web analytics
التسوقعالم السيدات

٨ دوافع وراء هيستيريا شراء البراندات عليك تجنبها لتحقيق السعادة

هيستيريا شراء البراندات

شراء البراندات

ما كل هذا النهم و التسابق من أجل شراء البراندات و تلك الانواع المختلفة من منتجات البراندات العالمية المتنوعة  و التى تفوق مستويات اسعارها مستويات الدخول بكثير جدا في البلدان النامية مثلنا.

و لم يعد الامر قاصرا علي منتج بعينه لجودته مثلا انما امتد الامر لكل شئ استهلاكى صغيراً او كبيراً و قد تحول  الغرض هو اقتناء البراند لمجرد الظهور به  وسط من حولنا.

للأسف لقد اصبحنا فارغين تماماً من داخلنا  و من ثم نبحث عن ملأ هذا الفراغ الداخلي الكبير باقتناء ما يفوق قدراتنا المادية  و حاجتنا الفعلية و التوهم ان هذا سيمنحنا كل ما نفتقر اليه و نفتقده من قيمة أو سعادة.

و اصبحنا لقمة سائغة للدعاية الزائفة في كثير من الاوقات و التسويق الذى يتفنن في جذب المستهلك بكل الاشكال سواء الاخلاقية او غير الاخلاقية.

ما هى الدوافع الحقيقية وراء شراء البراندات ؟

شراء البراندات

لا ننكر ان هناك فئة من المجتمع و التى تمثل نسبة ضيلة جدا قادرة علي شراء هذه المنتجات بل و ربما الامر بالنسبة للبعض منهم اعتياد علي مستوى معين للمنتج و لا يشكل السعر عبئا لهم علي الاطلاق و يرونه طبيعيا بل ربما يدفعون اكثر منه اذا اقتنوه اثناء رحلاتهم بالخارج مثلا.

و انما تتعدد دوافع الشرائح الاخرى في المجتمع كما نورد هنا اهم هذه الدوافع :

١- الاحساس بالنقص

و الذى يجعل البعض يحاول شراء البراند العالمى للشعورشعورا زائفا بأنه  من الطبقة القليلة الغنية في المجتمع او الايحاء لمن حوله انه كذلك

٢- الاحساس بالتميز

و الرغبة في الاحساس بالتميز منها السلبي و منها الايجابي:

  • فهناك من يرغب بالشعور بالتميزعن غيره و انه افضل ممن حوله وتتملكه رغبة شديدة في الاستعراض و ربما تكمن لديه رغبة اشعار الاخرين بالنقص اسقاطا لشعوره الذاتى به و هذا بالطبع السلبي بل هذا النوع ربما يكون مرضي وقد يحتاج لعلاج نفسي.
  • و هناك من يرى انه عند اقتناءه للعلامة التجارية المعينة، فهذا يجعله اكثر تميزا وبه يستطيع تحقيق قيمة ما يري نفسه  يستحقها و يبحث عنها حقيقة و ان لم يكن مغالي في هذه الرغبة بحيث لا تتحول الى نوعا من جنون العظمة و ما لم يكن يتحمل فوق طاقته المادية بكثير  فهو امرا مقبولا و هذا هو الايجابى.

٣- اللهث وراء الدعاية و الاعلانات و العروض بلاتفكير او تخطيط

فكثير من المستهلكين ما ينجذبون بشدة لفكرة العروض و ما شابه و يعتقد انها فرصة عظيمة عليه ان يقتنصها بأي ثمن و بصرف النظر عن اولويات انفاقه و احتياجاته.

فاذا ما صادفه اى عرض حتى و ان لم يكن يملك ثمنه آنيا يحاول بشتى الطرق الحصول عليه حتى لو بالدين الآجل عن طريق بطاقات الائتمان المنتشرة، بحيث لا تفوته هذه الفرصة بالاضافة لتعظيم اشعاره من قبل ممثلي مبيعات هذه الشركات انه ان فوتها سيندم كثيراً. و هذه تعد نقطة ضعف لدى الكثير تستغلها الشركات و المسوقين.

٤- تكريس جهود الشركات الكبري لتوجيه سلوك المستهلكين من شراء البراندات

وجميع الشركات الكبري و اصحاب العلامات التجارية العالمية تدرس جيدا سلوك المستهلكين بكافة شرائحهم و نقاط ضعفهم لتنفذ اليهم من خلالها  و تحقيق اقصي ارباح ممكنة.

ليس هذا فحسب بل انها اصبحت توجه سلوك المستهلك الي ما تريد تحديدا بما يعظم ارباحها و هو بالطبع نجاح لها و فشل لدى المستهلكين بفهم نمط جذبهم و جعلهم يدفعون كل ما لديهم.

و من العوامل الهامة التى تمكن الشركات الكبرى من ذلك هو عدوى الشراء التى يصاب بها الناس خاصة في المولات عند مشاهدة تجمع من الناس علي احد العلامات او المنتجات يحفز رغبة الشراء و عدم فقدان الفرصة.

٥- البعد عن قيمة القناعة و الرضا

فمع كثرة المغريات والمنتجات و العلامات اصبح المستهلك مشتت يلهث خلف كل منها في كل اتجاه.

و لا ولن يستطيع اقتناء كل ما يغريه  فما أن يظهر منتج الا و يظهرخلفه منتج منافس افضل ثم منتجات تفوقهم و اكثر جذبا و هكذا.

و يظل المستهلك يلهث و يدور في حلقة مفرغة  و تظل داخله رغبة عميقة كامنة للاقتناء و شعورا دائما بالاحتياج.

 و ينسي قيمة ان يقنع بما لديه او بما يقع في نطاق قدرته المادية  و حاجته الفعلية فقط. وان يستمتع بالرضا بما اعطاه الله من نعم لا تقدر بمال او بكنوز الدنيا.

٦- تغير قيم المجتمع سلبيا

فالمجتمع و جزء كبير من الناس في اوساط العمل او الدراسة او النوادى او التجمعات عموما اصبح يهتم بشدة بهذه المظاهر و الشكليات و ينظر لقيمة الشخص بما يقتنيه او يرتديه من علامات تجارية  دون النظر الى جوهرالشخص و قدراته و مهاراته و تأثيره وكفاءته و قيمته و ما يميزه  عن غيره. مما يضغط بشدة علي كثير من الافراد و يشكل سلوكهم في اتجاه هذا السباق المحموم.

٧- ضعف الثقة بالنفس للكثير و الشعور العام بالضآلة نتيجة تأخرنا في كافة المجالات.

فبالفعل نتيجة لتأخر مجتماعاتنا العربية و تحولها الي مجتمعات استهلاكية فقط تكاد تعتمد كليا في استهلاكها علي غيرها  بالمقارنة بدول كثيرة كانت اقل منا او تماثلنا اقتصاديا و انتاجيا من عقود قليلة ماضية، و قد اصبحت الآن تفوقنا بكثير بل و تعد في مصاف الدول الكبرى المؤثرة.

وادى كل ذلك الي شعور عام بانعدام القيمة و التأثير و جعل انقادنا لثقافة الاستهلاك و التقليد الاعمى قوى للغاية فلربما يشعرنا اننا لسنا اقل.

٨- العاطفة المفرطة في مجتماعتنا  وعدم الوعي بأساليب التربية الصحيحة

 ففى كثير من الاحيان نجد ان الاب او الام او كليهما يلبي كافة ما يطلبه الطفل أيا كان، معتقدا انه هكذا يقوم بدوره علي اكمل وجه.

والاسوأ عند رؤية الطفل لشيئا باهظ الثمن او من علامة تجارية معروفة  لدى زميل له في المدرسة او النادى او لدى احد الاقارب، و يعجبه و يريد مثله تماما .. هنا للاسف لا يحاول الابوين ان يشرحا له عدم اهمية ان يكون لديه نفس الشئ و ذات العلامة لمجرد ان يصبح مثل زميله  و انه ربما لا يستطيعا شراء ما يماثله و ان يجعلاه يدرك تماما أن هذا ليس عيبا، و لا يقلل منه في شئ و يقوما بلفت نظره لاستشعار الأشياء الجميلة التى يمتلكها هو و كيف يسعد بها حتى لو كانت بسيطة. فيثق في نفسه  و لا يعبأ بما مع غيره أو يهتزلعدم امتلاكه مثله.

 و ربما يفوق ذلك ان يهرول الابوان طلبا لمنتج مماثل بل و افضل مما لدى قرينه .. فييترسخ لدى الطفل الكثير من القيم السلبية التى اصبحت سبب كبير في اكثر من جيل لما اصبحنا عليه. و تصبح القيمة المادية هي المسيطرة في حكمنا علي الامور و الاشخاص و الشعور بالافضلية من عدمه و كلها قيم خاطئة تولد المشكلات علي مستوى حياة الاشخاص و العلاقات فيما بعد.

وختاما من البديهي بالطبع لمن اراد ان ينأى بنفسه عن هذا السباق المحموم من شراء البراندات أن يعالج و يتجنب اسباب هذه المشكله من الاصل.

فيجب علي كل منا فهم سياسة الشركات في توجيه سلوكه لصالحهم وعدم الانسياق وراء الاعلانات و الدعاية الجاذبة  دون تفكير ووضع خطة و قائمة باأولوياته تبدأ بالأهم ثم المهم و تنتهى بالأقل اهمية، مما يساعد في عدم  تعزيز شهوة الشراء و الاقتناء لنوعية منتجات تفوق قدرته و ان يدرك انه ليس اقل من غيره او افضل منهم  اذا لم يقتنى او اقتنى هذه المنتجات.

و انما قيمة الانسان تنبع من داخله و افعاله و تأثيره في الاخرين ايجابا.

بالاضافة لمحاولة تنمية و تطوير الذات و تصحيح المفاهيم لدينا و التى قد تكون فرضت علينا دون ان نشعر.

ايضا العودة لترسيخ قيمنا الجميلة في القناعة و الرضا و لا يعنى هذا بالطبع الاستكانة و عدم السعي لطلب سعة الرزق و العيش الطيب و لكن دون تحميل النفس بما يفوق طاقتها و يلهيها عن جوهر الاشياء و هدف الحياة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply.

The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.