الأسماك هي مصدر للبروتين الحيواني الذي يتمتع به كثير من الناس حول العالم، حيث أن البشر يأكلون أكثر من ٣٣٠ مليار رطل (١٥٠ مليون طن) من الأسماك كل عام تقريباً، فالأسماك غنية بالعناصر الغذائية و لذيذة و هي إضافة صحية لأي وجبة و قد تتساءل عما إذا كانت هذه الخصائص تنطبق على الجلد أيضاً؟ وهل من الآمن أكل جلد السمك ؟
تستعرض هذه المقالة فوائد جلد السمك و مدى سلامة تناوله و كيفية إدراجه في نظامك الغذائي.
هل أكل جلد السمك يعتبر آمن؟
غالباً ما نتسائل، هل جلود الأسماك آمنة للأكل؟ الجواب السريع، نعم.
قد يتجنب بعض الناس قشور الأسماك خوفاً من أن يكون تناولها غير آمن، على الرغم من أن هذا ليس هو الحال بشكل عام.
حيث تم أكل جلد السمك بأمان عبر التاريخ، بل إنها وجبة خفيفة شائعة في العديد من البلدان و الثقافات.
طالما تم تنظيف الأسماك بشكل صحيح و إزالة القشور الخارجية بالكامل، يكون الجلد آمناً للأكل.
و مع ذلك، نظراً لكون جلد الأسماك معرضاً لبيئتها و تلوثها، من المهم معرفة مصدر الأسماك.
أبتعد عن الأسماك المستزرعة أو البرية من مناطق أو مزارع أكثر تلوثاً تستخدم المواد الكيميائية و المضادات الحيوية.
و بعض الأسماك تحتوي على مستويات عالية من الزئبق و السموم و الملوثات، و يمكن أن تكون موجودة بالجلد أيضاً.
لذلك يوصى بإختيار الأسماك قليلة الزئبق أكثر من عالية الزئبق، و في ما يلي بعض الأمثلة على المحتوى الزئبقي للأسماك:
- منخفض: سمك السلور، سمك القد، سمك السلمون، البلطي، معظم التونة المعلبة.
- متوسط: الكارب، الهامور، سمك الهلبوت، سمك النهاش.
- عالي: الماكريل الملك، سمك القرش، سمك أبو سيف، أسماك البلاط.
و بغض النظر عن الأمان، فإن بعض جلود الأسماك لا يكون مذاقها جيداً، مثل جلد سمك التونة السميك و سمك أبو سيف.
أما جلد السلمون لذيذ، و كذلك جلد الباراموندي – عند طهيه يصبح لطيفاً و مقرمشاً.
و نظراً لأن الأسماك مصدر كبير للعناصر الغذائية مثل الحديد و أحماض أوميجا 3 الدهنية، توصي إدارة الغذاء و الدواء بتناول (113 جراماً) من الأسماك من ٢-٣ مرات بالأسبوع.
فوائد أكل جلد السمك الصحية و الغذائية
تختلف العناصر الغذائية لجلد السمك بشكل كبير اعتماداً على نوع السمك و مع ذلك فإن معظم الأسماك غنية بالعديد من العناصر الغذائية الرئيسية.
يمكن أن يساعد تناول جلد السمك على ضمان تناول كميات كافية من العناصر الغذائية، والتى تشمل ما يلى:
- بروتين
- الاحماض الدهنية أوميغا -3
- فيتامين د
- فيتامين ه
- اليود
- السيلينيوم
- التورين
و هذه نظرة فاحصة على بعض الفوائد التي قد توفرها هذه العناصر الغذائية في جلد السمك.
١. مصدر جيد للبروتين
تعد الأسماك بما في ذلك جلدها، مصدراً رائعاً للبروتين و هو عنصر غذائي أساسي لبناء الأنسجة و العضلات في الجسم.
قد يساهم البروتين أيضاً في تحقيق الصحة المثلى من خلال تقليل خطر بعض الإضطرابات مثل توقف النمو و إنخفاض مستويات الحديد و التورم.
علاوة على ذلك، تلعب بعض البروتينات مثل الهستونات و الترانسفيرين، دوراً في المناعة، حيث يوجد العديد من هذه البروتينات في مخاط جلد السمك.
٢. جلد السمك يحتوي أوميغا 3
واحدة من أفضل الفوائد المعروفة للأسماك الدهنية هي إرتفاع مستوى أحماض أوميجا 3 الدهنية المفيدة.
و جلد السمك يحتوى على كمية لا بأس بها من هذه الأحماض الدهنية.
فعلى سبيل المثال، تحتوي ٣.٥ أونصة من شرائح سمك الباراموندي بالجلد على ١.٥ جرام من أوميغا 3.
بينما تحتوي ٣.٥ أونصة من شرائح الباراموندي الخالية من الجلد على ٠.٨ جرام من أوميغا 3.
أى أنك ستحصل على نسبة الضعف من الأوميجا 3 عندما تأكل السمك بالجلد!
و يسهم تناول أحماض أوميجا 3 الدهنية في جلد الأسماك الدهنية في تحسين الصحة مع فوائد مثل حماية القلب و الأوعية الدموية و إصلاح الخلايا و تقليل الإلتهاب و الحمل الصحي و تقليل خطر الإصابة بأمراض الدماغ.
٣. جلد السمك سيجعلك تبدو أصغر سناً
تناول جلد السمك قد يحسن صحة بشرتك أيضاً، حيث يتم استخدام الجلد من أسماك المياه المالحة الطازجة لإنتاج الكولاجين السمكي، و هو أحد أكثر مصادر الكولاجين المتاحة بيولوجياً.
و الكولاجين هو نوع من البروتين موجود في جميع أجزاء و أنواع الأسماك، و بالتالي ستجده في كل من العظام و اللحم و الجلد.
و هو بروتين يساعد على إبقاء الجلد و الجهاز الهيكلي (العظام و الأوتار و الأربطة و المفاصل و العضلات) و الأوعية الدموية و اللثة و العين و الأظافر و الشعر قوياً و مرناً.
فمع تقدمنا في السن، تفقد أجسامنا القدرة على تصنيع الكولاجين، مما يجعل من الضروري تضمينها في وجباتنا الغذائية لإبطاء آثار الشيخوخة.
من ناحية أخرى، فيتامين E هو أحد مضادات الأكسدة القابلة للذوبان في الدهون، و هو أكثر شيوعاً في الأسماك الزيتية مثل السلمون و التراوت.
يدعم فيتامين E صحة البشرة من خلال الحماية من الآثار الضارة للشمس و تحسين أعراض بعض الحالات الجلدية مثل الأكزيما.
٤. تحقيق أقصى أستفادة من العناصر الغذائية
يساعدك تناول الجلد مع اللحم على إستهلاك أكبر قدر ممكن من العناصر الغذائية بالسمك.
فإزالة الجلد و تناول اللحم فقط سيفقدك العديد من العناصر الغذائية و الزيوت المفيدة في الجلد، بالإضافة إلى تلك الموجودة في المخاط و طبقات اللحم أسفل الجلد مباشرة.
طرق تحضير و أكل جلد السمك
قد تكون جلود الأسماك أفضل سر محتفظ به في المأكولات البحرية. وعندما يتم طهيه بشكل صحيح، يصبح الجلد المقرمش أكثر أجزاء شرائح السمك اللذيذة.
و لجني فوائد جلد السمك، يجب أن تعرف ألذ الطرق لإعداده، و يمكن طهي جلد السمك المقرمش بسهولة في المنزل.
عند تحضير قطعة من السمك بالجلد، جرب قليها أو شويها عند درجة حرارة عالية للحصول على نتيجة مقرمشة.
تجنب غلي السمك و تبخيره لأن ذلك قد يؤدي إلى قوام رطب أو لزج من الجلد.
و إذا كنت تفضل تناول شرائح السمك بلا جلد، فقم بتجربة طهي جلد السمك بشكل منفصل.
غلف قشور السمك بخفة في خليط من الدقيق و التوابل، ثم قليها برفق في الزيت الساخن حتى تصبح مقرمشة.
و ضع في اعتبارك أيضاً أن طعم جلد السمك يختلف حسب الأنواع، فهناك أنواع معينة من جلد السمك ذو طعم أفضل من غيرها.
فمثلاً الأسماك المعروفة بإمتلاكها لجلد ذو طعم لذيذ تشمل سمك الباراموندي و السمك المفلطح و الماكريل و السلمون و النهاش.
و أصبح الطهاة مبدعين فى تقديم جلد السمك في المطاعم مقلي أو مطبوخ بشكل منفصل و يتم تقديمه كطبق مقبلات جانبي.
الوجبات الخفيفة بنكهة السمك أصبحت أكثر شيوعاً و هي شائعة بالفعل في المأكولات الآسيوية.
و عادة ما تكون هذه الوجبات الخفيفة مقلية و مملحة و يمكن أن تحتوي على نسبة عالية من الدهون و الصوديوم.
لذلك، من الأفضل الأستمتاع بالوجبات الخفيفة من السمك المقلي بإعتدال.
مع الأخذ فى الإعتبار إذا كان لديك أي حالات مثل أمراض القلب و إرتفاع ضغط الدم، فيجب تجنبها لعدم تفاقم الحالة.
و الخلاصة أن جلد السمك هو جزء لذيذ و مغذي، كما أنه غني بنفس العناصر الغذائية الموجودة في لحم السمك.
و إستهلاك السمك مع الجلد يساعد على ضمان عدم فقدان العناصر الغذائية أثناء عملية الطهي.
كما تحتوي المغذيات الموجودة في الأسماك على مجموعة واسعة من الفوائد، بما في ذلك دعم صحة القلب و الجلد.
المصادر
جلد السمك هل يمكن تناول جلد السمك؟
