن خلاف  ،

لكن يمكن ان يكون هذا الشعار فعال فى كل مجالات الحياة

فأولا : عليك تحديد هدفك

ثانيا : أنتقل إليه مباشرة

ثالثا : راجع عملك وعدله

ستكون النتيجة أفضل كثيرا من التدقيق والتمحيص فى كل شئ ، التحرك هو أفضل طريقة للتحسين ،

فسوف تصل لهدفك أسرع بكثير ، فالجلوس وتأمل الأخطاء او العقبات لن يصلح الأمر لكن التعلم بالتجريب أنجح كثيرا.

ما هي المشاكل التى يعرفها من يتمتع بصفة المثالية فقط ؟

الركض خلف المثالية هو أمر متعب ومحبط فى نفس الوقت ،

حيث يقوم الكثير من الناس بعمل شاق ويندفعون لمهام ليجدوا فقط فى النهاية أنها لا تلبي متطلباتهم الخاصة ،

غالبا ما يكون من الصعب علي الغرباء أن يفهموا كيف يفكر الطامحين للمثالية و لماذا لا يمكنهم قبول أنفسهم بنتيجة جيد، حيث هناك بعض المشاكل لديهم لا يمكن لغيرهم ان يفهمها.

١- يجد من به صفة المثالية أنفسهم كسولين :

كثير من المثاليين هم خيول عمل حقيقين ، حيث دائما ما يجدون ما يفعلوه ولا يتوقفون مطلقا ، لا يوجد فى قاموسهم كلمة وقت مستقطع للراحة ،

ومع ذلك فمعظهم لديهم صورة سلبية عن طريقة عملهم ويتهمون أنفسهم بالكسل،

يحدث هذا خصوصا عندما تستغرق المهمة وقت أطول من المخطط لها ويتم تأجيل معالجة مهمة أخري.

٢- يميل كمن بتمتع بصفة المثالية إلي الإستغلال الذاتي :

إستكمال العمل فى المنزل ، بعد مواعيد العمل الرسمية ، أو العمل لوقت إضافي شئ من هذا القبيل يحدث فقط فى الحالات القصوي والطوارئ ،

و لكن الحال ليس كذلك بالنسبة للمثاليين إنهم يفعلون ذلك دائما وبلا حدود وربما بإنتظام ،

فهم يرغبون في إكمال العمل على أكمل وجه فى أسرع وقت بينما هم عاكفون على تصحيح الأخطاء المفترضة التي لا يراها غيرهم.

وإذا أصبحت هذه عادتك فإن العواقب الصحية والنفسية تصبح وخيمة.

٣- يتحرك من يتمتع بصفة المثالية بالنقد :

إن أعظم منتقدي المثالي ، هو المثالي نفسه ، فهو يشكك فى ما يفعله وهو دائما دقيق للغاية ،

وهذا يجعل من الصعب عليه تقبل النقد من زملائه ، فهو مثلا لا يتحمل أ، يتكتشف شخصا أخر خطأ يفترض أنه فاته.

٤- المثاليون يأخذون كل شئ بشكل شخصي :

لا يوجد ما يسمي بالإنتقاد البناء او مزحه لطيفة بالنسبة للمثالي ، اي شئ منهذا القبيل يسبب له حالة من عدم اليقين وكما هو مذكور اعلاه ،

فأي نقد او حتي مزاح يأخذه المثالي عل محمل شخصي ويربطه بشخصه على الفور ،

ويقوم برد فعل سلبي كدفاع عن النفس ، ويسعون إلي التعلم والتجويد الشديد فى المستقبل ،

وتزداد مثاليتهم حتى لا يتعرضوا لمثل تلك الإنتقادات مره آخري والتى يروها هجوم على شخصهم .

٥- يجد من به صفة المثالية صعوبة فى العمل فى فريق :

عند العمل فى فريق ، يتعين على كل عضو فى الفريق أن يحتمع معهم ويتواصل كل عوض مع باقي أعضاء الفريق ،

وهذا أمر شديد الصعوبة بالنسبة للمثاليين لأنه يري نفسه كمقياس لكل شئ ،

لديه دائما تعليقات على مهام زملائه ، ويطالب بنفس المستوي من الإهتمام بالتفاصيل التي يراها فى نفسه ،

ولا يتقبل راي اي احد آخر ويفضل أن يأخذ المشروع بأكلمه فى يديه فى كل الأحوال.

إختبار لصفة المثالية : هل انت مثالي ؟

في كثير من الأحوال ما تكون المثالية لدي الأشخاص المثاليين واضحة جدا بحيث لا يستطيع احد ان يناقشك حولها لان ستغضب وربما يمكنك انت بنفسك أن تراها بوضوح ،

ولكن نحن محترفين في خداع أنفسنا ، لذلك لا تدرك كم أنت مثالي ،

و لتحسين الوعي الذاتي ، لدينا إختبار صغير وبسيط لك لمعرفة ما إذا كنت تميل إلي أن تكون مثالي.

بداية هذا النقد ليس للنقد ولكن فقط يزيد من وعيك بنفسك ، فالأمر يتعلق فقط بتقييم نفسك بصورة أفضل وتحسين صورتك الذاتية ،

لجعل هذا ممكنا ، قمنا بتجميع قائمة بعدة عبارات ، عليك فقط قرائتها بهدؤ وتقرر انت موافق على العباره المقرؤة أم لا ،

يرجي تذكر أن الأمر ليس تقييم للحصول للدرجات ، ولكن فقط للتعرف على صورتك الواقعية ، لذا كن صادقا مع نفسك.

  • أنا شديد التركيز علي التفاصيل و أحاول دائما الإنتباه إلي كل الإحتمالات
  • إذا لاحظت وجود خطأ ، يجب إصلاحه علي الفور .
  • أنا دائما أبادر إلي تقديم إستشاراتي إلي الزملاء والأصدقاء عندما يرتكبون خطأ ما
  • دائما تعمل ساعات عمل إضافية لأنك تري ان المهمة التى أنجزتها تحتاج لبعض التدقيق والتصحيح لتخرج فى أفضل صورة.
  • أتوقع أفضل أداء من نفسي فى جميع الأوقات.
  • لا أستطيع أن أفهم كيف يمكن لأي شخص قبول عمل بجوده أقل.
  • أتوقع مستوي عال من الإلتزام كن كل زملائي.
  • أشعر دائما أنني أستطيع فعل شيئا أفضل بغض النظر عن المدة التى أنجزت فيها ذلك العمل.
  • قبل أن أبدأ أحتاج إلي خطة مفصلة .
  • غالبا ما أشعر أنني متمكن من تلبية كل المتطلبات .
  • يزعجني الضغط المستمر ، وأشعر بالإرهاق.
  • تقديري لنفسي يعتمد على أدائي.
  • آقارن نفسي دائما مع الآخرين.
  • لدي صعوبة فى التعامل مع النقد السلبي وآخذه بشكل شخصي.
  • لدي خوف شديد من الوقوع فى خطأ ما.

نتائج أختبار المثالية :

من 0 إلي 5 درجات : المثالية ليست مشكلة بالنسبة لك ، لقد أردكت أن الكمال من المستحيل تحقيقه وأن الآثار السلبية تفوق الآثار الإيجابية ،

تمنحك هذه المعرفة الكثير من الهدؤ وتبعد عنك التوتر ،

ولكن يجب عليك آلا تنسي أن الكمال التام قد يكون مناسبا للمهام ذات الأهمية الخاصة لذلك آحيانا عليك أن تطمح للمثالية .

من 6 إلي 11 درجة : انت علاقتك بالمثالية متوازنة ، فى المواقف المناسبة تكون مستعدا لأن تكون مثالي بدرجة 100 % و كذلك المطالبة به.

من ناحية آخري ، أنت تعرف أيضا أنه ليس كل نتيجة يمكن أن تكون مثالية ، و بالتالي يمكنك أن تكون راضيا عن النتيجة دون الحاجة إلي القلق.

من 12 إلي 15 درجة : لقد وصلت المثالية لديك لدرجة كبيرة حيث النقطة التى يجب أن تراجع نفسك عندها فعليك فعل شئ حيال ذلك ،

حيث أنك تجعل سعادتك ورفاهيتك تعتمد على أدائك وتضع نفسك تحت ضغط كبير لدرجة أنك لا تستطيع تحمل التوتر ،

لا تكن قاسيا على نفسك وحاول أن تتقل ان يكون هناك بعض الأخطاء فالأخطاء جزء من الطبيعة البشرية وعليك أن تدرك ذلك ،

ويتعين عليك التفويض وكذلك طلب المساعدة من الآخرين ، فهذه ليست علامة ضعف ، لكتها تظهر عظمة حقيقية .

9 طرق للخروج من فخ المثالية :

تتمثل إحدي أهم الخطوات المهمة فى فخ المثالية فى إدارك التوقعات ( فى نفسك ، أو فى الآخرين ) قد تكون توفعاتك مرتفعة بشكل غير واقعي أو غير مقعولة .

الخطأ الثاني لمثل هؤلاء الطامحين للكمال : أنهم يرون الحياة أبيض أو أسود.

إن لم تكن مثاليا ، فإنك تلقائيا تصبح خاسرا .

من وجهة النظر هذه ، يتم إعطاء الأخطاء البشرية العادية ثقلا كبيرا والنتيجة :

ان المثالييون يحاولون أساسا تجنب الأخطاء ، ويصبحون أكثر نفورا من المخاطرة ويصبحون مدمنين على السيطرة .

قالت المغنية البريطانية ذات مرة ميل سي :

لم أكن راضية عن نفسي أبدا ، لا شئ يبدو جيدا بما يكفى بالنسبة لي ،

أردت دائما أن أكون مثالية ، وأنتهي بي الآمر فى النهاية عن المعالج النفسي .

يمكن أن يصل بك الأمر إلي ذلك الحال ، لكنك بالتأكيد لا تود ذلك ، إذن فالقبول ببعض النقص يوفر لك الهدؤ والراجة النفسية ، بحيث لا تقع في نفس الفخ.

9 نصائح للتخيف من المثالية :

١- أنظر للصورة كاملة :

يتعثر المثاليين كثيرا حيث يشغلون بالهم بأدق التفصيل ويغرقون أنفسهم فيها ،

حيث يستغرق المشروع وقتا أطول مما يجب ، وتتراكم الأمور فوق رأسك الإهتمام بالتفاصيل يؤدي فقط إلي الدخول فى متاهة يصعب الخروج منها.

٢- كن كريما مع نفسك لتقلل من المثالية :

توقف عن جلد نفسك إذا لم تنجح فى إنهاء شئ ما كما هو مخطط له ، لا تجرب ما لا تستطيع فعله ، بل أعمل دوما على تقوية نقاط قوتك ،

الشك المزمن هو مجرد هدم وذلك يجعلك غير آمن فى كل مره تحاول إنجاز شئ ما ، وتدنى الصورة الذاتية يبدأ بسبب ذلك .

٣- توقف عن مقارنة نفسك بالآخرين لتقلل المثالية :

لسنا متساويين فكما يمكن للبعض القيام بشئ ما أفضل بكثير من غيرهم ،

يستطيع آخرون القيام بشئ ما آخر أفضل من أقرانهم حيث لا يتم توزيع المواهب بالتساوي.

لكن وظيفتك فى الحياة ليست ضمان العدالة والمساواة ، ولكن الإستفادة القصوى من مواهبك ، فهذا يكفي لتتفوق ، أليس كذلك ؟

٤- ضع توقعات واقعية لتخفف من شعور المثالية :

لا أحد يتوقع منك أن تصنع المعجزات ، إذن لماذا تتوقع من نفسك ومن الآخرين ذلك ، يكفي أن تحاول القيام بعمل جيد ،

غالبا ما يكون فى 80 % من النتيجة كافيا لتحقيق هدفك ، وإلا سوف تقوم بتأجيل القرارات المهمة مرارا وتكرارا حتى يصبح كل شئ كما تريد ،

وهذا لا يحدث أبدا وربما تظل هكذا حتى يفوتك القطار.

٥- توقع إرتكاب الأخطاء لتقلل من المثالية :

يمكننا جميعا ان تعايش مع إرتكاب الأخطاء ، حيث أننا فى واقع الأمر نتعلم من الخطأ أكثر بكثير مما نتعلم من النجاح ،

لذلك لا تري أخطاءك كوصمة عار لك بل كفرصة ، علي سبيل المثال بلا خطأ ما كان لكريستوفر كولومبس أن يكتشف امريكا أبدا.

٦- تعلم كيف تتعامل مع النقد لتتخلص من المثالية :

فكرة أن التعامل يحميك من النقض فكرة خاطئة تماما ، الرغبة فى إرضاء الجميع أمر محال أنت فقط تسمم أعصابك وتتلفها ،

أولا لأنه أمر محال لا يمكن تحقيقه ، ثم يصيبك بالشلل حيث كل تصرفاتك محسوبة وكل نتائجك لا ترضيك،

كذلك يغفل المثالي عن هدفه ويتلف صحته من أجل الآخرين ،

فكل من يسعي لإرضاء الجميع ليس لديه ما يكفى من الإستقرار ولا الحزم الكافى ،

مثل هذا الشخص لن يقود أبدا – بل سيقاد من قبل الجميع.

٧- أطلب المساعدة لتقلل من أحساس المثالية :

لا يمكنك إنجاز كافة الأمور بنفسك ، فلا يوجد أحد علي وجه الآرض يمكنه فعل كل شئ بفرده ،

بل إنها علامة على العظمة أن تعترف بنقاط الضعف لديك بل وتطلب المساعدة فى تلك النقاط ، وهو ما يسمي بالتفويض .

٨- قم بالتحليل بشكل أقل لتخفف من المثالية :

المبالغة فى تحليل الأمور ، والتدقيق الزائد هو ما يخلق لك المشاكل ويظهر لك ان هناك نقص ربما لا يراه احد غيرك،

مما يصيبك بعدم الرضا الدائم ويصيبك بمرض التسويف والتأجيل ، والاضطرارا للبدء من جديد مرارا وتكرارا ،

والخوف الشيد من الوقوع فى الخوف ، لا شئ ضد التخطيط الجيد بل إن ذلك ضرورة ،

لكن كن صريح مع نفسك وتسامح مع أخطائك ولا تبالغ فى التدقيق فى كل مره.

٩- فقط قم بالأمر :

يمكنك تأخذ الجملة بمعناها الحرفى ، نعم قم بالأمر الآن ولا تقعد الأمور.

الشغف والإلتزام أمر ضرورى فى عملك الذي تقوم به ، حيث أنهم ضرورة للنجاح ، وبالمثل الطموح حيث يحركك لأشياء عظيمة.

ولكن أحترس كما هو الحال دائما المبالغة فى ذلك تدفعك شيئا فشئ للرغبة فى الكمال مما يقودك لأمر سئ وهو إدمان العمل.

ولا يمكنك أخذ إدمان العمل بإستخفاف ، فالأشخاص الذين يعانون من ذلك الآمر لا يعملون كثيرا فقط ، أو يغرون مدراءهم بتوكيل الأعمال الصعبة لهم فقط ،

بل إنهم غير قادرين عن التوقف عن العمل – لا جسديا ولا عقليا .

حيث أنهم لا يعرفون نهاية الأسبوع ولا يهنئون بليلة الأجازة ، حتى فى أوقات فراغهم ، يقومون بالتفكير علي كيفية التغلب من المشاكل و تجويد العمل أكثر ،

وفى أيام أجازتهم يواصلون العمل ويساعدهم على ذلك التكنولوجيا الحديثة التى تبقيهم على إتصال ،

ويتصلون بمكاتبهم بإستمرار والنوم العميق المريح ليس معروف بالنسبة لهم هم يدخلون فى غيبوبه من شدة التعب الإرهاق.

بإختصار العمل ليس جزء من حياة المثالي هو حياته كلها.

والعواقب تكون وخيمة ومعروفة ، فأى شخص يعمل و يعمل دون هدوء أو أخذ راحة لتفريغ رأسه وتهدئة اعصابه سوف يحترق أجلا أم عاجلا ،

حيث تقل قدراته على إنتاج الأفكار الجيدة والأداء والنتائج وسيعاني فى النهاية من إنخفاض أداءه مما يتنافي مع طبيعته المثالية.

قام مجموعة من الباحثين فى جامعة كينت بفحص العوامل التى تعزز مدمنى العمل مؤخرا وحددت أمرين :

الأمر الأول الذي يؤدي لذلك هو :

المثالية ، والثاني الطموح العالي.

فى الغالب يكون هؤلاء السابق ذكرهم أعلاه هم المرشحين بقوة ليصبحوا مدمنين على العمل بشكل حقيقي ،

والمثاليين فى الواقع و هم الذين وضعوا لأنفسهم أعلي المعايير فى عملهم و في شخصهم فأهم ما اظهروا الميل الأكبر لإدمان العمل ،

لذلك فالمثالية فى هذا المقام هى الأكثر خطورة على الإطلاق.

عقلك ، ليس مخلوق للعمل فقط بل هو دائما ينشد التوازن بين العمل و الحياة ، إن الحياة ليست يوتوبيا على كل حال ،

حيث ستضطر أحيانا لإعطاء جانب أهمية أكثر حيث فى مرحلة ما سيسود جانب على جوانب الحياة الآخري ،

ولكن مع كل الشغف والطموح والأهمية القصوي للوظيفة ،

عليك أن تتذكر دوما شيئا واحدا : هناك أيضا حياة إلي جانب عملك.

والمثاليون يخافون الخطأ ، و يجب ان ندرك جميعا ان لدي الخطأ شئ واحد مشترك هو أننا جميعا لا نريد ان يكون لنا علاقة معه،

ونعتبره من علامات الضعف ونعده وصمة عار فى لنفسنا ، و ذلك الخطأ الأكبر والحقيقى ان نصدق أن للأخطاء آثر سلبي فقط وأنها وصمة عار ،

لذلك هذا نداء صريح أسمح لنفسك بحرية إرتكاب الأخطاء.

أربعة أسباب وجيهه حتى لا تجزع عند إرتكاب المزيد من الأخطاء :

يجب على كل شخص منا إعادة التفكير وتحسين طريقة التعامل مع الأخطاء ، حيث تحتاج إلي النظر للأمر من جانب أخر ،

لا تقلق بشأن إرتكاب الاخطاء ، ولكمن عليك التعرف على كيفية الحصول على الفرص الكامنه وراء ،

حيث نميل دوما الي جلد أنفسنا مما يضخم الخوف بشكل عميق بداخلنا خصوصا مع مرور السنين ، وغض الطرف عن الخطأ لا يقل خطورة عن جلد الذات ،

فالأمر لا يستحق جلد الذات ولكنه يستحق ان تتغلب عليها وتحول ثقافة الخطأ الداخلية من الجلد او التجاهل إلي الإقتناص و إخراج الفرصة من خطأك ،

وإليك أربعة أسباب تبين لك الجانب المشرف من الخطأ وتجعلك تتعامل مع أخطاء المستقبل بدون شعور بالخجل أو شعور بالخوف.

١- الخطأ أفضل فرصة للتعلم :

غالبا ما يتم الإعلان عن الخدمة أو المنتج أو اي شئ أخر على انه خالي من الخطأ بإعتباره الأمثل ،

ولكن ذلك غير حقيقي لا يوجد شئ علي وجه الأرض بلا خطأ ، فتلك الأخطاء دوما فرصة للتطوير وتعلم المزيد ، فالمهارات لا يمكن أن تنمو بدون تلك الأخطاء

إذا بدأ الأمر وكأنك تفعل كل شئ بشكل صحيح دائما ، فلن تضطر مطلقا إلي محاسبة نفسك أو التعلم أو شرح عملك وتجويده ،

أن إنعدام الخطأ قد يودي بك بالتأخر بينما العالم يتطور من حولك بالتجربة والخطأ ، فإنعدام الخطأ يعني أنك لا تجرب شئ جديد

٢- بالخطأ تقوي شخصيتك :

لا يمكن ان تنمو الشخصية الصلبة إلا إذا كانت تستطيع التعامل مع الخطأ ،

عليك أن تكون إيجابي تجاه الخطأ وتتفهم انه يمكنك النهوض من بعد كل إنتكاسة أقوي وأفضل ، يمكنك فقط ان تطور حين تتعلم وتستمر.

٣- سوف تعمل بشكل أكثر كفاءة :

للوهلة الأولي ، يبدو الأمر متناقض كيف يجعل الخطأ العمل أكثر كفاءة ،

ولكن إذا سمحت لنفسك بإرتكاب الأخطاء سوف يجعلك ذلك أكثر شجاعه و إنجاز ،

فلا يعيق العمل شئ أكثر من الرغبة فى المثالية نظرا لكم الإعداد والإغراق فى التفاصيل وفحص الأمر مرارا وتكرارا مما يضيع الكثر من الوقت

ففي اللحظة التى تتقبل فيها ان الكمال امر لا يدرك لا يمكن تحقيقه تقريبا وليس ضروريا إطلاقا للأداء الجيد ،

فيمكنك حينها فقط ان تركز على الأساسيات ومعالجة المهام بشكل أسرع ولا يزال عملك يخرج بجودة عالية وربما مميزه ايضا.

٤- بقبولك للخطا تزيد من فرص نجاحك :

فى الواقع نعم ، تجعلك الأخطاء أكثر نجاحا ،

لأنك تتعلم ما لا يقودك للنجاح و تجرب الطرق الآخري التى تجد فيها بطبيعة الحال منها الطرق الأكثر نجاحا،

وكما يقول العظماء الخبير هو من أقترف الكثير من الأخطاء ،

ومع كل خطأ تقترب من النجاح حيث تتجنب الطرق الخاطئة وتقلص الإختيارات الكبيرة العديدة لطرق محددة ومن ثم يصبح لديك مفاتيح النجاح ،

ومن هنا تساهم الأخطاء فى التأمل الذاتي وإعادة التقييم من آن لأخر ،

وشحذ صورتك الذاتيه ودعم مهاراتك وتزويد معارفك وهو ما لا يمكن للنجاح أن يقدمه إليك ،

المسألة تعتمد على ثقتك بنفسك وقدرتك على المثابرة والمحاولة مرارا وتكرارا.

أسئلة تساعدك على التعامل مع الخطأ :

ما هو الخطا بالضبط ؟

كيف حدث هذا الخطأ ؟

هل يمكن أن يحدث هذا الخطأ او خطأ مماثل له ؟

ما الدرس الذي أستخلصته من حدوث هذا الخطأ ؟

ما هي الإجراءات الملموسه أو التغييرات الضرورية التى يجب إدخالها حتى تتجب آثار هذا الخطأ ؟

كذلك عليك معرفة ذلك بالمثل لتجنب حدوثه مره آخري فى المستقبل ،

أسأل نفسك تلك الأسئلة مع كل خطأ و حاول العثور على إجابات صادقة ،

وليس فقط تحليل الموقف ـ و لكن أيضا تطوير المزيد من الخطوات الضرورية للتعلم وجعل آدائك أفضل في المستقبل.

في الحقيقة فى كل مره بتبحث فيها عن الكمال تخسر وقت و مجهود و علاقات كتير ، و بتحكم على نفسك بالوحدة و العزلة بالتدريج ،

لأنك بتكون ناقد لاذع جدا و بتركز و من وجهة نظر الآخرين أنت بتركز على الجانب السلبي فى كل شئ و بتتصيد الأخطاء ، بعبارة موجزة تنظر دائما لنصف الكوب الفارغ

كما انك تفتقر بسبب مثاليتك الزائدة ورغبتك فى فعل كل شئ علي الوجه الأكمل لمهارتين شديدتي الأهمية والخطورة،

المهارة الأولي :

هى العمل فى فريق ، ومعظم المهن حاليا تعتمد على فرق العمل وتحبذ ذلك عن العمل الفردي ،

أما المهارة الثانية :

و هي التفويض حيث أنك تقوم بكل شئ بنفسك لأنك تريد أن تضمن انه تم بشكل صحيح ودقيق ،

مما يجعلك تنفق وقتك وجهدك وتستنزف صحتك وتستغرق مزيد من الوقت فلا تجد وقتا لك ولراحتك وإسترخائك ، إنك لا تمارس حياتك بشكل طبيعي

وإليك بعض النصائح تساعدك على العمل فى فريق :

خفف من النقد اللاذع ، فلا تنتقد كل شاردة وواردة وتذكر دائما انه لا بأس من بعض النواقص أو الأخطاء البسيطه ، و أن وجهات النظر المتعددة ربما تكون مفيدة.

تقبل الرأي الآخر : فربما ما تراه خطأ هو من وجهة نظر آخري صحيح ،

وما تراه نقص أو عوار ربما فى عين آخري إكتمال ، أو غير هام ، فكر فى وجهات النظر الآخري ولا تستبد برأيك.

تقبل النقد ، إذا وجه أحدهم إليك نقد أو نصح فإنما يقصد عملك فلا تأخذ الأمر علي شخصك وتنفعل وتثور فكر فى الكلام الذي سمعته جيدا وخذ منه ما يفيدك ويجود عملك فهذا ما تريد.

و إليك بعض النصائح الى تساعدك على التفويض :

لا بأس أن يخرج العمل بصورة أقل قليلا من التى ترتضيها ، فكر فى نفسك بعض الشئ فى رفاهيتك ،

بل عليك أن تفكر فى الأخطر من ذلك فكر فى صحتك ، عليك أن ترتاح قليلا

فكر أن لديك ما هو أهم ، هناك بعض الأعمال الصغيرة التى نستطيع جميعا القيام بها ،

فلماذا لا تفوضها لغيرك ليقوم بها وتوفر بعض الوقت لنفسك ، أو حتى لأعمال أكثر أهمية ، وتخفف من جدولك

دع مساحة لمن حولك ليتعلموا ، فى بعض الأحيان علينا أن نقبل بالخطأ والنقص الشديد فى مقابل أن نترك الآخرين أن يتعلموا ،

فعلي سبيل المثال أنت لا تود لأبنائك أن يكونوا معتمدين عليك تماما وكسولين وغير قادرين على تسيير أمور حياتهم .

قم بذلك الآن وأعط الآخرين بعض الأعمال.

ومن هنا بامكانك التعرف علي المزيد من المعلومات عن المثالية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply.

The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.