web analytics
تحسين الذاتعلم النفسفن التعامل مع الأخرين

كيف نتحكم في الغضب و كيف نتعامل مع الغضب في المواقف المختلفة ؟

الغضب

هل أنت غاضب أو تشعر يراودك احساس الغضب أكثر من أي وقت مضي وتؤذي الناس بمزاجك السئ وسلوكك العدواني؟ كيف تتحكم في غضبك بشكل أفضل،

سوف نتحدث عن ذلك بالتفصيل فى السطور القادمة في موقعنا موقع مقالات .


الغضب هو عاطفة طبيعية وصحية وسواء أحببنا أم لا فإن الغضب هو جزء من حياتنا ويوجد أنظمة متكاملة بأدمغتنا تتعامل مع تلك المسألة وتنظمها.

ويقول راسل كولتس ، عالم النفس وأستاذ بجامعة شرق واشنطن، أنه من المهم أن نتعلم كيفية التعامل مع الغضب،

لأنه إذا أطلقنا العنان للغضب، فقد يكون لذلك آثار سلبية على صحتنا العقلية و البدنية.

وليس كما هو مشاع انه امر شديد السؤ علي الإطلاق،

ولكن الأمر السئ أن يخرج هذا الشعور عن نطاق السيطرة شأنه فى ذلك شأن كافة المشاعر الآخري،

أو نكتمه فى داخلنا فلا نعبر عنه مطلقا فيخرج فى صور آخري غير مرغوبه كالأمراض النفسية والجسدية وربما بعض ردود الأفعال المسيئة،

ولكننا نخص الغضب بالحديث اليوم حيث انه أكثر العواطف قوة وأشدها قدرة على إفقداك السيطرة ، وقد يكون لها عواقب وخيمة على علاقتنا بالآخرين وصحتنا ومزاجنا.

ولتصل لحياة أكثر هدوئاً ورزانه هناك عنصران مهمان عليك الحفاظ عليهم :

كيف تصل إلي حياة أكثر هدوئاً

  1. إدراك الأسباب التى تجعلنا نغضب .
  2. تعلم طرق فعالة للتعامل مع نوبات الغضب التي تعترينا.
كيف تصل إلي حياة أكثر هدوئاً

كيف تتفهم غضبك

كما سبق ان ذكرنا الغضب ليس أمر جيد أو سئ بشكل مطلق، من الطبيعي أن تشعر بالإنزعاج عندما يتعامل احدهم معك بشكل شئ أو غير عادل.

و ربما يصيبك الغضب بشكل عام من الحياة وذلك عندما تشعر بالإحباط عندما تعمل بجد ولا تسير الأمور بالطريقة التى تريدها بها،

فهناك غضب لحظي عندما تثور من موقف حدث فى الحال،

وهناك غضب حقيقي و أعمق آثراً عندما تشعر انك تتعرض للظلم أو إنتقاد من شخص ما بطريقة غير مبررة.

وبالتالي فالشعور فى حد ذاته ليس مشكلة على الإطلاق، ولكن ما يحدث الفرق هو طريقة تعاملك مع هذا الشعور،

حيث يصبح الغضب مشكلة عندما تصيب حينها الآخرين بآذي جراء رد فعلك تحت تأثير هذا الشعور، أي أن الأمر كله يتعلق بالطريقة التى تتعامل بها مع غضبك.

المشكلة أن بعض الناس ذوى المزاج الحاد يعبرون عن غضبهم بطريقة قوية حيث يؤثر ذلك بالتأكيد بطريقة سلبية على الناس من حولهم،

لكن ولحسن الحظ يمكنك ان تتعلم كيف تعبرعن غضبك دون إلحاق الضرر بالأخرين.

إذا نجحت، فلن تشعر بتحسن فى مزاجك وحسب بل وصحتك وعلاقاتك ولسوف تصل لما ترغب بشكل أفضل.

السيطرة على الغضب يبدو أمر شاق، هو بحق ليس بالأمر البسيط ،

ولكن بقليل من التعلم والممارسة يصبح الوصول لهدفك أمر بسيط ،

بل وستحصل على مكافأة ضخمة ستحقق لك بطبيعة الحال كهدية لك على نجاحك فى السيطرة على مشاعرك وكبح جماح غضبك،

حيث ستتمكن من بناء علاقات أفضل و أقوى بسهولة ويسر بل وستحافظ عليها ربما طيلة حياتك ، وسوف تتمكن من تحقيق أهدافك والعيش حياة صحية وسعيدة.

كيف تتفهم غضبك

ما هي خطوات التحكم في الغضب ؟

الخطوة الأولي في التحكم في الغضب : أكتشف السبب الحقيقى لغضبك

أكتشاف السبب الحقيقي لغضبك يمكنك من تعلم كيفية التحكم في الغضب.

إن كنت تشعر أنك خارج عن نطاق السيطرة ، فأنت بحاجة إلى معرفة السبب.

غالبا ما ينتج الغضب بسبب إستراتيجيات وطرق تعلمتها فى طفولتك ، فتتفاعل بطريقة لاحظتها من أشخاص آخرين من حولك ،

ويقول المعالج النفسي أندرياس كنوف ” بمجرد إستيعابنا لهذا الأمر ، سيكون من السهل إداراك المشاعر التي لا نحبها وقبولها من ثم التعامل معها بوعي ”

فى مثل تلك الحالات :

يعني أنك قد التقطت طريقة معينة  أو فكرة ما عن طريق التعبير عن الغضب وتقبلتها على انها فكرة ناجحة

( مثل الصراخ فى وجه شخص ما ، رومي الأشياء وتكسيرها من حولك، ضرب الآخرين ، أو ضرب مقتنياتك بالحائط ، إغلاق الباب فى وجه محدثك ، الصراخ .. وغيرها من الطرق )

فإن كنت تتبني سلوك من تلك السلوكيات فإنها تظهر كلما تعرضت لأمر ما يغضبك ،

ويختلف من شخص لآخر فربما تظهر لدي شخص فى مستويات التوتر العالية وربما يقوم شخص آخر بذلك على آتفه الأسباب ،

وبطبيعة الحال فى كل مرة تتعرض فيها لشعور مماثل بمستوي مماثل تقوم بنفس ردة الفعل التى أعتقدت فى طفولتك أنها ناجحة أو أنها هي الطريقة المناسبة للتعبير عن أنك منزعج أو غاطب.

ولكن هنا تكمن نقطة غاية فى الأهمية كثيرا ما تتستر مشاعر آخري وراء الغضب لتراوغ ولا تظهر على حقيقتها،

فتثبت إذا ما كنت غاضبا بالفعل أم مجرد ذوبعة لتخفي مشاعر آخري كالخجل وعدم الشعور بالأمان الضعف أو الألم.

كشخص بالغ فالغضب أو الظهور بمظهر الغضب أفضل من إظهار المشاعر الآخري ،

وهذا ينطبق خصوصا بشكل قوى إن كنت نشأت ببيئة لا ترحب بالتعبير عن المشاعر ،

ويبدوا ذلك جليا حينما نأمر الطفل الذكر ألا يبكي لأن الرجال لا يبكون

أو نطلب الفتاة دوما من إخفاء مشاعرها حينما تميل للطرف الآخر أو حينما تفتقد شعور الأمان حتى لا تبدو كصيدة سهلة للرجل.

الخطوة الثانية في التحكم في الغضب : محاولة التعرف علي ما يثير غضبك

حاول معرفة ما يثير غضبك وعلامات التحذير من أنك مقدم على نوبة غضب، حتي تتمكن من تعلم كيفية التحكم في الغضب .

قبل أن تنفجر حرفيا فى الغضب ، يكون هناك علامات تحذيرية يصدرها جسدك إن أصغيت لنفسك وراقبتها ستدرك تلك العلامات بوضوح،

حيث تكون دوما ردة فعل طبيعية  أولية للغضب ،

لذلك عليك أن تتنبه إلى تلك العلامات التحذيرية التى تشير إلى إنك موشك على نوبة غضب،

وقم بإعداد التكتيكات التى تساعدك على السيطرة على ردة فعلك قبل ان تداهمك مشاعر الغضب وتعصف بك.

و لتكون قادرا على ذلك أنتبه للعلامات التالية و في معظم الأحوال تسبق تلك العلامات الطبيعية الغضب :

ما هي علامات ظهور الغضب ؟

  • شعور بألم فى البطن (مغص)
  • تشدد علي الفك ، او تقبض عليه
  • تنفسك يصبح أسرع
  • صداع
  • الرغبة أو الحاجة إلى الركض
  • صعوبة فى التركيز
  • خفقان قوي للقلب او تسارع فى نبضاته
  • إرتفاع كتفيك كما لو كنت متوتر

الخطوة الثالثة في التحكم في الغضب : تعلم كيف تهدئ نفسك

عندما تتعرف على الأسباب الحقيقة لغضبك ومثيراته ، و تستطيع أن تدرك علاماته التحذيرية كما سبق و وضحنا،

يمكنك الرد بسرعة والتعامل مع غضبك قبل أن يخرج عن سيطرتك ،

هناك العديد من التقنيات التى يمكن أن تساعدك فى أن تملك زمام أمرك وتضع غضب تحت سطوتك ،

وإليك بعض النصائح البسيطة التى تساعدك على ذلك :

  • ركز على مظاهر الشعور فى جسدك ، فإدراكك الظاهر والتركيز بإنتظام على ما يحدث لجسدك أثناء الغضب ، يساعدك على التقليل من الشدة العاطفية للغضب نفسه ، حيث أن التحكم بالظاهر له آثر بالغ و واسع  على التحكم بمشاعرك على عكس ما هو شائع ، حيث يعتقد الناس ان عليهم التحكم فى مشاعرهم فقط وليس ظاهرهم ، فالتحكم فى ردة فعل جسدك هو البوابة السهلة للتحكم في مشاعرك.
  • أهدأ قليلا وخذ نفسا عميقاً وببطء فذلك يمكنك من مواجهة التوتر ، من المهم ان تتنفس بعمق حتي تمتلئ معدتك ، وأن تستنشق أكبر قدر ممكن من الهواء.
  • أتحرك ، التحرك عندما تشعر بالغضب طريقة تساعدك على التخلص من الطاقة المكبوته و التنفيس عن نفسك ، ثم يمكنك التعامل مع الموقف بعقل وتتمكن من رؤية الأمور بوضوح .
  • أستخدم حواسك لتنقلك من الغضب إلي الراحة ، حيث أن ما أغضبك أنتقل إليك عن طريق تلك الحواس فأدخل لها أمر مختلف : كأن تستمع للموسيقي ، او تتخيل مكان هادئا أو تستعيد ذكري جميلة.
  • حاول أن تمنح جسدك الهدؤ والإسترخاء و بصفة خاصة المناطق التى يظهر فيها التوتر : فمثلا حاول تدليك رأسك أو تحريك كتفيك ، فحصول المناطق الأشد تأثر بالغضب فى جسدك على الراحة والإسترخاء أمر هام ويحجم شعور الغضب بشكل كبير و فعال.
  • العد التنازلي ببطء بدءا من عشرة ، الهدف من تلك التقنية هو تنشيط الجانب المنطقي فى الدماغ و بالتالى تصبح أكثر عقلانية بشأن مشاعرك وبالتالي التعبير عنها بشكل لائق ، إن لم ينجح الأمر كرره مره آخري فعليك إيقاظ الفص المنطقي فى عقلك فى تلك اللحظة.

الخطوة الرابعة في التحكم في الغضب : أبحث عن طريقة صحية تعبر بها عن غضبك.

غالباً ما يكون من الضروري التعبير عن الغضب علي كل حال لإزالة كافة الآثار التى تتصاعد فى داخل أنفسنا ،

فكل ما سبق ليس دعوة لكبت الشعور بل فقط لتنظيمه وتحجيمه ،

حيث انه من الهام جدا ان تعبر عن مشاعرك بطريقة صحية وسليمة ،

حتي تكسب إحترام الأخرين وتصل لهدفك من التواصل معهم بالطريقة الصحيحة ،

والتعبير عن مشاعرك بالطريقة الصحيحة يقيك التراكمات التي قد تسئ مع الزمن لصحتك النفسية ، بل وتباعاُ للجسدية .

الخطوة الخامسة في التحكم في الغضب : تجنب رد فعل الطفولة

حيث ان هناك بعض ردود الأفعال التى أعتادنا عليها منذ الطفولة ربما كانت تصلح مع أبائنا او اخواتنا الأكبر منا أو أستاذتنا ،

ولكن تلك الأفعال كانت تصلح ربما لأننا كنا أطفال أو تحت تأثير مكانتنا عند أبائنا و أخواتنا لكن الآن وحيث نضجنا

وحيث أن من حولنا ليسوا آبائنا الذين أحبونا بلا شروط لا يمكننا سلوك نفس المسلك ،

لذا عليك مراجعة ردود أفعالك والتخلص من الأفعال الطفولية.

تابع معنا المقال حيث يمكن أن تجعل من غضبك مصدرا كبيراً للطاقة التغيير.

قد تحدثنا فيما هو مبين أعلاه عن الغضب وكيفية التعامل معه عند ظهور علامته ، ولكن هل  هناك طريقة للوقاية من شعور الغضب ،

فى الحقيقة لا فهو أمر حتمي لابد منه مادامنا نعيش بمجتمع تختلف فيه أهواء البشر وثقافتهم وبرمجتهم العقلية ،

ولكن يمكن الوقاية من تكرار هذا الشعور يمكننا تقليل مثيرات التوتر و الغضب بعدة طرق ، إليك هذه الطرق.

ما هي طرق تقليل مثيرات التوتر و الغضب ؟

أولاً :

سبق وذكرنا أن شعور الغضب فى بعض الأحيان يكون لإخفاء مشاعر آخري ،

وينتج ذلك عن خجلنا من تلك المشاعر ، أو برمجتنا منذ الصغر علي ان تلك المشاعر غير مرغوب بها ،

لذلك أحذر حيث أن المشاعر مراوغة بشكل كبير وربما تتستر دائما وراء الغضب وهو أمر لا ترغب فيه بالتأكيد حيث أن عواقب الغضب وخيمة كما سنبين.

إذن فما الحل ، الحل قد يبدو بسيطا وهو عبر عن شعورك الحقيقى ،

الأمر ليس بهذه البساطة فى الواقع فعليك الأول وبعد إيقاظ الجانب المنطقى فى عقلك أن تقف أولاً علي الشعور الحقيقى الذي يختفي خلف غضبك ، ثم تعبر عنه بالطريقة الصحيحة أو تعالجه.

فحتي أجمل المشاعر ربما تسئ التعبير عنها كشعور الحب لذلك عليك أن تقف نفسك فيما يتعلق بكافة الجوانب التى تتعلق بالمشاعر، والتى تندرج تحت مسمي الذكاء العاطفى ،

فالذكاء العاطفى لا يتعلق فقط بالحب كما يعتقد معظم الناس.

وحينما تتعلم الطرق الصحيحة للتعبير عن مشاعرك لن تخجل من التعبير عنها بوضوح ،

حيث سيعزز ذلك علاقاتك وصحتك النفسية ، ومكاسبك من كل عمليات التواصل التى تجريها بشكل طبيعي يوميا.

أو ربما تحتاج لمعالجة الشعور ، فالشعور بالخجل أمر ليس سيئا إن كان بالدرجة المناسبة بالطريقة الصحيحة أيضا،

لكن إن فاق الحد وخرج عن السيطرة أيضا وعطل شئون حياتك فقط يتستر مثله كمثل كثير من المشاعر خلف الغضب،

فى تلك الحالة عليك التعلم عن كيفية الحد من الخجل و وضعه فى نصابه الطبيعي بما يكفيك ويفيدك وتجنب ما يعوقك منه.

لذلك فالخلاصة أن عليك أن تتعلم عن مشاعرك عموما إن أكتشفت أن السبب وراء غضبك مشاعر أخري تخشاها أو لا تعرف كيف تبديها او تتحكم فيها .

ثانيا :

كثيرا ما يكون مثير الغضب ردة فعل او طريقة تواصل ما غير سوية مع شخص أو أشخاص حولك فى المنزل أو العمل ،

هنا فإن الطريق الأقرب هو ان تسيطر على غضبك أنت ونفسك أنت ، ولكن المفاجأة أنه فى الأحوال العادية يمكنك التحكم فى ردة فعل الأخر إيقافه عند حده ،

حيث انك انت من تضع حدودك فى الواقع و انت من تعلم الآخرين كيف يتعاملون معك .

ويساعدك فى ذلك كثيرا القراءة عن الشخصية وكيفية التعامل مع الآخرين وتكون العلاقات و الحفاظ عليها ،

و راجع نفسك دائما ربما تكون انت ايضا مثير لغضب الطرف الثاني مما يدفعه لإثارة غضبك وحيث يفتقد كلاكما السيطرة تكون النتائج وخيمة .

ثالثا :  

فى النقطة السابقة تحدثنا عن الأحوال العادية ، و لكن فى أحوال آخري ربما تكون أقل فى حياتنا اليومية هى ان تصادف شخص يتعمد إثارة غضبك ، ربما لينال منك او لانه متنمر ..

في كل الأحوال فإن حفاظك على هدؤك وعقلانيتك هو الطريق الأمثل و الأسهل ، لإيقافه عند حده ،

حيث فى كل مره سيجد نفسه يفشل ولا يصل لمبتغاه من إثارة غضبك ، بل وربما هدد هدؤك بكشف أسلوبه غير السوي أمام الآخرين ،

أو ربما آثار هدؤك غضبه و أخرجه عن شعوره فى كل مره سيفشل فيها سيبتعد عن اسلوبه المغضب لك،

بل وربما غير أسلوبه تماما لطريقة جديدة تلائمك وإن لم يستطع سيبتعد عنك حتما لأنك تهدد بتلك الطريقة بفضح طرقه ومن ثم تهديد مكانته و صورته بين الأخرين.

رابعا :

لكل منا جانب مظلم فأحترم نقاط ضعف الآخرين ، فلا تعط الأمور أكبر من حجمها الطبيعي ،

ولا تأخذ كل شارده و وراده على نحو شخصي ،

و إن قابلت شخص يعاني من عدم السيطرة على غضبه تلمس له العذر فأنت أيضا كذلك أو ربما كنت كذلك بعد ان تتبع الخطوات السابقة ،

فذلك سيساعدك على تحسين علاقتك الآخرين وتحسين صورتك أمامهم و أمام نفسك ،

مما سيجعل كل شخص يفكر ألف مرة قبل أن يغضبك ربما لأنه أحبك أو أحترم أنك تجاوزت عن عثراته.

خامسا :

عليك أن تتذكر دائما و أبداً عواقب الغضب الوخيمة ، التى ربما تعصف بعلاقاتك أو تفقدك عملك ،

ربما تغضب منك قريب كوالديك أو تفقدك حبيب ، و ربما تفقدك هيبتك ومكانتك و تبعد الناس عنك ليتجنبوا ردات فعلك المسيئة لهم تحت وطأة الغضب

سادساً :  

توقف عن الغضب من الأمور اليومية المعتادة التى لا يفيد غضبك إذاءها والتى تكون بطبيعة الحال خارج نطاق سيطرتك او تحكمك فيها محدود،

كالإزدحام المروري فلا داعي للصراخ والغضب بينك وبين نفسك وفى من حولك،

فالأمرعام وتحكمك فيه يكاد يكون محدود بدرجة كبيرة.

و لا تولي الأمور العامة المثيرة للغضب إهتمام أكثر من اللازم وتذكر دائما ان عليك أن تبدأ بنفسك لأن كل ذلك يكاد يكون خارج نطاق سيطرتك بشكل كامل.

وأخيراً تذكر دائما كيف يؤثر الغضب على جسدك وصحتك النفسية و كيفية التحكم في الغضب

كيف يؤثر الغضب علي جسدك و صحتك ؟

الغضب كما أوضحنا هو الشعور الأقوى وربما الأكثر غرابه وإلتباس :

ولكن فى كل مره تغضب فيها فأنت تخاطر برأسك بل وبجسدك ككل ، فتأثير المشاعر على الجسد ربما أقوى من غيره على الإطلاق ،

حيث أثبت العلم ان معظم الأمراض التى تصيبنا يكون الجانب النفسي فيها جانب وآثر كبير .

الغضب ممكن أن يصيبنا بنوبات بكاء غير مبررة،

وربما نري إحمرار فى الوجه والعروق وقت الغضب وهذا العرض الظاهر أمر هين حقاً مقارنة لما هو باطن وغير ملحوظ من آثر

فالضغب يجعلك فى الواقع تتصرف بشكل غير معقول وربما بشكل جنوني مما يكون له آثره فيما بعد على صحتك النفسية،

فيمكن أن يؤدي إلي الشعور بالإرهاق العام ، القلق ، و الإكتئاب.

ووجد أن الغضب يبدأ من اللوزة ( نواة اللوزة ) ، وهي مجموعة من الألياف العصبية فى الجهاز الحوفي للمخ،

ومنها يتم تمرير إشارات الغضب من خلال الخلايا العصبية المسئولة عنه إلي ( الدماغ المتوسط ) ثم إلي القشرة الدماغية ،

تأثير الغضب علي الجسد :

وهذا يفسر إلي شعور بالعطش وقت الغضب ، ويثبت أن للغضب علاقة بتورم الحلق.

بل و وجد العلماء ان الغضب يرتبط إرتباط وثيق بإنخفاض المناعة و إرتفاع ضغط الدم و زيادة خطر الإصابة بنوبة قلبية وقصور الشريان التاجي.

كما أن الغضب يضع جسدك فى حالة إستعداد قصوى ويولد طاقة لا تجتاجها أبدا وربما لن تستطيع تصريفها مطلقاُ،

حيث أنها تماثل تماما حالة إستعداد جسدك للحرب ، مما يفسر تعرض بعض الناس للإغماء جراء تعرضهم لنوبة غضب،

حيث يتم تنشيط الجهاز العصبي ويتم إطلاق المواد الكميائية فى مجري الدم ،

وتبدأ التغيرات الجسدية المرئية تظهر بوضوح ، مثل التوتر و التشنج فى العضلات والفك والعيون التى تصبح جاحظة ، وكأنك بركان يتجهز للإندلاع

ولكن نود أن نؤكد فى هذا المقام أن هذا لا يعني أبدا ألا تشعر بالغضب أو أن تكتمه حال إحساسك به،

بل على العكس فمحاربة شعور تولد مشاعر أعنف ، وكبت الغضب آثاره النفسية والجسدية أكثر خطورة،

ولكن الحل كما أكدنا مرارا و تكرارا التعلم كيف تتعامل مع الغضب.

وفى الحقيقة يجدر بنا فى هذا المقام أنه إن كان لديك أطفال فإن الآثر السلبي للغضب يتعداك ويصيبهم،

بل ويعصف بهم و لا نقصد بذلك الجانب النفسي فقط بل والجسدي أيضا فيجعلهم عرضة لما سبق ذكره من أمراض،

وربما أكثر منك حيث لا تكون مناعتهم علي كل حال أقوي منك فإن ضعفت كانوا عرضه لكل الأمراض،

بل و فوق ذلك فإن عصبية الأبوين أو أحدهما تضعف الجهاز العصبي للأطفال مما يؤثر عليهم مستقبلا بشكل خطير، بل وتورثهم الغضب،

الذي ربما يصيبك آذاه بشكل خاص عند كبرهم ، ويؤثر على نجاحهم فى حياتهم وعلاقاتهم بشكل عام.

 كبت الغضب…

سبق و أوضحنا أننا نشجع فى هذا المقال التعبير عن الغضب ونحاول ان نبين كيفية القيام بذلك بشكل صحي ، وقمنا بالتأكيد علي أن كبت الغضب ليس الحل الأمثل.

حيث أنه وإن كان للغضب الشديد أضرار نفسية ، جسدية  و إجتماعية سلبية فإن لكبت الغضب أضرار وخيمة أيضا.

فعندما تنطلق شرارة الغضب ويسعي الإنسان لكبتها و التخلص منها بأسرع وقت ممكن ، فليجأ لعدة طرق كأن يسرف فى أكل السكريات،

فالسكريات كالشيكولاته و إن كانت تعد مسكن طبيعي للغضب ولكن الإسراف فيها مضر و أقل الضرر الإصابة بزيادة فى الوزن،

ويلجأ بعض الناس للتدخين ، وربما فى بعض الحالات تناول المخدرات والخمور.

كما أن كتم الغضب فى الأحوال العادية قد يصيب بعض الناس بإضطراب فى المعدة،

وعلي المدي الطويل قد يصيب صاحبه بالجلطات السكتات الدماغية ، وضغط الدم.

وبالتالي فالتحكم فى الغضب والتعبير عنه بطرق صحيحة أفضل كثيرا من السعي وراء إصلاح عواقبه فى كل الأحوال.

و ذلك يعود إلي أن رفضك للغضب ، يعني أنك ترفض مشاعرك و بالتالي جزء من نفسك،

لذلك عليك قبول غضبك دون قيد أو شرط ، بل وقبول نفسك و جميع جوانبك.

فقط أتبع الخطوات المذكورة أعلاه لتنظم شعورك بالغضب وتضبط التعبير عنه.

و الغضب المكبوت لا يعني فقط تلك اللحظة التى مرت بك فكتمت غضبك فيها ، ولكن ربما يعود لسنوات وتراكمات طويلة،

لذلك قد تجد نفسك تغضب علي أمر تافه غضب شديد والمسألة فى حقيقة الأمر لا تذكر،

فغالبا ما يتم دفن أسباب الغضب فى نفسك علي مر السنين خصوصا فى علاقتك مع والدك و والدتك،

لذلك عليك التنفيس عن غضبك المكبوت عبر السنين و ليس فقط الغضب الحالى اللحظي لتتجنب كثير من الأمراض الجسدية و النفسية وردود الأفعال غير المرغوبة .

وهناك طرق عديدة للتخلص من المشاعر المكبوته عبر السنين والتخلص منها ، و هذا ينطبق على كافة المشاعر السلبية و ليس الغضب فقط،

طرق التخلص من المشاعر المكبوتة :

عليك أولاً أن تكتشف تلك المشاعر المتراكمة ،

ويمكنك ذلك بطرق عدة نذكر منها هنا ، الكتابة ،

يمكنك كتابة ما يزعجك وستجد المشاعر والمواقف تتسلل لرأسك وترسم لك صورة عن ما يشكل مشاعرك السلبية و تعلمك كيفية التحكم في الغضب.

كذلك التأمل ، والتحدث لمعالج نفسي إن كان الأمر يستدعي ذلك.

وبعدما تكتشف الأمر وتقف على الأمور السلبية المكبوته بداخلك ،

يمكنك التخلص منها و إليك سبع خطوات تساعدك على التخلص من مشاعرك السلبية.

سبع خطوات تساعدك على التخلص من مشاعرك السلبية

  1. أبتعد عن المواقف المستفزة التى تثير لديك ذكريات الماضي أو تحرك تلك المشاعر الراكضه ، و هذا أمر مؤقت لحين أن تتأكد أنك تخلصت منها تماما.
  2. أحرص على الإجتماع بأفراد العائلة و الأصدقاء المقربين لقلبك بعبارة أخري اجتمع بمن ترتاح برفقتهم ، فهذا يخفف الضغط عليك و يشعرك بأن هناك من يراك بعين الحب ، مما يجعل صورتك الذاتيه تزدهر بشكل كبير.
  3. مارس التأمل و اليوجا ويفضل أن تفعل ذلك بصحبة الطبيعة ، كأن تتأمل على شاطئ البحر، أو بالأماكن الخضراء كالحدائق المفتوحة.
  4. مارس الرياضة ، ويفضل أن تكون الرياضات التى تمارس فى الهواء الطلق والرياضات الفردية فى هذا المقام أكثر فائدة من غيرها ، كالسباحة ، الركض والمشي فى الهواء الطلق. كل تلك الأنشطة تسمح لك بالتنفيس عن مشاعرك السلبيه و المكبوته.
  5. أصغ لعقلك الباطن ، سيستعيد عقلك الباطن أثناء التأمل أو ممارسة الرياضة فى الهواء الطلق بعد الأمور والمشاهد ، عليك أن تعيها جيدا لأنها ستبين لك ما يؤثر فيك ويؤرقك. فقد أصبحنا غير مهتمين بإعطاء الوقت لأنفسنا بسبب جدول الأعمال المزدحم والمسئوليات و لكن تذكر جيدا أن لنفسك عليك حق لتستطيع أن تكمل جدول أعمال وتؤدي حقوق الأخرين عليك أن تصغي لنفسك وتؤدي حقها أولاً.
  6. تفكر فى مكان منعزل تماما ، ذكرنا فيما سبق أنك تحتاج الهواء الطلق والإختلاط بمن ترتاح معهم ، لكن هذه النقطة هامة أيضا عليك أن تختلي بنفسك حيث لا يسمعك أو يراك أحد ، و تعبد ، تأمل وربما تحتاج للبكاء أو الصراخ بصوت عالي عليك أن تفعل ذلك الآن وبكل حرية ، لذلك فتلك الخطوة لا تقل أهمية عن ما سبق.
  7. إن لم تفلح الأمور السابقة فربما تحتاج لمساعدة متخصص كمدرب للحياة أو معالج نفسي يعلمك كيفية التحكم في الغضب ، ولتختار بشكل صحيح فعليك أن تعلم أن مدرب الحياة لا يركز على آلامك السابقة ومشاعرك المكبوته بقدر ما يتعامل مع آمالك ، أحلامك و أهدافك ، ويركز على نقاط القوة لديك والمشاعر الجيدة وحيث يتمد الجيد والسعيد يتلاشي السلبي ، ولكن فى بعض الأحوال يكون الشعور السلبي تملكنا علي حين غفلة ولا نستطيع التعامل معه أو النظر للأمام بدون التخلص منه فى تلك الحالة لا ينفعك سوي المعالج النفسي.

وقد ذكرنا ونحن بصدد التحدث عن موضوعنا اليوم أنه يمكنك تحويل غضبك إلي طاقة إيجابية إبداعية ، وإليك بعض النصائح لتحصل على ذلك و تحول ما هو سلبي لقوة رائعة :

فرق بين المشكلات والأزمات ..

بعض  الأمور التى تثير الغضب ربما تكون عابرة يمكن حلها و إنهاءها و التخلص منها تماما وتلك تحدثنا عنها أعلاه،

ولكن بعض الأمور الآخري لا يمكن التخلص منها على الإطلاق كأن يكون المثير لغضبك علاقة زواج أنتهت بالطلاق ولا تزال تسبب لك الغضب والألم،

ولكن اسفرت عن وجود طفل فلا يمكن قطع العلاقة بشكل نهائي ،

هنا لا يمكن إنهاء ذلك الوضع بحل نهائي ولكن يمكن إيجاد طرق للتعامل مع وضع سيظل قائم ، وهذا ما يسمي بالأزمة،

لذلك عليك أن تنفس عن غضب بالطرق التى ذكرناها كالكتابة أو ممارسة الرياضة أو حتى اللجؤ للمساعدة النفسية من قبل المتخصصين،

حتى لا تكبت مشاعرك مما يتسبب لك فى أمراض نفسية وجسدية وردود أفعال خارجة عن سيطرتك ربما تؤثر علي أطفالك أيضا بالسلب دون أن تشعر.

أو أن يكون مثير الغضب لديك مديرك فى العمل ، وهكذا. فى تلك الأحوال عليك دائما التأقلم.

ما هي خطوات التأقلم ؟

قبول الواقع وأنك لا يمكن تغيير الوضع ولكن يمكنك التعامل معه ،

عليك أن توجد تلك الطرق والحلول بشكل إستراتيجي أي على مدي طويل فبقولك الوضع أن تعي انه سيستمر لوقت طويل ربما على مدي حياتك ،

فى البداية وبعد تقبل الوضع أنت الأن تراه بعقلانيه أكثر وهدؤ ،

أستخدم تكتيكات قصيرة المدي تعامل مع كل موقف على حدي حتى تكتشف طرق من يواجهك او يتسبب لك فى الأزمة بعدها أبني إستراتجيتك و أستمتع بالفوز ،

والفوز هنا لا يعني أن تبدو منتصر وعلي صواب دائما ،

بل يعني أن تنظر للمستقبل وتحقق إنتصارات بعيدة المدي ، ربما على حساب خسارة أو تنازل لحظي ،

أدراك الأسباب : أحيانا نضطر للقيام بأمور لا نحبها أو لا نود القيام بها فى حال وضعنا فى أزمة ما ،

فنصاب بغضب شديد بداخل أنفسنا لأننا نشعر بالقمع ،

قم بفهم أسباب قيامك بذلك ، توجه بأنظارك لقوتك الداخلية بدلا من التركيز على ضعفك ،

كأن تدرك أنك تقوم بذلك لأجل رضاء الله عز وجل

أو أن فعلك الغير محبب إليك أو الثقيل على نفسك أنت لست مجبر عليه ولكن تقوم به لمكسب كبير فى المستقبل لك،

وهذا يبدل شعور الضعف الذى يقودك للغضب الداخلي إلي شعور بالقوة مما يجعل صورتك الذاتية ونظرتك لنفسك تزدهر.

كن هادئا حينما يستفزك أحدهم ليغضبك بغير مبرر واضح

فربما يود أن يضعك فى موقف ضعف ليحصل منك على أمر ما أو ليظهرك بمظهر غير لائق .

مثال يعلمك كيفية التحكم في الغضب

كان جون ومايكي مرشحين فى عملهم لترقية كبيرة وكلاهما كان جدير بها لذلك كانت المنافسة شديدة،

ولكن كان مايكي يوشك على إنهاء دراسته الدكتوراه فى إدارة الأعمال مما سيقوي موقفه أكثر من جون،

فأفتعل جون شجار بينه وبين مايكي و ظل يقدح فيه بكلمات وطرق غير مباشرة بصوت هادئ ووجه مبتسم لكن عباراته وتصرفاته كانت تثير حنق مايكي بشكل كبير،

حيت ثار فى مرة ولكمه فى وجهه ووجه إليه كلمات لاذعه وتدخل زملاء العمل للفض بينهم ولم يرد عليه جون فقط نظر له بغضب ورحل.

كرر جون ذلك مرارا مع مايكي حتي جن جنونه وفى كل مره كان يبدو ثائرا وغاضبا حتى آثار فى العديد من المرات ضجة كبيرة فى مكان العمل،

مما أضطره ليعتذر مرات عدة لزملاءه ومديره عما تسبب فيه من إزعاج ،

وفى كل مره كان جون يحافظ على مظهره الهادئ ، وفى النهاية تم ترقية جون ،

حيث ذكر فى أسباب عدم قبول مايكي أن طبقا لعاداته فى العمل هو غير قادر على ضبط أعصابه بما يكفي ،

وكلما علا المنصب كلما زادت الضغوط لذلك لن يكون كفئ بما يكفي لذلك المنصب.

وهذا الموقف مثال واضح يعلمك كيف تتحكم في غضبك على أهمية ضبط الأعصاب والتفكر أولا قبل الإقدام على رد فعل ما ،

وقد أوضحنا فى صدر المقال عدة طرق تساعدك للتمهل والتفكير وقت الغضب.

وبناء عليه فإدراك أسباب غضبك ومؤشراته ، ومعرفتك كيفية التحكم في الغضب وتعبر عنه بالشكل الصحيح،

سيعود عليك بالنفع من الناحية النفسية والصحية والإجتماعية ، والأمر ليس صعبا مع التمرين والإستمرار،

و فى كل الأحوال فإن بذل بعض الجهد أفضل من تحمل العواقب الوخيمة.

المراجع: اعراض الغضب ، التحكم في الغضب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply.

The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.